أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رؤوف العمري - نظامكم الرئاسي.. حيل الثعالب مع الدجاج














المزيد.....

نظامكم الرئاسي.. حيل الثعالب مع الدجاج


رؤوف العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة في مفهومها الاصطلاحي هي فن جلب المصالح، ولانها كذلك؛ فهي تحتاج الى حكمة بالغة واخلاص وجهد ووطنية، وقد يكون هذا بمجمله تعريف للسياسة الخارجية بمفهومها العام.
اما السياسة بشقها الثاني (الداخلية)، فهي تهدف لوضع استراتيجيات اقتصادية ترمي لتطوير الفرد وتهيئة الظروف المناسبة له للعيش، ولتنفيذ خطط دقيقية ضمن هذه الاستراتيجية تقوم على تعزيز البنى التحتية والفوقية، وخطط اخرى ترسم ملامح المستقبل وتدرس البيئة الاقتصادية داخلية وخارجية للحفاظ على اقتصاد البلد واستمرار سير عجله تقدمه، كما توضع دراسات عسكرية عميقة وذات طبيعة تحديثية تواكب التطور العسكري العالمي من اجل الحفاظ على حدود الوطن ولان القوة العسكرية هي احدى طرق تعزيز الاقتصاد واستقرار البلد.

اسوق هذه المقدمة؛ وانا احاول اسقاطها على واقعنا السياسي الاقتصادي بعد 2003 لارى مدى تقاربها معه، وكم هو حجم المنجز الذي قدمته الحكومات السابقة اعتمادا على نظرية السياسة التي قلناها في المقدمة والمعمول بها في اغلب دول العالم المتقدم، والنتيجة معروفة بكل تاكيد..
الحقيقية ان من قادوا الحكومات خلال الفترة السابقة، لم تكن سياستهم معنية بما قلناه ابدا، لابل انهم انتهجوا هذه النظرية السياسية بطريقة مقلوبة، والنتائج الحالية وما يتعرض له العراق هو خير دليل على ذلك.
ولعل الفشل الذريع والمدوي لهذه الحكومات وعلى كافة المستويات هو من جعل العراق صيدا سهلا للجماعات المتطرفة والتنظيمات الارهابية، وحوله الى مرتع خصب للفساد والسرقة والرشاوى، وعرّضه لاطماع الاخرين، وهدم الثقة بين الشعب والحكومة، واوصل البلد الى هذا الانهيار شبه التام.
في عهد هذه الحكومات خسر العراق ثلث ارضه للتنظيمات الارهابية، وخسر معها سمعة جيشه وارادة مقاتليه، واستبدل ما تبقى من هذا الجيش بمجاميع كثيرة ومتعددة، طائفية تارة وقومية تارة اخرى، يقودها امراء طوائف وقوميات متصارعة.
كما كانت فترة حكم هؤلاء هي الافسد في تاريخ العراق الحديث، فالاف الموظفين غير الموجودين اصلا في هذه الدنيا يتقاضون رواتب خيالية، وعصابات سيطرت على المشاريع التنموية والاستثمارية في عموم البلاد، دون ان تنجز منها شيء، وتأسيس لثروات فاحشة لفئة معينة، يقابلها فقر مدقع وحرمان كبير لابناء الشعب كافة عبر سرقة ميزانيات باكملها ومشاريع فساد مخيفة، كما انتهجوا سياسة تهميش الاخرين وتسقيط بعض الخصوم وزج مناؤين في السجون، وشراء مؤسسات اعلامية واقلام وعقول وافكار افسدت عبرها عملية المراقبة الشعبية، كما افسدت عبر سياسات هوجاء انفعالية متعجرفة علاقات العراق مع جيرانه ومحيطه العربي والاقليمي.

والانكى من كل هذا انها عرضت دماء العراقيين لاخطر موجة اراقة ذهب جرائها مئات الاف من ابناء الوطن، بينما تصدر العراق قائمة الدول في عدد النازحين عن مناطق سكانهم.
فعلوا كل هذا في سنوات معدودة؛ وكل الشعب بل والعالم ايضا يعرف هذه الحقيقية، واليوم يحاولون خداعنا مرة اخرى ببدعة من نوع جديد، تساندهم فيها الاقلام المأجورة، ووسائل الاعلام التي صارت مطية الافكار المجنونة.

هذه البدعة قد تزيد واقعنا مرارة، وتحملنا اكثر مما حملنا اصحابها المعتوهين، بدعة ترمي الى استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي.
هنا.. انا لست مدافعا عن النظام البرلماني، فأنا ارى فيه خلالا يجب اصلاحه وبالسرعة الممكنة، ولكني ايضا لا اريد ان اسمع ببدعة النظام الرئاسي، كونها اولا ليست مناسبة لبلد مثل العراق متعدد الطوائف والقوميات، ولا اعتقد ان الوقت مناسب لخوض مثل هذه التجارب المربكة وثلث مساحة العراق تحت حكم داعش الارهابي، والسبب الاخر والاهم هو ان من يطرح هذه الفكرة هو ذاته من تسبب بكل الخراب الذي حل بالعراق، وهو المسوؤل المباشر عن دماء العراقيين التي اريقت في جنوبه وشماله وشرقه وغربه، وعن هذه الظروف المزرية التي يمر بها الشعب.

فبأي البراهين والقرائن يمكن ان اقتنع انا وغيري من ابناء الشعب، ان افكار هؤلاء سليمة، وانهم سيجعلون من العراق واحة غناء في ظل الظروف الحالية، وهم ذاتهم من حوله الى خراب في ظروف كانت افضل..

اتريدون الضحك علينا مرة اخرى بهذه البدعة، الا تبا لنظامكم الرئاسي الفئوي الحزبي الفردي، وتبا لكل من روج له وهو غير مقتنع به، وليس له منه سوى قبض حفنة من الدولارات التي سرقت من افواه الشعب الجائع.



#رؤوف_العمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليم الجبوري يؤجل قانون جوازات السفر.. وانا مؤيد


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رؤوف العمري - نظامكم الرئاسي.. حيل الثعالب مع الدجاج