أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الزنديق الأعظم - خواطر في الزندقة II














المزيد.....

خواطر في الزندقة II


الزنديق الأعظم

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 13:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قدم جان جاك روسو كتابه (العقد الاجتماعي) سنة 1762 فوضع فيه مبادئ الحقوق السياسية و اعتبر الإنسان محب للعدل و النظام يفسده المجتمع الذي يظهر ظلمه في التفاوت بين الناس عن طريق التملك و هو ما سيقود إلى تقويض المجتمع في النهاية و بعدها قيام مجتمع على أسس جديدة بالتراضي و الاتفاق أي بخلق عقد بين الناس و بين الحكومة الناشئة من الناس، نسمي هذا الاتفاق (العقد الاجتماعي)

يتكلم روسو عن العبودية فيقول (و تنازل الإنسان عن حريته يعني تنازلا عن صفة الإنسان فيه و تنازلا عن الحقوق الإنسانية، و عن واجباتها أيضا. و لا تعويض يمكن لمن يتنازل عن كل شي، و تنازل كهذا يناقض طبيعة الإنسان)

المصدر: العقد الاجتماعي، جان جاك روسو، ترجمة عادل زعيتر، دار الأهلية للنشر، الطبعة العربية الأول العام 2015.

يساوي روسو بين الحرية و الطبيعة البشرية فلا إنسانية مع العبودية و لا حقوق بدون الحرية و لا واجبات مطلوبة من الإنسان بدون حرية.

(ثم إن من العهود الباطلة المتناقضة اشتراط سلطان مطلق من ناحية، و طاعة لا حد لها من ناحية أخرى) المصدر السابق.

بحسب روسو أي عهد ينزع حرية القبول من الشعب يبطل نفسه و يعتبر غير قائم لأن مالك الحق كما يظن و الذي هو باطل كما يعرفة روسو يعتبر الشعب مملوكا له يحق التصرف فيه كملكية. إن الملكية لا يحق لها طلب أي شئ من المالك فالمملوك خاضع لسلطان الامتلاك و لا يحمل مالكه أي مسؤولية، و لأن هذه الرؤية تتعارض مع الطبيعة البشرية التي يساويها روسو مع الحرية نعرف أن السلطة المطلقة باطلة بذاتها.

مجتمعاتنا العربية تعيش اللاطبيعة عندما تتخلى بمطلق حريتها عن حقها في الاختيار على الصعيد السياسي فهي تبايع الزعيم إلى الأبد لا ينتقض ملكه و لا ينتهي و لا يمكن مراجعته كونه حق بطبيعته لا حق بمساهماته المقدمة للشعب، و على الصعيد الشخصي عندما تسلم قيادتها لرجل الدين دون أن تسأل مقابل لخضوعها سوى وعد سرابي بعالم قادم بشرط احتمال المصاعب و المصائب التي تجرها ويلات عقد الاستسلام غير المشروط للزعيم و رجل الدين

و لا عجب اذا عندما يتحالف الزعيم مع رجل الدين فهما من نفس الجوهر السلطوي الذي لا يوجد سوى فوق الاستسلامات الخانعة من الشعب الخاضع للسلطة و قد وجد هذا الثنائي عبر التاريخ أن تحالفهما مصلحة مربحة تتوزع خيراتها عليهما دون أي تعارض فالزعيم يكسب الولاء و السلطة و القوة و القدرة على التحكم المطلق بالموارد في الوقت الذي يكسب فيه رجل الدين السلطة على الارادة الشخصية و تغير نسق حياة الفرد و تنصيب نفسه مرجع لكل مواقف الحياة مع ما يعود عليه من منافع اجتماعية و مادية و قيمة سيادية

ليعلم القارئ أن تنازع الزعيم مع رجل الدين لا يحدث سوى عندما يخالف أحدهما العقد غير المكتوب المبرم بينهما فيتجاوز إلى منطقة الآخر ليسرق منه بعض من سلطته و المنفعة العائدة له و عادة ما يكون الصراع عنيف طاحن لا يرحم ينتهي بالثورة على الزعيم و سحله و الانتقام منه بواسطة الشعب الذي يثيره رجل الدين بدون رحمة، و أو بسجن رجل الدين و تعذيبه و تصفيته.

كيف يستطيع مجتمع الاستسلام أن يدعي الرفعة أو يقارن نفسه بالمجتمعات المتحضرة؟ لا يستطيع الشعب المستهلك أن يتفاخر بمنجزاته الاستهلاكية في وجه مصنعي مواد استهلاكه لان الصنبور الذي يغذي شريان الحياة قد يقطعه قرار الدولة المصدرة كوسيلة عقاب تعيد للشعب المستهلك عقله و تعرفه قدره و تلجم جموحه الصبياني فتعيده إلى حدود دولته البدائية يمارس استسلامه السياسي و الديني لزعيمه و رجل دينه، بينما يستمر مجتمع التصدير في ممارسة استحقاقات عقده الاجتماعي الناجح مع نفسه و حكومته و دولته و يحق له أن يتفاخر بقوة منجزاته أنه (العالم الأول) و الباقون تصنيفات أقل و أرقام أدنى تابعة.

مجتمعات الاستسلام للزعيم و لرجل الدين تمارس حقها في الحرية بشكل نصف ثنائي عندما تتسلط ذكورها على إناثها لتعيش حالة حرية تخلت عنها بمحض ارادتها و لا تعرف كيف تستردها لكنها تشعر بالحاجة إليها لهذا تتحول إلى شكل التسلط نصف الثنائي تمارسه على الأنثى و تتفنن في قلب حقائقه و عكس قيمه لتصبح العبدة جوهرة و الظلم تكريم و الكبت عفة و الطاعة العمياء فضيلة

نساء العالم الأول لا يشبهن نساء عالمنا و لا يستطعن احتمال جونا الموبوء الخانق و يخافهن ذكورنا فيهرع المهاجر إلى وطنه بعد سنوات ليتزوج من منقبة تعيد له اطمئنانه الذي يعصف به كلما تذكر تلك الشقراء في الزي الحر مع أنها لم تخنه و لم تلعب من وراء ظهره و عاملته بكل الحب ند لند و هو ما أخافه جدا و أصابه بالرعب فهو يخاف الندية و يعشق الاستسلام الذي يمارسه مع الزعيم و رجل الدين فهو في هذا الاستسلام انثى باختياره لكنه يبحث عن ذكورته في انثى تستسلم له تصبح هي ذكر في موقفها العنيد المنكر لطبيعتها و القابل بنفي الأنوثة لتنقلب إلى ضدها الذكوري

إنه المجتمع المقلوب حيث الذكر أنثى أمام السلطتين و الأنثى ذكر في ذهاب أنوثتها مكرهة باختيارها و مختارة عن كراهية. إنه مجتمع الشبح و رجاله و نصوصه و فقهه و تناقضاته الذي لا يعرف الحرية و لا النظام و لا سلطة القانون و لا حق العقد الاجتماعي و لا السلطة التي مصدرها الشعب و لا الشعب مصدر للتشريع و لا التشريع كنتيجة لارادة الشعب و لا الارادة كصفة لجوهر انسانية الفرد و لا المشاركة الحضارية للشعب في مستوى الفكر و العلم و الهوية.

سبحاني و تعاليت.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر الزنديق الأعظم I


المزيد.....




- ما دلالات تسمية بابا الفاتيكان الجديد -لاوُنْ- الرابع عشر؟ ا ...
- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الزنديق الأعظم - خواطر في الزندقة II