أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود هادي الجواري - الارهاب المعلن والارهاب المستتر الجزء الثاني















المزيد.....


الارهاب المعلن والارهاب المستتر الجزء الثاني


محمود هادي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإرهاب المعلن والإرهاب المستتر...
الجزء الثاني ..
بقلم -محمود هادي الجواري ...
لربما عكف الكثيرون عن تحليل ما يجري اليوم بصدق وحيادية مع توخي الدقة في التحليل وان فعل البعض ذلك فتراه منحازا للجهة التي يستفيد منها وبشكل شخصي مستند على المنجزات الشكلية او على مسمياتها دون ان يلمس منها شيئا على واقع .. هذه الفئة من المحللين هي ليست بالقليلة العدد ويمكنني اقول انها الغالبية فهم لم يستندوا الى دراسة واقعية ومنطقية للأسباب المتراكمة التي كان لها الأثر الكبير المتصل في بنية المجتمع العراقي وكذلك في حكوماته وهذه العصبة هي التي خلقت للوطن والامة الاهتزازات المستمرة والتي تختفي حينا وتظهر حينا آخر وبقوة... وما يحدث اليوم ما هو الا سلوك نمطي ومتوارث في الاصرار على اجترار الماضي واستحضار كل تفاصيل الماضي و إحداثه السلبية وخاصة البنيوية منها التي خلخلت بنية دولة العراق التي لم تنفع في الامس البعيد او القريب واسلوب انتهاج السلطة الدكتاتورية المستبدة التي انتهجها ممن سبق الطاغية ابان الخلافة الاموية والعباسية وحتى لازمنة قريبة متمثلة بالحكم العثماني فالدكتاتورية لم تمنح الطاغية البقاء طويلا في السلطة ولا الديمقراطية المستحضرة والجاهزة التي جيئ بها هي الاخرى لن تمنح السياسيين البقاء طويلا اسضا وكان اول الغيث انها جرت العراق إلى الويلات بدلا من وضع الحلول وقد أشرت إلى هذا وفي مقال وتحت عنوان ( الديمقراطية وأدوات نفيها في العراق )..السياسيون الذين ظهروا على الساحة العراقية ومنذ ما يقرب من النصف قرن أو ما يزيد على ذلك هم لم يكونوا سياسيين بالمعنى ألخبراتي أو الاحترافي وحتى الأكاديمي وان وجد هناك عدد لاباس به إلا أنهم دائما ما يبعدون عن الساحة السياسة أما قتلا او تشريدا ولم يستطيعوا من وضع لبنة سياسية حقيقية وبمحاولات خجولة الة بناء الدولة وفقا لمعايير المواطنة ولكن هذا يحتاج الى عمل حثيثمن اجل نشر الوعي المجتمعي الذي لم يخرج بعد من تبعات الماضي التي تلقي بحممها على الحاضر والمستقبل ...اذن دائما ما يعاني منه العراق هو تهافت المهيمنون والساعون إلى التصدي للسياسة هم من الهاوون المغامرون الذين اقتحموا الأبواب السياسية عنوة وبالقوة ولأسباب امتلاكهم القدرات المادية والمعنوية وحتى الجسمانية أي (الشقاوات )وأسبغهم بهذا التوصيف لأنهم هم بالأساس كانوا تابعون الى قوى اجنبية تمنحهم القوة لا العقل والحكمة لذا تراهم وجريئون في الاستحواذ على السلطة وباي ثمن ولو كان الشعب باسره ضحية لمآربهم ... وكان السبب في دخولهم هذا المضمار هو البحث عن اعتلاء ناصية التسلط على الرقاب واثبات الوجود فهي لا تخلوا من النزعة القبلية العشائرية والدينية فلقد استفاد الغرب من تصنيفهم كسياسيين توظيفا وتعزيزا لمصالحهم وترسيخا لثوابتها .... إذن الدول التي احتلت العراق إبان القرن التاسع عشر وما قبل ذلك منحت أولئك تلك التسمية بالسياسيين لأنهم كانوا إذنابا وذيولا وداعمين لسياسة المحتل تثبيتا لوجود المحتل الداعم لطموحاتهم وفي الاخير توطيدا لسلطتهم وما قصص الإقطاع وظهور طبقة السيد والمسيود التي نبذها الغرب منذ مطلع القرن العشرين عمد المحتلون الغربيون الى غرسها في العراق والبلدان العربية وعملوا وبدأب على ترسيخ مفاهيمها في العراق وعن طريق سن القوانين التي تضمن للعملاء سلطانهم و قوتهم وتسيدهم على أبناء شعوبهم وما الشعار الذي رفعته الدولة العثمانية ( فرق تسد ) كان العامل المهم في ضمانة المحتل في الاعتماد على جهة بعينها وترك الأخرى دون إي اعتبار يذكر وما التعمد الى تسمية الإفراد بأسماء عشائرهم ما هي إلا لخلق روح النزعة الطائفية والقبلية في حل النزاعات والخصومات في المعالجة الخاطئة وعن طريق عدم الانصياع إلى القوانين والعودة إلى القبلية الجاهلية في تأزيم الاوضاع التي تضمن لهم الصراع الواسع ولنا في انتماء أبناء عشيرة معينة إلى الإرهاب وداعش مما كان يشار إلى العشيرة بكليتها التي ينتمي إليها الإفراد الخارجين عن القانون الذي لا يمثل بالنسبة لهم إلا حبرا على ورق ويكون التمرد على السلطة هو الأمر الوارد والشائع وكما نلمسه اليوم في الصراع بين موالي لداعش و-ىخر رافض لوجوده .. وتعال معي ما نراه اليوم من التضامن الأعمى مع أبناء العشيرة والدفاع وحتى عن مجريميهم وتحت مسمى الاعتداء على العشيرة ولا يقتصر ذلك على الجريمة وحسب وانما التأثير المباشر على الديمقراطية والزج بإفراد العشائر ولأسباب وجاهية ولكنها لا تعير إي اهتمام إلى انعكاس ذلك على مسيرة العمل السياسي خيرا أو شرا .... شاهد اليوم البرلمان العراقي يعج بامثال هؤلاء الذين جاؤوا وفقا لمبدأ ثلاثة من خيرة اغبياء عشيرتنا خير من رجل ذكي واحد ومن عشيرة اخرى .. إذن كان لاحتكاك بعض رؤساء العشائر منهم بقيادات المحتلين الذين احتلوا العراق قد منحهم الفرص في زجهم في السلطة لا أعتماداعلى ذكائهم أو نباهتهم وانما لتكتلهم العشائري الذي يستطيع من تشكيل ثقل يمكنه من السيطرة والتحكم في تقريب أو إقصاء ومعاقبة الآخرين وهذا يسري إلى يومنا هذا ,,,,يدعونا الوضع الراهن الى العودة الى الضمير والنظر وبعيون المحلل والمتفحص إلى شكل السلطة الملعونة من السماء قبل الارض فهي لاتستطيع من تغيير نفسها بالرغم من رفعهم شعارات فضفاضة ومنها حقوق الإنسان والمساواة والحرية والديمقراطية و كلها ليس لها وجود الا الثابت الا وهو مصالحهم فقط .. وكذلك ولم يستطيعوا من صناعة فهم لم يسعوا الى اقتناص اية فرصة في خلق السلم والاستقرار ولو يشكل نسبي ولايهمهم ما يدور من حولهم طالما هم بخير ويعيشوا بحبوحة لم يحلموا بها ذات يوم .. هم لا يتطلعون الى مشاهدة الداخل العالم المتدن من حولهم ولا يبالون لسرعة المتغيرات... إحداثها التي تشهدها الساحة العراقية والعربية هذا.. وهذا الأمر لا ينطبق على العراق لوحده وبمعزل عن المنطقة العربية التي كانت تحكمها العشائر وكل قبيلة تسيطر على مساحة معينة ولذلك ليس هناك تفوق لسياسي عربي على سياسي عراقي وعليه إننا نشهد تشابه كبير في مصائر البلدان العربية التي تشكلت بعد الاستقلال من السيطرة العثمانية والبريطانية او الفرنسية والايطالية فهي تصطف كأحجار الدومينوا فاذا هوت احداها تساقطت تلك الاحجار وكلنا شاهد كيف فعل الربيع العربي وبالرغم انه كان كذبة الالفية الثالثة ولكن فعلت فعلها في سقوط الانظمة التي لاتحميها شعوبها ...إذن ضعف الساسة وأبقاهم عديمي الخبرة في ميادين العمل السياسي في الساحة الدولية والإقليمية وان عاشوا حالات من الصراع المرير لخلق سياسات يدعون انها وطنية ولذلك ظهرت عناصر في المجتمع مكتوية بلهيب كذبة التغيير لكنها استيقظت من سباتها و تتوق إلى التحرر من العقلية السائدة والمسيطرة والتي جعلت المجتمع منقسم إلى قسمين فمنهم أسياد ومنهم وعبيد فمن هو في السلطة واي كان انتمائها سواء الى الدين او القبيلة وحتى الى عصابات اجرامية وفاسدة تمتاز بدرجات ارفع من المواطن البسيط إي المرؤوس ولذلك ظهرت الأنظمة الدكتاتورية والشمولية وانحسار السلطة بيد اسر حاكمة وتستقطب المقربين من أبناء العشائر التي تفرض هيمنتها في القبض على زمام السلطة والسيطرة على الموارد الوطنية و القرار ومصادرة حقوق المواطنين كذلك .. اذن الاوضاع السيئة كانت دائما مدعاة الى ظهور وطنيون يبرزون كأقطاب تعارض وتناضل ويسعون لبناء جبهة تصدي لكنهم لم يستطيعوا ايصال عملهم التوعوي في الداخلوعبر الترويج والتنظير لأفكار معتدلة ولكنهم يتواجهون دائما بحرب شعواءوعند ادنى تصادم مع السلطة يغادروا بلدانهم ليعشوا في دول تتسم انظمتها بطابع الاستقرار والرقي المجتمعي و تنصب همومهم في مواكبة التطور .. الغرب المستريح لانظمة الحكم العربية لما تدر عليه الازمات والحروب والتخلف تجعل تلك الشعوب اسيرة لها فهي تعمد الى تسميم الديمقراطية وتدعم نظام التوريث وهنا تبرز الصراعات بين من يناضل ويكافح من اجل ارساء قواعد الديمقراطية الحقة وبين الدول التي تستقتل على بقاء التوريث نظاما لها .. كانت عقول السلطات الاوربية وغيرها من الدول المجاورة التي آوت جموع ممن يحملون الافكار التحررية والذين لجئوا الى البلدان الغربية فذخول الحمام ليس كما الخروج منه ولذلك تفرض عليهم الولاء والطاعة مقابل حصولهم على جنسية ذلك البلد فماذا وكيف ستكون عودتهم حال عودتهم الى حياض الوطن ؟؟ ..أذن الذين عملوا طوال قرابة الثلاثون عام كمعارضين لحكم الطاغية لم يكن ذلك العمل منتجا وفي اغلب اطواره وكان غير مجدي وفاعل في تسجيل اي نوع من الخطر الوجودي على نظام حكم الطاغية وانما بينت وفي مقالات سابقة وقلت مؤكدا (ان المعارضة العراقية كانت تمنح الطاغية الجرع المنشطة والمجانية لاستقوائه في تثبيت نظام حكمه واستطاع ان يتخذ من اداء المعارضة الهامشي الدروس الناجعة في التصدي والحاق الاذى فيمن يرغب ويريد وفي ذات الوقت كان قادرا على امتصاص نقمة الجماهير التي تبرز الى السطح مبينة سخطها كان الطاغية يدرس كل الافعال واهانعكاسات وردود افعالها فكان من السهل ان يلحق الاذى بالمعارضين ومقريبهم وحتى الدرجة الرابعة من القربى .. ولربما يذهب الى ابعد من ذلك فهو عارف في توجيه الشكوك صوب من يرغب في اقصائه او اخفائه ويضرب الامثلة الواقعية المؤلمة والمجعة لتكون عبرة للاخرين ولذا كان الويل لمن يشك به ولو تفوه بكلمة معارضة وعن غير قصد و حتى لو صدرت تلك الكلمة من افواه اقرب المقربين فلن يتوانى الطاغية فى توجيه اقسى العقوبات وحتى تصل الى الموت المحقق وعبر وسائل الترهيب التي اعتمدها في تخويف المجتمع باسره فكان الموالون هم من ابناء العشائر الذين استطاع من سلخهم عن وطنيتهم ).. ولاتختلف اسباب بقاء الطاغية في السلطة دون الاعتماد على افراد اميين وانصاف مثقفين انخرطوا الى الحزب الاوحد ولم تكن لديهم ثقافة الدولة ومفاهيم الوطن والمواطنة التي استطاع ان يوهم بها الجهلاء ان تلك السلطة هي الاهية وهي منزلة بوحي جديد اسمه عفلق .. في ظل مفاهيم احادية ولا تتصل بالثقافة العالمية والدولية ولا تتلاقح معها وانما عمد الى عزل المواطن عن العالم كي لا يرى اين يقف هو الان .. اذن السياسون الطارئون على مفهوم السياسة في معظمهم سائرين في ذات الركب البعثي الصدامي ولكن بخطاب جديد مختلف في طرائقه ولكنه كان كفيل قي تحقيق منافع خاصة ونيل الوجاهة الفارغة حيث سعت الاحزاب الجديدة الى توجيه جل اهتمامها الى الكسب الحزبي ليكونوا ادوات رخيصة و يمثلون أعين مفتوحة لرصد اي تحرك في الوسط المجتمعي او في الدوائر الرسمية وغير الرسمية وتنحصر مهمتها الاساسية في رصد كل ما هو ينتمي الى الثقافة الحقة التي تتعارض مع مناهجهم التي حاربت وبقوة ظهور اية ثقافة معرفية فان اولئك المنتمون الى السلطة يعتبرون المثقف هو الند الذي يسعى خرق المنظومة السياسية وعبر نشر الوعي المجتمعي الذي يتعارض ومناهجهم العدائية للمواطن والمواطنة والتي تسعى الى تغييب مفهوم الدولة .. اذن المنتمون للحزب لايتورعون في نقل ما هو مخالف ومتقاطع مع المفاهيم المتدنية والمفصومة عن تيار التطور الثقافي في العالم .. هذا الوسط الكثير العدد والمتزايد كان الناقل الناقل الحقيقي للوثة من السياسيين الى المجتمع .. اذن ليس هناك من سبيل الى التململ او التحرك بحرية و وبيان سلمية الهدف من اجل نشر الوعي المجتمعي ,, ينعكس هذا ايضا على اغلب حكام الانظمة العربية فلم يكن صدام بنظامه هو استثناءا للسلوك والاخلاق العامة آنذاك ... اذن الاسباب والتي وضحتها في الجزء الاول هي تعود الى معضلة الولاء الاعمى من الجهلة ومن انصاف المثقفين وهذه الشريحة اليوم هي ذاتها التي انتقلت من حقبة سلطة الطاغية الى سلطة ما بعد سقوط الطاغية وهذه الشريحة الواسعة المخضرمة المريضة كانت حاضنة و حاملة ذات الامراض والاوبئة الفيروسية وبقيت على شاكلتها ولم تتغير سواء كما أو نوعا بل ازدادت ظلامية وتيها وسعت الى استقطاب اعدادا جديدة لتضاف الى تلك الشرائح من الذين يتميزون بقدرتهم على الحفاظ على النفاق المجتمعي والسياسيي وبما يتناسب مع اي وضع سياسي جديد وهش غير مكترثين لماهية خطورة سلوكهم وافعالهم على مجمل الوضع العراقي سواء كانوا في ظل نظام الطاغية والذي تخلوا عنه وتحت جنح ليلة الوميض الاول للتحالف وهم انفسهم من هلل بعد زواله فسلوكهم لم يطرأ عليه تغيير برغم التحرر من قيود النظام الذي لو اننا قلنا كان لربما يكبلهم لكنهم اصروا على اتباع ذاك السلوك المنحرف ولاسباب تتعلق بصراعهم من اجل البقاء وتحقيق رفاهية في العيش وعلى حساب المنظومة القيمية التي لم تطرق عقولهم ذات مرة .. وكما هو معلوم ان تلك الشرائح كان محضور عليها فهم ما يدور في كواليس المنظومة السرية الضدامية وعير قادرين على التجرؤ لقراءة الخريطة السياسية للقيادات ولو كانت على مستوى فرقة حزبية بسيطة وكلنا يعرف جيدا المغزى الحقيقي وراء اطلاق الطاغية المقولة البعثية التي اصبحت قانونا حزبيا و مفادها ( نفذ ثم ناقش ) فهؤلاء كانوا يفعلون كل شئ دون معرفة الاهداف والغايات او حتى النتائج هذا اذا بقي على قيد الحياة ليشهدها وخاصة حالة اعلان الطاغية الحروب المتكررة والانخراط الاعمى ايضا الى محرقتها التي كانت تأكل الاخضر واليابس معا .. اليوم وبعد خمسة عشر عام على التغيير... وكلمة التغيير هي في الواقع كلمة ثقيلة على مسامع من يعرف ابسط ابجديات السياسة المتبعة في دول العالم المختلفة فانها وبحق كانت استمرار للنهج الصدامي ولكن بطرق مختلفة .. الواقع يقول لنا ان المعارضين للنظام الصدامي لم تضفي ازمنة الاغتراب زيادة الى مساحة ثقافتهم خبرات الدول التي تواجدوا فيها او حتى البحث عن دراسات تنعش عقولهم لتضفي اليها آفاقا جديدة في التفكير لصناعة منهج سياسي .. وكذلك لم يغيرهم التحول الجديد الذي دخلوا الى ساحاته السياسية وبدون ادنى مقاومة او صرف جهد يذكر وانما اوكلوا من يقوم لهم بهذه المهمة الصعبة الا وهي تغيير الطاغية ,, فليس المعارضة لوحدها اتسمت بهذا الطابع المزري بل شمل الامر كذلك البعثيين البرغماتيين الذين انخرطوا الى السلطة الجديدة ولكن هم بقوا يحملون الفايروس الصدامي وكذلك السياقات البعثية في الاداء وعلى صعيد الادارة البسيطة التي انخرطوا اليها .. اذن المعارضون الذين حملوا معهم فايروس المعارضة وما تخللها من صراعات وكراهية وتقاطعات حتى على الثوابت الوطنية وتجاوز المنظومة القيمية ولكنهم احتفظوا بالمعارضة كشعار قديم جديد وتطبيق ما الفوه ابان غيابهم عن الوطن فهم بقوا يحتفظون باسلوبهم الندي والجاف فاغلقوا باب الحوار مع اي فرد يخالف ارائهم التي لا زالت يعتبرونها مقدسة ومنزلة من السماءولزعمهم انها روحانية واتخذت من شعار الدين والمذهب ذرائع من شانها خلق الاحتقان بالساحة التي هبطوا عليها مستخدمين ما يلهب المشاعر لدى الانسان البسيط مستغلين الظروف القاسية ابان رزوحه تحت حكم الطاغية فكانوا لايمتلكون من البرامج لتاسيس دولة العدالة ودولة المؤسسات لعجزهم التام في تحقيقها وفاقد الشئ لايعطيه فكان الاتجاه صوب اشعال الفتنة الطائفية عوضا عن تعويض المواطن وغسيل ما دخلت الى نفسه من لوثة الحكم المنبوذ في الحقبة الصدامية .. فهم لا يمتلكون من المقدرة على اشاعة روح التسامح وهنا كلمة لا تعني بالضرورة المعنى الذي ذهب اليه المرحوم الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم الذي اطلق شعار ( عفا الله عما سلف ) دون ملاحقة المجرمين والذين تلطخت ايديهم بدم الابرياء بل تشنجت ايديهم وعقولهم في معاقبة المجرمين الصداميين وكذلك تغاضوا الطرف عن تعويض ابناء الانتفاضة الشعبانية التي كانت الاساس في سقوط الطاغية وكانت بحق نقطة البداية مع ذهاب الاموال الى حلقات البعثيين الذين عاثوا في الارض الفساد .. المتتبع للمشهد العراقي وهنا يجب ان لا اطلق المشهد السياسي فليس هناك من يستحق ان ننعته بالسياسي المصنف المحترف ولاسباب اوجزتها في الجزء الاول .. البعثيون المقربون والفاعلون والذين شملهم قانون بريمر لم يكن امامهم من وسيلة الا احراج الولايات المتحدة الامريكية في تشكيل جبهة عسكرية واهنة وضعيفة جدا والامريكان كانوا يعرفون حجمها وكانت قادرة على سحقها بالكامل ولكن كانت تلك .. كثير من يعتقد ان ابناء السنة البعثيون المشمولون بالاجتثاث هم لوحدهم من اعلن المقاومة كشعار كانوا يحملونه لوحدهم في الساحة بعد سقوط الصنم ولم تكن الدوافع لحسابات وطنية خالصة بل اختلطت بها فرقا شيعية هي الاخرى سارعت الى حمل السلاح وخاصة ان تلك الفرق لم يكن لها دور فاعل في المعارضة والتي كانت لاتمتلك العدد الكبير من منتميها لذا شرعت الى فتح الابواب امام البعثيين الذين اطلقت عليهم بالبعثيون الولائيون ..,,..اذن لم يكن من وراء الاطراف التي لم يكن يوما انها معارضة للنظام وهي كانت متضررة من النظام ابدت اليوم معارضتها للمحتل وحملت السلاح بوجهه فلم يكن ذلك لاهدف وطني سوى لهدف واحد الا وهو الضغط على راعي مشروع التغيير في العراق الولايات المتحدة الامريكية للزج بهم للمشاركة في السلطة الجديدة .. والمتطلع الجيد والمتابع يمكن له معرفة كيف كان المخطط بتسليط الضغط الشديد على اطراف دخلت العملية السياسية ولتحقيق مآرب واهداف المحتل البعيدة المدى .. ومما هو معلوم ان امريكيا وضعت العراقيين امام حيرة من امر تغييرهم للطاغية بالرغم من الفرحة الكبيرة التي اثجلت المتضررين من حكم الطاغية وخاصة الذين اصابهم الضيم والحزن والجوع من جراء سلسلة الاعتقالات والاعدامات التي طالت اسرهم و أبنائهم وذويهم الا ان تلك الفرحة كانت رهينة ساعة اعلان الامريكيان عن السبب الحقيقي لاسقاط نظام الطاغية وان اهدافهم هي ليست لتحرير العراق من ظلم الطاغية وانما هو احتلال سيكون طويل الامد حتى تبلغ امريكيا كافة مصالحها ولن تغادر الا بعد خلق قواعد قلقة وغير مستقرة ومتوازنة لتضع الشعب العراقي امام مجاهيل كثيرة واسئلة كثيرة تدور في حتى ممن دخل مع المحتل .. ولكن اثبت الايام ان الامريكان انهم لابد و سيكشفون عن نواياهم في احتلال العراق جهارا نهارا والسيطرة على الموارد الاقتصادية عبر تحكمهم بمصير العملية السياسية التي انتابتها الصراعات والضبابية حول نيل المكاسب وفي الطرف الاخر ابقت على قوى تم تهيئتها للتربص للعملية السياسية المخيفة لهم فيما لو استقر الوضع في العراق و تمكنه من المسك بزمام السلطة التي كانت هناك خشية كبيرة في عدم سقوطها بايدي وطنية ..لا يقتصر الدور الخبيث الذي لعبه الامريكان وانما دول الجوار هي الاخرى كان لها مصالح مع ازلام الطاغية او الاخرى التي كان لها حسابات تتعلق بالتوازن الاقليمي وخاصة ان هناك صراعات خفية واخرى معلنة واتفاقات بين قوى وانظمة ليس من مصلحتها استقرار العراق وعلى وجه الخصوص دول الجوار ومنها المملكة العربية والاردن وتركيا وجميع دول الجوار الاقليمي .. محاولة اميركا وعملائها المغردون لدورها في العراق والبهرجة في جلب الديمقراطية و فرض الدستور المكتوب وراء الكواليس وكل العالم المتمدن والمتحرر يعلم ان ليس من المنطق السياسي والعقلي على كتابة دستور في ظل المحتل .. اذن العناصر التي ادعت الوطنية انساقت وراء مصالحها في قبول توزيع كعكة المناصب ولعب الادوار فكان فكرة تاسيس مجلس الحكم ما هي الا تطبيع للقبول بالمحاصصة وبجميع انواعها و ومنها الطائفية والعرقية والاثنية والى غيرها من مكونات الصراع التي تلغي مفهوم الدولة المدنية المستندة على الاستحقاق الوطني ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ودون النظر الى اصله وفصله والمكون الذي ينتمي اليه ... اليوم وبعد ثلاثة عشر عام التخبط السياسي تنطلق من افواه بعض السياسيين الاغبياء ( كيف استطاع داعش من تبوأ مكانا له وفي اغلب مناطق العراق ؟؟ اقول من الغباء ايضا ان اجيب على سؤال كهذا فداعش تنامى مع تنامى ما تسمى بالعملية السياسية وخاصة بعد ان استطاع بعض السياسيين من ضمانة تامين حياتهم والى الف عام قادمة .. العملية السياسية التي كانت المفرخة الحقيقية للفساد والمالي والاداري وغياب الرؤية في بناء الدولة وانما كانوا منتفعون ينظرون الى الدولة على انها المنطقة التي تحقق لهم الاحلام التي انتظروها طوال عقود في الحصول على المكاسب وان نظام حكم صدام كان غنيمة فلابد من اقتسام ما كان يهيمن عليه وبهذا كانوا يشكلون الخطر المستتر تحت عباءاتهم وتحت عمائمهم وسراويلهم التي رايتهم ابان السقوط ممزقة ومتهرئة واليوم هم يلبسون المستورد الفاخر من البلدان البعيدة ويسكنون في قصور عاجية واوجدوا لهم ملاذا آمنا تاركين الشعب وراء اسيجة أسوارهم والمنطقة الخضراء هي اللغز المحير للعراقيين في حين يغرق ابناء الشعب العراقي في فقر مدقع .. فهل كانت تحاك هناك المؤامرات على الشعب العراقي ؟؟ ولكوني عشت في الخضراء بعيد السقوط اقول نعم فهم مجرمون متضامنون ويستترون على الجريمة ويعلمون كيف ترعرع داعش بين ظهرانيهم ولكنهم يتاغبون في توجيه الاسئلة الغبية والتي تقول ان داعش هو لفيف من البعثيين والمرتزقة المأجورين ,, متناسين انهم ايضا ماجورين ويدفع لهم المحتل كما انه يدفع لغيرهم من الارهابيين .. وليس غريبا ان تسمع ان السيد المالكي يقول متجاهلا جميع ذووي الضحايا والشهداء الذين غدرهم طاغية العراق .. انه كان له الفخر في اعادة البعثيين القياديين .. ومن ثم يتوصل السيد العبادي الى اكتشاف خطير فيقول ( ان داعش هم البعثيون ) .. ولي رأيي واقول في هذا الخصوص ( ان من جاء بكم الى سدة السلطة هو نفسه من جاء بداعش ) وكلاكما متسلطان على ابناء رقاب الشعب العراقي ولايهمكم الا ما تحققوه من المكاسب ولو كانت على حساب



#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة سبايكر امتداد للمقابر الجماعية للشيعة ومجزرة حلبجة للك ...
- التصنيع العسكري وقتل روح الابداع مع السبق والترصد
- نهاية داعش ستكشف خارطة التحالف الامريكي الجديد
- انتصار السياسيين على الوعي المجتمعي
- الاسباب المشتركة بين افلاس اليونان والعراق
- هل ستنهي مرحلة داعش المخطط الامريكي في العراق
- اندثار المنظومة القيمية تحت اسس بناء الدولة ...
- اخفاق العراقيين في بناء الدولة المدنية العادلة
- العناصر الاساسية المفقودة في بناء الديمقراطية
- أساليب تطبيق الديمقراطية والسلوك الخفي المعارض
- ليس بمقدور مؤتمر مكافحة الارهاب من وضع الحلول
- للمرآة حقوقها التي بين الدين والدنيا
- الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني
- داعش العراق والمعادلة الاقليمية
- المملكة وقطر الهجمة المرتدة
- ازالة فوبيا وحدة العراق
- مناظرة بين معلم عراقي ومدرس سويسري
- ما لم يقله الدكتور علي الوردي عن الديمقراطية في العراق
- ذكاء العراقيين يقتلهم بالجملة
- هجرة العقول .. الخطر الذي يداهم العراق


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود هادي الجواري - الارهاب المعلن والارهاب المستتر الجزء الثاني