أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - املالي نجيمة - العاشرة صباحا














المزيد.....

العاشرة صباحا


املالي نجيمة

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


استيقظت متعبة من نوم مليء بالكوابيس, مررت الى المطبخ لالقي عليها التحية ولم اجدها. بحثت عنها في غرفة نومها ثم صعدت الى سطح المنزل ولااثر لها, لم تكن قد اخبرتنا انها ستذهب لرؤية خالتي في القرية المجاورة. وليس من عادتها ان تغيب دون ان تخبرنا. الهي كم انا قلقة بشانهاا؟
رجعت الى المطبخ حتى اتاكد, ووجدت الخبز و الجبن و اللبن على المائدة. لم اكن قد انتبهت الى ذلك في المرة الاولى كما لم انتبه الى عدم وجود اخوتي كذلك, لااحد موجود بالمنزل, تضاعف احساسي بالقلق, من اسال, لااحد؟
ركضت بخطى خفيفة لابلغ التل الصغير المطل على المنبع, كان خاليا من ايما انسان,
الى اين ذهبوا وتركوني هنا وحيدة دون ان يخبروني كي ارافقهم؟
تباذر الى دهني ان اتفحص في جميع ربوع الجبل. اخذت اسير حتى اتعب ثم اتوقف لاسترق السمع من الفضاء, عله يدلني على اثرهم. كان ذلك بدون جدوى, كلما توقفت لاسمع, يزعج اذني صمت رهيب, ودقات قلبي الذي يكاد يخرج من اذني او صوت الصراصير ونعيق الغربان .
ازلت حذائي واتممت السير حافية القدمين حتى لا يخونني سمعي,و مع كل خطوة احس بشيء ما في قلبي اشبه بكرة التنس, شيء ما يؤلمني, وهذا الشيء يكبرو يتضاعف حجمه, يفوق قلبي و يفوقني, انه كبير, كبير جدا, اكبر من هاته السماء التي تعلوني واكبر من هاته الارض التي تحرق قدماي. لم انتبه الى اني قد عبرت الغابة و بلغت قدم الجبل, دموعي تنحصر في مقلتي, ولا اريد البكاء, ان بكيت سانهزم واستسلم وقد اموت هنا وتنهش جثتي الغربان و الصقور. وقفت عند قدم الجبل, نظرت الى قمته, انه عال جدا وكله صخر و نبتات شوكية. طاطات راسي و بدات الصعود, كان ذلك مرهقا مرهقا جدا وفي كل خطوة لي تانيب لاهلي, لم غادرتم دون ان تاخذوني معكم؟ لم يا اخي لم تقل لهم الا ينسوني؟ لم تركتموني انام وذهبتم دون ان تخبروني,فقد قلقت جدا بشانكم؟ استحضرتهم في ذهني طيلة الوقت. بلغت القمة ووقفت علني ارى احدهم. نظرت يمينا ويسارا وانا اغطي جبيني بيدي على شكل قبعة من اشعة الشمس الحارقة. فجاة ظهرت لي امراة عند النهر, بدا لي انها منهمكة في عمل متعب جدا, بدا قلبي يخفق, والدتي غير اني لم اكن واثقة, ولاتخلص من شكوكي واتاكد انها هي بدات انادي بصوت مرتفع حتى تلتفت الي, حاولت مرات عدة لكن دون جدوى, فهي لم تسمعني بخطىصعبة نزلت من الجبل وانا اتصبب عرقا. ارتطمت رجلاي بالحجر حتى كدت اسقط غيرما مرة,الا انني استعين بهذا الصخر حتى لا افقد التوازن واهوي.
كلما اقتربت من النهر الا والشك يزداد, يبدو لي انها ليست هي.
-اين غادرتم كلكم,, يا امي؟
لم تجبني. اقتربت اكثر كانت هي, كانت تغسل الصوف في صمت. وضعت يداي على كتفيها وانا احدثها,غير انها لا اتجيبني على غير عادتها, عاودني ذلك الاحساس بذلك الشيء المؤلم الذي يكبر في قلبي, وهذه المرة انهمرت دموعي لان الالم اشتد بي, التفتت نحوي, مسحت بيديها على راسي وعلى وجهي, كانت يداها باردتين...مسحت دموعي ونظرت اليها, فقالت لي
هل ارتحتي قليلا يا ابنتي, لقد كان سفرك متعبا جدا, هيا لتفطري الان.
كنت في سريري وكان عقرب الساعة يشير الى العاشرة صباحا.




#املالي_نجيمة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعلوك


المزيد.....




- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - املالي نجيمة - العاشرة صباحا