بجاه الله وعباده ياقضاة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    

واخيرا انهت لجنة التحقيق النيابية ملف سقوط الموصل بعد ان امضت 100 ساعة خلال سنة وبضعة ايام في توجيه الاسئلة لعدد كبير من الضباط والمسؤولين المدنيين (لم تذكر لنا عددهم).
.كنا خلال هذه السنة قد غسلنا ايدينا من الحكومة التي لم يصدر عنها سوى بعض العنتريات المعروفة حول سقوط الموصل وغيرها،وحين احيل الملف الى البرلمان استبشرنا بعض الخير وليس الخير كله فقد لعبت بعض الكتل السياسية دورا لئيما في تغيير مجرى التحقيق ومحاولة رشوة البعض في غض الطرف عن استدعاء البعض وهو امر كان معروفا لدى كل من له شيء من الفطنة.
المهم ان ملف التحقيق بيد القضاء الان ولانعتقد ان سير التحقيق سيتخذ سنة اخرى،حينها تكون العصافير قد طارت الى عشش اخرى بعيدة عن بلاد الرافدين كما فعل الذين من قبلهم.
لاندري ان كانت اللجنة القضائية في البرلمان قد ارسلت قائمة باسماء معينة ممنوعة من السفر الى حين انتهاء التحقيق،ولاندري ان كان هذا الاجراء ينفع مادام الدولار هو الحاكم كما حدث مع صاحبنا مشعان الجبوري الذي دخل البلاد ب"حيل صدر" رغم انه مطلوب للقضاء بعد ان دفع المقسوم الاول في برائته والمقسوم الثاني في تعيينه نائبا في البرلمان.
ماذا لو اعلن القضاء اسماء المسؤولين عن سقوط الموصل واصدر بحقهم مذكرات القاء قبض؟ السيناريو المعروف سيشير الى ان كبش الفداء ستكون مجموعة من الضباط اصحاب الرتب الصغيرة اما اصحاب المناصب الرفيعة فسيكونوا في حل من اي اجراء ويدعوا ان لديهم الحصانة التي تمنع القضاء من محاسبتهم الا اذا تم رفعها حينها سيكون لكل حادث حديث.
قراءة ملف التحقيق تستغرق شهورا في اقل تقدير، والبدء بالتحقيق يستغرق عدة اشهر، واستدعاء اصحاب المناصب المتنفذة يحتاج الى عدة اشهر اخرى،معنى هذا اننا سنحتاج الى اكثر من سنة لنعرف نتائج التحقيق وستكون داعش حينها قد سيطرت على ماتبقى من البلاد.
نقول ذلك وامامنا وسائل الاعلام التي تتخبط في تغطية اخبار مصفى فيجي،مرة تم تحريرها ومرة اخرى تم تنظيف الجزء الشمالي فقط ومرة ثالثة تم رفع العلم العراقي على اعلى بناية فيها ومرة...ومرة، وهكذا.
نعود الى القضاء ونطلب منه ان يستعيد مجده السابق في ارساء العدل مهما كانت التضحيات.
نقول الى القضاة،الانسان يموت مرة واحدة ويكون له الشرف ان يموت وشعبه يكن له كل الاحترام.
قد يقول احد القضاة:والله العظيم انت بطران ونص يااخينا،اي شعب هذا الذي يكن احتراما للشرفاء اما تراهم يسقطون يوميا ولا من مجيب،هل رأيت الرصافي وكيف احيطت به المزابل في شارع الرشيد؟هل تريد ان نعدد لك اسماء الذين تم حذفهم من المناهج الدراسية بدعوى انهم علمانيون؟.الافضل لك ان "تنجب" وتسكت.
حاضر ايها القاضي سأسكت ويسكت معي اولاد الملحة الى حين ننتظر منكم قرار الحكم في سقوط الحدباء.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات