أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فرج - رمضان وسؤال العلمانية!














المزيد.....

رمضان وسؤال العلمانية!


محمد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 01:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لكل سلطة قرارات مركزية تعمل على تعميمها، وليس هنالك ، في المدى المنظور على الأقل، معالم حياد عن هذا الخط في إدارة المجتمعات، ليس هنالك أفق لاضمحلال فكرة القانون، وإلغاء قوانين السير، وشطب فكرة المخالفات القانونية عنها، وإلغاء الأحكام القضائية في حق مرتكبي جرائم القتل والاغتصاب والابتزاز، ولكن هل يشبه ذلك الأحكام في حق مفطر رمضان؟ وهل يشبه ذلك في مكان آخر الأحكام في حق الصائم؟

الحكم بحق القاتل دفاعاً عن النفس (الدفاع الطبيعي عن النفس حسب جون لوك) لا يشبهه على القاتل الشبق المتمرس، والحكم على المفطر المتهكم على الصائم لا يشبه الحكم على شبيهه الذي يمارس فعلاً إدراكاً له في ذاته، بل يشبه الحكم على الصائم الواعظ والمرشد للمفطر.

القاتل المتمرس والمفطر المتهكم والصائم الواعظ في كفة، والمفطر لذاته، والصائم لذاته، والقاتل دفاعاً عن النفس في كفة أخرى.

ويبقى هنالك حاجة لقانون بصيغة إيجابية يكسر من غلواء الكفة الأولى! قانون يكمن مؤداه في منع فرض الحجاب، ومنع منعه، منع فرض الصيام، ومنع منعه، ينقل الدين من الفضاء العام إلى الفضاء الخاص، ينزع فكر الدعوة والوعظ عن فعل الصيام، تماماً كما يمنع فعل التهكم عليه. يحول فعل الصيام إلى تجليات للعلاقة بين الخالق والمخلوق، وفعل الإفطار كفعل طبيعي أكثر خفة ورشاقة. قانون يلغي مساحة الاشتباك بين الفعلين (الطبيعيين)، الصيام والإفطار، يلغي الاشتباك الحاد بين التهكم والوعظ. قانون يملك صيغة إيجابية تردع التعدي الإيجابي لأي من الفعلين، وتلزمهما البقاء في الوضعية السلبية اتجاه موضوعاتهما، وتكفيهما الرغبة الفائضة في الامتلاء الإيجابي، ولكن ذاتياً.

الحديث عن المجرد، أسهل من الحديث عن السياسي الواقعي، ومواقفنا فيه، أسهل من خطط الوصول إليه.

الصيغة المثالية للوضعيات السلبية هذه، لا يمكن ولادتها من موقع الخطاب المحايد تماماً في أجواء الغلبة الساحقة للصائم الواعظ على المفطر المتهكم، ، ولكنها قد تولد من لقاء موضوعي بين تيارات متعددة ، لا يمكن الاستغناء عن أي منها لبلوغ الصيغ المثالية، مستويات تبدأ من متدين تنويري يبتكر تفكيكه للتفسير القائم للنص، إلى سياسي علماني واقعي، إلى مفكر مجنون استثنائي و “متطرف”.

وجود هذه العناصر كاملة سيكون مفيداً للحلول السياسية المعقولة. من تيارات صوفية مناهضة للإمبريالية وإمام المسجد الأقصى، إلى فرج فودة وعبدالخالق محجوب، إلى أبكار السقاف، إلى هادي العلوي والمجنون العفيف الأخضر…. حلقات ليس من السهل رمي أي منها على الرصيف بغطرسة عصابية أو بأفق سياسي ضيق لا يفسح مجالاً لمن بعدنا… لخطوة أخرى.

سيكتب أحد المفكرين كراسات بعنوان “أخي المسلم، أنظر كيف يحاربون الإسلام”، ويجبر القارئ على التعثر بفراس السواح وهادي العلوي وأبكار السقاف، فلا تمنعوه.

يفكر أحدهم في اختراقات جديدة للنص من الداخل، لتصدير حالات جديدة من التعايش بين الطوائف وتأكيد الوضعيات السلبية، كل هذا من موقعه كشخص مؤمن، فلا تمنعوه.

يحاول أحدهم، تصدير خطاب سياسي للعلمانية في وضعيتها السلبية، فلا يطرح نزع حجاب إمرأة أمام الجمهور كما فعل بورقيبة، ولا يحارب المظاهر الدينية البسيطة كما فعل الشاه الأب والإبن في إيران، كل ذلك في سبيل تمرير طرف آخر، يرغب هو الآخر في العيش آمناً، وبصيغة سلبية، لا يفرض عليه فيها حجاباً أو ممارسة دينية، فلا تمنعوه.

وقد يقدم أحدهم نفسه فداءً لما يراه حقيقة كاملة ولم يعد يحتمل المراوغة فيها،ويقبل بجنازة تشبه جنازة العفيف الأخضر، لا يكترث بعدد من سيمشي فيها، ولا بعدد المتأهبين للبصق على نعشه، فلا تمنعوه.

لا تمنعوا أياً منهم، “فالمصادفة” التاريخية للقائهم ستشكل جبهة مقنعة!



#محمد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من أيار، هيمنة الإدارة الحديثة
- جولة في وعي الطبقات
- الوطنية والقومية والأممية بدلالات قيم الوجود
- حوار مع فرويد (2-3)، الحضارة والدين
- حوار مع فرويد (1-3)، عن الحضارة والسعادة
- “جهاد النكاح” الجنس في الاشتراكية والرأسمالية والدين
- عن داعش، في سياق الاحتلال المدني والحاجز الديني
- الطبقة العاملة الآسيوية، إذ تنتحر ولا تثور
- كيجينيسكي، الرياضيات والفلسفة وتفجير الجامعات
- معنى أن تكون يسارياً
- عن الإمبريالية (1-4)
- المانفستو الرأسمالي والمانفستو الشيوعي (2-2)
- المانفستو الشيوعي والمانفستو الرأسمالي (1-2)
- في التهديد الأمريكي لسوريا
- في هدم النموذج الإخواني
- الحرية والتكنولوجيا
- أوهام الحرية في ظل الرأسمالية
- -جهاد النكاح”| الجنس في الاشتراكية والرأسمالية والدين
- “جهاد النكاح”| الجنس في الاشتراكية والرأسمالية والدين
- الرأسمالية والاتفاقيات الزائفة | كيوتو نموذجاً


المزيد.....




- استقبل الان .. تردد قناة طيور الجنة Toyor Aljanah علي نايل س ...
- إليك الطريقه بالتفصيل.. كيفية ضبط تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- حميدو الولد الشقي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي التحديث الاخير ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية ياسوف في سلفيت بالضفة الغربية المحت ...
- محمد اسلامي:نعمل في اطار الوكالة الدولية وهي تشرف على انشطة ...
- تردد الجديد لقناة طيور الجنة 2025 للاطفال عبر الأقمار الصناع ...
- استقبل الان على جهازك قناة طيور الجنة بترددها الجديد 2024 عل ...
- فخري كريم: الخيار الوطني يتطلب تبني مواطنة حرة ونبذ الطائفية ...
- إضراب بإيطاليا للاحتجاج على دعم إسرائيل يثير غضب الجالية الي ...
- صار عنا بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 علي مخت ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فرج - رمضان وسؤال العلمانية!