أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس حنون رشك - سايكلوجيا المهر ، وأذلال المرأة عبر التاريخ .















المزيد.....

سايكلوجيا المهر ، وأذلال المرأة عبر التاريخ .


عباس حنون رشك

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 22:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام والمرأة وتأسيس شريعة المهر ، والمرأة من هذا الجانب ليست إلا سلعة .

مَهرَ : مهراً المرأة : أعطاها أو جعل لها مهراً . أَمْهَرَ المرأة : أعطاها أو جعل لها مهر . زوجها رجلاً على مهر ، فهي مُمْهَرة . المهر ( مص) ج مهور ومُهُورة : الصداق وهو ما يُجعل للمرأة من المال تنتفع بهِ شرعاً وتنفقهُ معجَّلا او مُؤجلًا . المنجد ، 777 ص .
وأنا أتصفح تاريخ ما قبل الإسلام وتاريخ الإسلام ، استوقفتني ، قضية ان يكون للمرأة وعندما تتزوج ما يسمى مهر . وكما هو الحال مع كل شيء أقرأ تهرول التساؤلات تطرق المفهوم الذي دخل إلى رأسي ورحت ابحث هذهِ المرة على علّة جعل المهر . وماهيته وكيفية تسنينه ومنذ متى وهل هو امرا منّزل كما هو مزعوم ام طبيعة بشرية ام ماذا ؟
الإسلام كدين يزعم على ان باستطاعته قيادة الحياة ، يكون ولا بد انه مادة بحث جيده ولأنه قريب رحت ابحث في صفحاته على علّة ما اريد ، وكان البحث هذه المرة كما يعرف القارئ هو : المهر .
التفاسير التي تناولت مسألة المهور وخصوصا ما اتى على لسان هاتف السماء (الوحي ) ( وأعطوهن أجورهن ) ، فوجدت فقهيا ان كلمة الأجر تُفسر فقهيا انها : المهر .
وكنقطة حوار فانا أميل إلى المتمردين غالبا والى اللامتمردين المستكينين في الأغلب ، بحثت بين صفحات عبد الرزاق الجبران هذه المرة وما قاله عن قضية المهر ، وبصفته انقلابي كما يصف نفسه ، والانقلابيين اقرب الى قول الحقيقة وضدها ، يقول في كتابة ( مبغى المبعد ) ، وبلغته التي يعتبرها ما يضده هو لغة تهجمية او بالنهاية هذا هو أسلوبهم بصورة عامه فالجبران أيضا تخرج على أيديهم فهو كغيره من الابناء الثائرين على أبنائهم ، الأسلوب نفسه والأفكار تختلف ، اذ ينقل لنا اراء المفسرين كالجصاص مثلا وقوله في قضية المهر والموازاة القرانية بين المهور والاجور ورؤيتها بمنطق بدلية البضع ، اذ يقول الجصاص : وأنما سُمي المهر أجرا لانه بدل المنافع وليس ببدلٍ عن الاعيانِ ، كما سُمي بَدَلَ منافَع ، الدار والدّبةِ أجراً ) ، والزمخشري والنيسابوري وغيرهم يشاركون الجصاص الرأي من كون المهر ، عوضية في منافعه موازاتاً مع منافع الدابة والبيت . ينفجر الجبران بوجه المفسرين ويقول ان المهر ليس بمثل ما قالوه وان مقصد الله ليس كما قالوا وحتى انه يذهب بعيدا وعملية تأويلة الزواج في الاية ( وجعلنا لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ) ، من ان كلمة ( ازواجا ) ليس المراد بها النساء وانما المفردة اللغوية التي تشكل الاتحاد وكما ان كلمة (انفسكم ) ليس مقصود بها الرجال . ولا اعلم اي مقصد يذهب به الجبران في تأويلة لكلمة (انفسكم ) ، عن نفس التزم الصمت لان معناها قد يأخذ البحث الى غير منحى . وان الجبران يختلف معهم من ان المهر هو بدل وجود لا بدل مهر . واقول ما يؤكد ما قلناه اعلاه من ان الجبران لا يختلف عنهم ، اذ انه يثبت هنا انه مؤول جديد للنص ووجه يمارس تحيين النص والسنة , كما ان ما جعله مبدعا ليس لان هو مبدع ، بل لان اخطاءهم كانت مكشوفة ، اذ يصح ان نقول عنه هذا : لم اجلب شيء من عندي ، فأخطائك كانت مكشوفة . وهذهِ المرة نجد الدين وعلى يد الجبران يؤسس على مفردة الأجر ، معنى جديد ، هو الحب وكما يعمم قضية : ان كلما زادت المرأة من مهرها ، زادت من عّهرها , وكأنها المسئولة عن قضية المهر . ويرجع ليقول : ان الفقهاء والمفسرين في قضية المهر ، جعلوا من المرأة عاهرة ، وجعلوا المال طريقا الى الفرج . وسيتحدد في نهاية الفصل من جعل المرأة عاهرة حقا ، والفقهاء من اين يجلبون فقههم والمفسرين لا يجلبون شيء من جيوبهم . ما يعيب الجبران والمجددين الجدد امثاله انهم يلعبون النرد هذهِ المرة ليس على كذبة الجاهلية التي لق بها ناعقِ الدين بدايتا وصعّدوا الاسلام على ظهرها ، وموقف العميد طه حسين ، في قضية ان الجاهلية هل حقا كانت جاهلية ام كانت غير ذلك ، معروف في كتابة (في الشعر الجاهلي) والذي بين مدى الاساءة للاسلام ان كان عرب قبل الاسلام جاهلية وليس عرب لهم بلاغتهم وعمقهم الثقافي وغيرها من الامور التي أهلهتم على ان القران بنفسه يتحداهم ويقول لهم هاتوا بأية ، والا كيف ذلك : ان القران يختار ند له والند جاهل ، الا تكون حينها الاساءة لاصقة فيمن تحدى لا في الند ، فبالنهاية الند جاهل . ولنعود الى قضية من يلعبون على ظهر يختلف هذه المرة ، فالجبران يلعب على ظهر الفقهاء والمفسرين ، على المسلمين انفسهم ومن يعتبرهم من وجهة نظرة انهم شوهوا سورة الاسلام ، بيد انهم ما فعلوا الا انهم ناقشوا الاسلام بما فيه ، فبالنهاية من يستطيع ان يجلب شيء من جيبه ويقول ان هذا من عند الاسلام ، صحيحا ان التاريخ يفعل ذلك ولكن الا يجعل فضيحة من يقبل التأويل والرمي عليه من الجيوب اكبر ، الا يجعل فضيحة القران المتمثلة بتأويلة اعمق .
الجمال والحب : لو فهمت الصوفية ما اصل الحب ، ولو نظرت من منْ تأسس الجمال او ما هي جذوره لأعتزلة . فمن وجهة نظر النفسية : ان الحب حاجة والجمال هو كل ما هو مثير والمثير يتصل بما هو لا شعوريا بما هو مقرف .
ان عملية ليّ النص غير نافعة وانتم خرجتم على النص وتدّعون انه اسلاما ، غير موجود او تريدوا ان توجدوه ، كان عليكم ان تعترفوا بأخطاءه فمنتج القران انسان والانسان لا يستطيع ان يخرج من ظرفيته وبالتالي ما قاله مناسب لزمان ومكان اما مسألة تعميمه فهنا يقع حتى المطلق ان وجد في مغالطة . فالجسد المصاب بالجدري المزمن لا ينفع ان نقول عنه جميل ويمكن ان نحبه الا اذا اضفينا عليه معالم عصابية وبالنهاية ذلك الجسد ( الاسلام ) لم يجلب كل شيء من عنده بل حاول ان يضيف على ما هو موجود حقا ، كما يؤكد ذلك الكاتب (خليل عبد الكريم في كتابة ، الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية ) .
فمسألة الاجر واضحة قرآنيا وطبعا هي غير واضحه الى اولئك الواقعين تحت سلطة الايدولوجية امثال الجبران مثلا واحمد القبانجي وغيرهم كسروش والكثيرين ، التي قصدها وقالها الكاتب ( سعد محمد رحيم في كتابة انطقة المحرم ) .
يقول نزار قباني : اذا كان الخراب يعم البيت ، البلدوزر هو الحل . والجبران وغيرهم يطرحون الحب والجمال وهما مفهومين غير واضحين ومشوشين لدى العامة من الناس ، وكما انها مفاهيم تعبر عن تجربة مأخوذ بها صاحبها بعد عمليات تدريب على اللامنطق يخوضها الصوفي مثلا الى ان يصل الى مرحلة الحلاج الذي يتوضئ بدمه الذي ينزف منه اثر القطع الممارس عليه بحكم الاعدام .
وعندما اتممت دورة بحثي في التواريخ الاسلامية وما قبل الاسلامية وتاريخ المرأة عبر العالم وعبرموقف التحليل السايكولوجي وجدت : ان علّة جعل المهر للفتاة عندما تتزوج ، حتى يستطيع أن يميّزها عن الفتاة المسبية لا اكثر , فالمسبية زوجة بلا مهر او لا تصلح حتى ان تسمى زوجة لانها مجرد رأس حاجة يأتيها الرجل متى ما عنّ مزاجه ونحن نجد القران يشرع بذلك ولا ينهي عنه وحتى انه يقر ببيعها في السوق او بوهبها حتى فالنبي والاصحاب والعشرة المبشرين ولأئمة المسلمين كانوا يملكون إماء وهو شرع بالرق ويصرح الكاتب خليل المذكور اعلاه وفي الكتاب ذاته الى ان الرق ظل يستمر الى ان ألغي بقوانين وضعية او دنيوية او علمانية ، والان بعد ان عرفنا موقف الاسلام من المرأة وكيف يعاملها كمسبية وغيرها من السلوكيات التي لا تفعل سوى رمي المرأة في الحضيض اكثر فأكثر نعود لنقول ان : ما يجعل الزوجة تختلف عن المسبية انها زوجة بمهر . والا انها لا تختلف حال من قبيلاتها ، فللتمييز لا بد من ان هناك اجر حتى تعرف انها امرأة ليست مسبيه .
فحتى يستطيع الرجل ان ينال امرأة لا يستطيع ان ينالها بالقوة ، فهو حتى ينالها لا بد من تقديم بديل _ اجر _ وحتى هنا نجد ان الاطار الفكري للرجل لم يخرج المرأة الحرة من انها سلعة ، وبالتالي قضية المهر هو ان ينال المرأة بالنقود التي تعتبر جيده بنظر الاب بدل ان ينالها بالسيف ، وهنا مسألة سلطة ابويه وانشقاق السلطة الابوية بقتل اوديب اباه وتبدأ القضية . فالمرأة سلعة بمهر ، والمهر تمييز عن السبي . ويمكن ان نقول : ان الزواج هو سبي حضاري .
والان لنأتي الى القران قبل الذهاب الى الاساطير : بما ان القران نزل بلغة ، يتوجب عليه اذن ان يكون المعنى ليس ما يفهمه هو ، اي قائل القران ، بل يتوجب ان يكون المعنى كما يفهمه اصحاب تلك اللغة . بالتالي الكلمة تقصد معناها ، اي معناها المتعارف عليه حينذا والا ، فأن اعتباطية المعنى على وزن دوسوسير ، تكون ولا مثلها اعتباطية , فالقران عندما ينزل بلغة فهذا يعني انه يوافق على المفاهيم اي المعاني التي تنقلها الكلمات ومن هنا ليكفوا عن التأويل وليبحثوا عن معنى كلمات القران حسب ما يفهمه ناس ذاك الوقت ، اي ناس ما قبل وما بعد الاسلام وهم نفسهم . وهنا نقضي من مشكل التأويل ، الا اذا ارادوا ان يرجموا الخليل ابن احمد امام اللغة مثلا او فريحة او انستانس الكرملي بمسالة تطورية اللغة ومن ان اللغة تتطور ، وان لكل زمان ومكان ، كلماته التي تتناسب ومفاهيمه الخاصة . بالتالي الشرط الذي يجب على القران هو انه يتحدث وفق ما يفهمونه الناس اذا ما اراد ان يتحدث بلغتهم اي بكلماتهم وتلك الكلمات ما هي الا ناقل للمعنى الذي يفهمونه وعندما تتحدث انت بلغتهم اذن يتوجب عليك ان تنقل لهم ما تريد وفق المعاني التي يفهمونها وغير ذلك فهناك خطئ لا محال ، فما معنى ان تتتحدث لهم بما لا يفهمون مثلا . حسنا لنعود لذي بدأ : القران نطق وفق ما يفهمونه هم، وقال بالكلمة حسب مفهومها : فعندما تقوم بالدلالة على الزوج بكلمة ( بعل ) ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولهن ) ماذا يعني ذلك ؟ ، الا انك توافق على كلمة ( بعل ) كمفهوم ، هذا اذا تغاضينا ان بعل هو اسم احد الالهات ، وكذلك يروى ان البعل بلغة اليمن الرب وسمع ابن عباس رجلا من اهل اليمن يسوم ناقة بمنى فقال : من بعل هذه ؟ اي من ربها ؟ وسمي الزوج بعلا . ( الامام القرطبي ، في الجامع لاحكام القران ) . فالزوج الذي هو بعل ، يجعل الزوجة كما تفضل الكاتب خليل عبد الكريم المذكور ، مبعولة ، اي ما يقابل : بعل هو مبعول . ونحن نعرف الان ماهية مفهوم ان يكون الرجل بعل على امرأة ، اي ان يكون سيدها ومالكها ومتحكم في امرها وارتفاعة مكانة عليها ، وهذه الدلالات لكلمة بعل كانت قبل اسلامية ، اي ان القران لم يخرج او يأتي بقيمة جديدة للمرأة طالما هي مبعول لبعل ، وغير ذلك فلا يمكن ان يكون هناك معنى اخر غير هذه المعاني لكلمة بعل والا فأن التأويل الذي هو تزوير يكون حادث ، والمرأة مبعول هذا يجعلها مملوكة له وهو سيديها ومتحكم في امرها ، وبذلك فأن القران لم يقصد بقضية الاجر في الاية الا المهر او الثمن الذي يقدمه الرجل لنيل تلك التي تكون مبعول له وبالتالي ما كان المهر الا تبديل بضع ، واسنادا تشريعيا لما هو سائد انذاك ، كما ان قضية الاستهجان التي قد يبديها احد المتعنصرين لرأي الاسلام بالمرأة ، فنقول له : ان عملية تفضيل الرجل قرآنيا واضح للقاصي والداني وواضح جدا /
فالرجل افضل من المرأة في الميراث ( يوصيكم الله في اولدكم للذكر مثل حظ الانثيين ) النساء 11
الرجل افضل من المرأة في القوامة ( الرجال قومون على النساء بما فضل الله بعض على بعض ) النساء 34
الرجل افضل من المرأة في الشهادة ( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتانِ ممن ترضون من الشهداء )
وبالنهاية ( فِعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) .
.
كما ان مسألة الأساطير والحكايات القديمة تسرد لنا قضية ان الرجل يذهب الى الأماكن الخطرة والنائية ليجلب ما يمّكنه ان ينال ما عرض نفسه ، من اجله ، للخطر . فحتى ينال رضى المرأة يذهب ليجلب شيء اقرب الى المستحيل او شيء من الصعب الحصول علية . وطبعا ذلك ليس به شيئا من الجمال والحب ، فما معنى ان تعرض نفسك للتهلكة وان يرضى الذي تريد ان تقترن به تعريضك للتهلكه فقط لتنال رضاه ولأنك مريض بحاجتك التي تمثلت بهذه الفتاة ولان تلك الفتاة حتى ترضي ذاتها تطلب الصعب حتى يكون كفوءا لها ، وهذا يدعى جمال : الا ان كل من الحب في هذه القضية والجمال ما هي الا اعراض عصاب يقع فيها الحبيب والحبيبة وهم يحتاجون انذا الى طبيب نفسي لا الى زواج . فالعصاب الذي وقع فيه عنتر خير مثال فعنتر يصرع اعداءه وبعد نهاية الحرب ينكرون عبلة عليه فيضل ساكتا لان حب عبلة او عصاب عبله يمسك بعنتر ولا تجعلة يفعل شيء لأستغباءه وعملية خداعة ، مع اننا نعرف ان القبلي والشخصية القبلية ليس من الجيد ان تمزح معها في امور الكرامة وان تخدش شيئا من شخصيته .
فان تجلب شيئا من اقاصي الدنيا ، ما هي الا دلالة على شرط تعجيزي يقدم عليه الواهب ويفرضه الى الموهوب اليه او الطالب للفتاة ، ان يفعله ، حتى يستطيع ان يعطيه ما طلب . فمسألة ان اعطي لك لا بد ان تهب لي ، ولا بد ان يكون هذا الشيء ان يكون مكافئ للمرأة مثلا ، وهنا المرأة مريضة بعصاب مكانتها . فرجل الاساطير يبقى تحت رحمة المهر الذي تطلبه تلك المرأة ، بيد اننا نجد ان اشتراح المهر ما هو الا بديل او حل وجده الانسان ضمن مراحل تطوره يحل بدل القوة التي ينال بها اي شيء اراد ، ولانه وقع بين صراع انه يحب الفتاة ولا يستطيع ان يعاملها كعدو وان يأخذها عنوة بالتالي هو يضطر الى ايجاد ما تطلبه الفتاة مثلا ، او لانه لا يستطيع ان ينالها من ابوها بالقوة فيضطر الى جلب شيء ثمين الى ذاك الاب حتى يعطي احد مملوكاته .
وكدراسة يمكن ان تُضم الى انثربولوجيا البشر وكيفية تطوريته : ان مسألة ، ان تأخذ شيء لا بد ان تعطي شيء ، فهي عملية وجدت اثناء البدايات التي بدأت تنشط فيها ملكة النقد او التمييز الانسانية والتي اعلن من خلالها مغادرته لسلفه ، بالتالي ان عملية ان تعطي لتأخذ هي عملية اضطر اليها الانسان ليأخذ ما لا يستطيع ان يأخذه بالقوة ، فمسألة ان تأخذ الامان من الالهة لا بد من تقديم القرابين والنذور ، ونحن نعرف ان الالهة في بداياتها ما كانت الا طواطم بشرية او رجل القبيلة او قائد البيت .
فقضية المهر احدى تداعياتها متصلة وتثبت صحة ، عملية التطور التي ميزته عن ابن عمه القرد ، وقضية المهر قضية طبيعية مجبول عليها الذهن البشري وفق ما يمكن ان نسمية تكّيف .
فأن احصل على ما أريد ، وما اريده عندك ، وانت لا تعطيني ما اريد هكذا ، بل لا بد من مقابل ، اذن لا بد عليك ان تعطي ، فالإنسان ببداياته وحتى الان لم يتوافق مع فكرة العطاء بلا مقابل فهذه كلمة حالمه اقصد العطاء ، بلا لابد من ثمن لعطائي وان اردت ان تأخذ شيء لا بد من ثمن ، ونستطيع ان نقول ان ملكة التمييز عندما خرجت من عصر الحيوانية والتي بها اخذ الشيء عنوة ، ودخلت عصر السوق والتجارة وراس المال عندما وجدت عنصر غير القوة تستطيع ان تمشي من خلالها اموره ، فالمرة ما كانت الا السلعة لدى الاب والسلعة لا تعطى الا بمقابل ، والمقابل هو المهر . وعندما يعترض قائل ليقول ان مسالة الاكتشاف كيف تمت اي ان مسألة اكتشاف السوق كيف توصل اليها الانسان : اي كيف تحول من عقلية القوة _ القوة هي الحل لما يريد _ الى عقلية المعاملة _ وجد شيء يمكن ان يحل بدال القوة لأخذ ما يريد _ ؟
_ جوابنا على هكذا تساؤل ذكي بالقول : إن الإنسان بدأ يعي ان هناك عامل يمكن ان ينال من خلاله ما يريده بدل عامل القوة الذي كان وحيدا آنذاك ، وتخيل كم ذهب من البشر ضحية لذلك فقط لأنهم لم يجدوا إلا القوة خيار يثبتوا فيه ذاتهم _ يؤكدوا ذاتهم _ او ينالوا ما يريدونه ، ونقول انه بدأ يعي ذلك ب : ان رخاء الأب وكد الابن ، لم يكن وان الابن قد استساغ ذلك الوضع ، فأعلن التمرد على ابوه ، ويحدث انه قتله ، والتراجيديا التي ينقلها لنا سوفوكليس في مسرحيته ( أسطورة اوديب ) ، خير مثال على الصراع الذي دار بين الاب وابنه وهي تعكس مدى ما كان عليه الاب وما كان عليه الابن انذاك ، فقتل اوديب اباه ، فالابن كان يهب الابن عطائاته فقط لكي يكف او يسلم من شره ، وحتى يسلم من شره لا بد من تقديم اليه ما يكد به ويتعب ، واوديب كان يعطي اباه حتى يتمتع بسلطة اباه المتمثلة بأمانه من اباه او حتى يسترضي اباه ، وهنا ما عطاء اوديب الا اجرا لنيل الرضا الذي لا يستطيع ان يأخذه الا بعد ان يقدم له ، ولا يستطيع ان يأخذه منه بالقوة لانه واقع تحت رحمته ، فالأب كان أله بعد ان كان اب . وما يتصل بقضية المهر من هذا كله ، فالمسبية هي المأخوذة قهرا _ بالقوة _ والزوجة هي المأخوذة بالرضا . وكذلك ، أن المهر تطور مع الزمن فهو كان من خصائص الاهل وبعدا صار من خصائص المرأة ، وهذا يذل المرأة اكثر ، لان هنا توكيد على ان المرأة ليست سوى سلعة او حاجة لذاك الذكر في هذا العالم ألذكوري الذي فرض ذكوريته على كل الأشياء التي حولة .



#عباس_حنون_رشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارانويا الملحد وتأخر ثمار الالحاد
- الله كلمة حالمة ، الشيطان حقيقة واقعة
- داروينية النص الديني


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس حنون رشك - سايكلوجيا المهر ، وأذلال المرأة عبر التاريخ .