أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء قلمي - في هولندا تأهيل مواهب شمل نظم الشعر!














المزيد.....

في هولندا تأهيل مواهب شمل نظم الشعر!


أسماء قلمي

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


جنوبي البراري الهولندية تحتضن مدينة، تعلن عن دورة لثلاثة أسابيع، لتعلّم نظم الشعر، شاعرا ما أو أي قارئ للشعر، وأسباب هذا الاستفزاز من وجهة نظر البعض، تكمن في أن الشعر إبداع فطري، وليس إنشاء نظريا، وتعلّمه في المدرسة شأنه شأن الرياضيات مثلا، يبدو جدلا بلا طائل لدى الذين يرون في الفاعلية "الشعرية"، تفاعلا مع الحياة، تتجاوز كونها آلية حفظ أو تحميل الكلمات في قاموس العقل، وهو في المحصلة النهائية مخلوق تلقائي لا تنفع معه الولادة القيصرية.
لنبدأ بالطفل دلفت بالدراجة الهوائية، عبر أشجار كثيفة تحيط بقاعة تبدو عليها ملامح عمارة القرون الوسطى، وهي كذلك، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1850م اتخذ منها أدباء وفنانون ناديا اجتماعيا وملتقى ثقافيا..وفي بساطة متناهية، كان معلم الدورة، مايكل البرت يتحدَّث، فيما بخار فنجان القهوة يتكاثف على نظاراته من البرد المعتدل، فيرى أن الشعر بالفعل لن يكون أبداً "عملية حشو معلوماتي، بل هو عملية إبداع "، لكن ذلك لا يمنع- والحديث لمايكل- من تعلُّم كتابة الشعر. يقول مايكل: "لنبدأ بالطفل، فإذا ما حفظ القصائد، والنصوص الأدبية، واعتاد أسلوب الكتابة الشعرية، فنحن إذن صيَّرناه شاعرا، أو ذواقا للشعر، على اقل تقدير، وفي الحالين كسبنا القضية".بل ان مايكل لا يرى فرقا بين الموسيقى والشعر، فلِمَ نلجأ إلى تعليم الموسيقى بالدروس في المدارس والمعاهد، ونمتنع عن ذلك مع الشعر.

تقول ان الموسيقى تحتاج إلى الآلة، فأقول لك إن الشعر كذلك، فإذا كانت الأصابع هي التي تحرّك الأوتار، وتوصل ذلك إلى العقل، فان الشعر في حقيقته يحتاج إلى فعل العقل من دون وسيط ، وتلك مهمة عسيرة، مقارنة مع الموسيقى.سياق تشكيلي رياضي ولا يلقي مايكل الكلامَ على عواهنه، وهو يقول ان الشعر عملية تدريب وتحفيظ أيضا، لاسيما في الطفولة، لصقل الذائقة، وهي عملية تحميل في بداياتها على طريق تعزيز الإبداع الفطري وتحفيزه.

حسب دراسة أعدها مايكل، فان الأطفال الذين أوغلوا في حفظ الشعر في هولندا أصبحوا، أما شعراء، أو ذواقين، ومتابعين مهمين للشعر.وفي سياق هذا الجدل، يتحدَّث الناقد علي حسن الفوَّاز عن أن "الشعر لغة خارج استعمال التلقين، ومعنى داخل في لعبة الاستعارات والإزاحات، ومن الصعب جدا تعلّم الشعر في سياقه الجمالي، لكن من السهل تعلّمه كسياق تشكيلي رياضي، على وفق معرفة الأوزان والإيقاعات، وهي مادة رياضية أساسا".إن الاسئلة المهمة التي يطرحها منشور مطبوع في دورة تعلم الشعر، لماذا ترغب في تعلم كتابة الشعر، وهل من قصائد حفظتها عن ظهر قلب، وهل ثمة محاولات في الكتابة فيه، وإتقان قراءتـه والنظر إلى باطن معناه؟.ويبدو واضحا الآن إذن، أن تعلّم كتابة الشعر هو في حقيقته دعوة لأن يصبح الإنسان مبدعا في التعبير عن المشاعر وتجسيد العاطفة في اللغة الشعرية.انها في الحقيقة تهذيب للذائقة، وامتحان للقدرة على تطويع الكلمة في خدمة الإحساس. والموضوع بحذافيره، تجده في مداخلة الشاعر أنمار الجراح، التي تفصح عن أن العروض الرقمي، علم وطيد الصلة فعلاً بالرياضيّات، وإن تعَلّمه ودراسته وفهمه، لا يصنع شاعراً ما لم يكن موهوباً ذا خيالٍ واسع.قصيدة مشتركة عن ورود حمراء وفي زاوية من البناية التاريخية التي تضللّها أشجار معمّرة، والندى ينساب على الأوراق التي بدت آيلة إلى السقوط في هذا الفصل من السنة حيث الخريف برياحه القوية يعرّي الأشجار استعدادا لربيع قادم، تقرأ ساندرا بولس قصيدة للشاعر مارجو يانسن:"تبدو الجدة غير منهكة من الزمن/تتطلع بعينين غائرتين إلى أسفل قدميها/تبحث عن عمر مفقود/ مع تراخي ذراعيها/ لم تعد تستطيع التقاط أي شيء/ لكنها مضطرة إلى المجازفة بالسير على قدمين مرتجفتين/ لكي لا يقال انه أوشكت على النهاية/انها تسعى إلى العوم في الهواء/لتلافي النهاية على الأرض، الآتية بلا ريب".لم تشارك ساندرا في الدورة لتعلّم كتابة الشعر، لكنّها تسعى إلى الخوض مع الآخرين في تجربة الإبداع المشترك، فقد طلب منهم المشرف على الدورة، كتابة قصيدة عن ورود حمراء تسقط على أنظار المشاركين إذا ما اطلُّوا عبر زجاج القاعة المبلل بالندى بشكل شبه دائم.تقول ساندرا، في المحصلة النهائية، كانت هناك قصيدة "اشتراكية" ( لا مجال لذكرها في هذا التقرير)، بعد ان تابعنا في الدورة دروسا في القافية والوزن الشعري، ومحطات من تاريخ الشعر.



#أسماء_قلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمم تضحك من أمير الشعر العربي أحمد شوقي، ينسب نفسه إلى نبي ا ...
- أنشودة الحشد
- رواية الشاعر البكر
- أقسمتُ بالعباسِ !
- دولتا حوض دجلة، دولة حوض الفرات
- ما زال يحيا ليرتزق
- الطفولة العراقية السليبة
- السياسي الوجداني الفنان Demirtaş-;-
- PREVERT
- الأسمُ القلميّ Zhivago
- Henri Curiel ولد في القاهرة
- حِمَار تونس شرارة الربيع العربي
- يوم البعث، رستاخيز
- نبوءةُ شاعر جنوبيّ
- نتمنى إقليم السليمانية
- استطلاع
- مسلمو الكومنولث في أعرق الديمقراطيات، بريطانيا
- كرد العراق، موعدهم 19 آب، للمساءلة والعدالة
- انتحار جمهورية مهاباد وفتاتها فريناز خسرواني
- الكوميديا العراقية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء قلمي - في هولندا تأهيل مواهب شمل نظم الشعر!