أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوناب كمال - عثمان بن عفان وكتاب الأمير ل - مكيافيلي-














المزيد.....

عثمان بن عفان وكتاب الأمير ل - مكيافيلي-


بوناب كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" أكون سياسيا عندما تكون لي القابلية للتضحية بنفسي، وأقتل الآخرين حفاظا على الدولة، وتتحقق الدولة الحديثة بالكامل، لا عندما تحميني من العنف بل عندما تجندني في قواتها المسلحة" بول كاهن Paul Kahn
يعمد مكيافيلي في كتاب " الأمير" إلى ربط السلطة بتحمل المزيد من الشرور والمخاطر، فالطامح يجب أن يترصد الشر والقسوة والعنف المبالغ، وأن ينصب سعيه للخلاص من تبعات الدستور، وينفلت قدر الإمكان من الضوابط الأخلاقية، فما بلغ الأمراء البارزين في التاريخ أرفع المناصب إلا عن طريق نكث العهود، والمكر والخديعة، وخاصة دحر المخلصين والأوفياء.
كغيرهم من رجال السياسة، لم تبتعد ممارسات قادة الدولة الإسلامية في بواكيرها عن الاقتداء بنصائح " الأمير"، وهذا ما ستعمل الورقة البحثية على إثباته بدراسة نموذج حكم " عثمان بن عفان"
1 ـ قول مكيافيلي للأمير " من الأفضل أن تكون مهابا ومخيفا أكثر من أن تكون محبوبا": على عكس ما يُروى عن طيبته وضعفه وخجله، أدرك عثمان مبكرا أن وحدة الدولة وتنظيمها يمر حتما عبر بوابة الصرامة، لذلك كان فضا غليظا تجاه تيار الزهد والأخلاق الذي مثله ثلة من كبار الصحابة، ويمكن الاستدلال بالنزالات حامية الوطيس التالية : (عثمان vs عمار بن ياسر) أو ( عثمان vs أويس القرني) وعلى وجه الخصوص ( عثمان vs أبا ذر العفاري) أين لجأ صاحب السلطة إلى آلية نفي المعارض لاستتباب مشروع الاستئثار بالحكم.
2 ـ قول ميكيافيلي للأمير " من السهل على الإنسان أن ينسى وفاة والده، ولكن من العسير أن ينسى ضياع إرثه وممتلكاته": تعتبر السياسة المالية لعثمان امتداد لنظرته لطبيعة الحكم، وباستعارة مصطلحات علم السياسة يمكن القول أن عثمان كان أول من أوجد مفهوم " الزبونية السياسية" في الدولة الإسلامية، وهو مفهوم أقرب إلى المحسوبية Nepotism يقوم على إسناد الأموال والمشاريع الاقتصادية والمناصب السياسية إلى الأقارب.
3 ـ أقوال ميكيافيلي للأمير: "الناس يحبون تبعا لأهوائهم، ويخافون وفقا لأهواء الأمير" " تجارب التاريخ تشير إلى أن الأمير المسلح هو القادر على تحقيق التقدم" : : السياسة الخارجية لعثمان كانت تقوم على مبدأ " الدولة تسبق الدين بخطوة" ، ولتكريس ذلك لا بد من الانقضاض على التقاليد الأخلاقية المحلية والخارجية، بما أن الغاية تكمن في التوسع والهيمنة مع مراعاة أحكام الولاء بإسناد قيادة المعارك للمقربين من الدار ، لأن الحرب ليست إلا استمرار للسياسة على حد قول كلاوسوفيتز
في ترصد طريف يعتقد ميكيافيلي أن حكمة الأمير تظهر من اختياره للوزراء، الذين يشترط فيهم الولاء والارتباط، وبالمقابل فإن ولاء الوزير ينبع من مدى تقديم الأمير المال والعطف والتكريم والحظوة والشرف.
إنها العلاقة التقابلية التي قدمها ميكيافيلي لـ " آل ميديتشي" سنة 1513، ولكن طبقها عثمان بحذافيرها قبل ذلك بقرون. فأي مصادفة !
المراجع:
ـ نيقولا ميكيافيلي " "الأمير". ترجمة: خيري حماد.
ـ إسماعيل نوري الربيعي " صناعة الزعيم : قراءة في العقل الميكيافيلي"



#بوناب_كمال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثيموس والفايسبوك Thymos and Facebook
- كردستان: بوليفيا الشرق، صداقة الجبال وعشق الحرب
- ماذا عن سنغافورة يا فوكوياما!
- علاقة السلطة بالمعرفة في أوروبا: من الصدام إلى الاحتواء
- أسباب بقاء الممالك الخليجية من منظور كريستوفر دافيدسون
- التدخل الإنساني: إعادة تسويق لنظرية الحرب العادلة


المزيد.....




- 917 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى.. وإبعاد أحد حراسه
- الكنيست يبحث فرض عقوبات على الحركة الإسلامية والإخوان المسلم ...
- عيد الميلاد في غزة بلا زينة والمسيحيون يكتفون بالصلوات
- اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة ال ...
- إقامة قداس عيد الميلاد بالكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة ا ...
- مسيحيو إيران ورقة تنوع حضاري من أوراق قوة إيران
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يدعو إلى -انتفاضة جديدة للأ ...
- مسجد -فخر المسلمين- في الشيشان.. تحفة معمارية إسلامية تجذب ا ...
- مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى
- حفريات تقتفي آثار الماضي اليهودي في واحة جنوب المغرب


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوناب كمال - عثمان بن عفان وكتاب الأمير ل - مكيافيلي-