هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 00:10
المحور:
الادب والفن
زينب .......
زينب, فتاة عراقية من مدينة السماوة , مدينة البوح والظل والحزن, فتاة أعطاها القدر الكثير من مواصفات الجمال , التي كنا نراها تصدحُ أمامنا من خلال الوجه البديع , ولانعلم ماتحت العباءة وماتخفيه من جمالات أخرى. في أيام زمان كانت تسلبُ الألباب وهي تمرق في جادة الغربي بسيرها المتثاقل . حينما ترفعُ حاجبها , الرجال يرفعون قبعاتهم تحية ً لوجهٍ يستحق الغزل , لها من النعومة مثل دقات الزمن الذي مضى , لها من جمال الخبرة لايضاهى , لها جمالُّ موجه وبعناية متقنة على الدوام , لها قوام ممشوق يتضح جلياً من هفهفات الريح على أديم عباءتها , كانت تلفتُ أنظار الكثيرين من الديكة الذين كانوا يحلمون بها لوكانت من نصيبهم كزوجةٍ عفيفة طاهرة , لكنها وبمرور الزمن وسوآتهِ , أصبحت من نصيبِ رجلٍ تافه, رجل متدني دنئ , إغتنم فرصة إنشغال البلد بالحروب وكثرة العوانس , بعد سقوط النظام لبس لبوس الدين وأطال لحيته , وإنظم الى جماعات الزيف الديني .
تزوجت زينب من هذا الرجل الديني الأفاق , الذي إستخدم سلاح الدين للوصول الى غاياته الدنيئة , وسمحت نفسه الحقيرة في أنْ يغرر بهذه الفتاة السماوية الطيبة , فتزوجت به على شرع الله . حينما تزوجها وأشبع نزواته منها راح يبحث عن أخرى غيرها وعلى الطريقة الإسلامية مثنى أو ثلاث او رباع وما ملكت ايمانكم , بأعتباره رجلُ دينٍ تقي وورع , لكن الحقيقة هو الشهواني القذر الذي لايحترم شئ من المرأة سوى مايدلّ على الجنس الذي يستدل عليه في مابين أفخاذها , راح يغري الأخريات وبنفس الإسلوب القذر ( يقول أحد العظماء ,أنّ الشجاعة ,هي انْ تغوي المرأةَ ذاتها يوميا , وليس الشجاعة أنْ تغوي أكثر من إمرأة ) .
بين إغراء الأخريات وأفعاله المشبوهة , راح يفرض الحجاب الإسلامي ذي النقاب على زينب للتغطية عن أفعاله المشينة والمريبة , فامتثلت المرأة له بأعتباره زوجها , وهي البعيدة كل البعد عن التطرف في إمور الدين , إنها تلك الإمرأة الحالمة , المتحضرة , تتطلّع الى الحياة وديمومتها , فتاة نشيطة لاتطمح لشئ سوى الى الشعور بالأمان والطمأنينة , وهو الرجل المهمل اللاغيور , يسمعها من ثرثرته اللامنتهية , وهي لاتعرف صدقه من كذبه لقابليته على المراوغة , حتى بانت لها قباحته بشكل جلي , ولكن بعد فوات الأوان , إذ لم تلحق أنْ تعض أصابع الندم .
زينب لاتلائم صنفه على الإطلاق , أنها مثال الأنوثة الحيوية و رمز النشاط الدافق في الوفاء والحب , بينما هو رجل ُّهوائي المزاج , متقولب بالذكورة الإسلامية الرجعية المنحوتة من الجلمود , ولايمكن أنْ تتغير ليونة هذا الصخر مهما تغيرت الفصول وطقوسها المختلفة . أنه الرجل المستخِف أبدا , ولايمكن ترويضه تحت أية ظروف , الحب والمشاعر والأحاسيس بالنسبة اليه معاني بالية قد تجاوزها وسط هذه الأخلاقيات الدينية الجديدة . هذا الرجل سمج جداً , كان إذا أراد قول ( رحم الله من قرأ سورة الفاتحة) في حفلات التأبين , يقرأها بأسلوبٍ مشمئز, حيث أنه يمط بها مطاً مقرِفاً لأجل انْ يشعر الآخرين بأنه رجل الدين الزاهد والورع على أربعة وعشرين قيراط , حيث يقول ( رحييييييييييييم اللللله , من قــــــــــــــــــرأ صووووووووووورةِ الفاأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأتحة ) , ياللقباحةِ وثقل الدم .
أسكنها بيتا في حي من أحياء السماوة , وهناك بدأت فضيحته وأساليبه القذرة , فكان شكاكا , رجعيا ,قاسياً , شرساً , أرعناً , خبيثاً , عنيفاً , مجرماً, لايحترم المرأة على الإطلاق . معتوه وغبي ولايعرف أنْ يغدق بعبارات الثناء عليها وعلى أجزاءها الجميلة , لايعرف سوى الغضب الذي يستقر في داخله . سلب منها الأمل والإرادة , سلب الكثير منها في ظل مجتمع عراقي ينحدر الغالبية منه الى هضاب الجهل , هذا المجتمع الذي أنتج لنا هذا الرجل العنيف , المهمل والحقود , المتعجرف والمختبئ تحت طيّات ثيابه التي يركع بها ويسجد أثناء طقوس عبادته . كان يجلدها على الطريقة الإسلامية وهي تصرخ بأعلى صوتها , ولم يكتفِ بذلك , بل كان يغلق عليها المنزل ثم يرحل , ويتركها وحيدة بأغلالها .كان أحد أقربائي جارهما, يسمع صوتها الباكي والذي يأنْ تحت ضرباته ولكماته لها , وتتكرر هذه الحالة كل يوم بدون كلل أو ملل , ولم لا , فأنّ دينهُ يحلل له ضرب النساء , فهناك آية صريحة في القرآن الكريم تجيز ضرب النساء , بل أنّ أحد الفقهاء يقول ( لقد كرّم الله المرأة في القرآن الكريم بضربها ) , ولذلك كانت زينب عبارة عن مطيّة يركبها جنسيا , ثم يبرحها ضربا بعد إنتهاء لذته. تتكرر حالات الضرب التي أصبحت لديه مرضاً سادياً , فيقوم أقربائي بأرسال ولده إبنَ السادسة عشر من العمر , قافزاً من حائط البيت الى بيتها , حيث يكون الوحش خارج البيت , و هي وحيدة بأغلالها وبجسدها المنهك , وبنفسها المحطمة , فينقذها من هذا الجحيم الذي هي فيه.
حينما يدخل أقاربي الى البيت لم يجد فيه أية رائحة لإمرأة ورجل , بل يجد رائحة وحش كاسر وبقايا إمرأة مكسورة الجناحين . لم تصبر على هذا الحال , عرفتْ قذارة هذا الرجل وكذبه وإسلامه المزيف , تمرّدت عليه ورفعت نقابها ورجعت مثلما كانت على سابق عهدها بالعباءة العراقية الجميلة التي هي من تقاليد المجتمع منذ سنين طويلة , وأعطت عهد على نفسها أنْ تفضحه , أن ترد الصاع صاعين , لكنه وحشاً هصوراً وهي الحمامة البيضاء , هو الزنديق بهيئة ملاك , وهي المؤمنة العفيفة , هو الشيخ الفاجرالذي يمارس كل أرجاس الشيطان وهي الجارية المطيعة كما تلك العهود الغابرة , هو المالك الذي إشتراها من سوق النخاسة وهي المملوكة الخائبة الذليلة.
هذا الرجل جعل منها شخصية ميته على قيد الحياة , جعلها مقيدة بأسلاكه وبمرضه النفسي الذي يخفيه خلف ستاره الديني , جعلها إمرأة الخطيئة ( بعض رجال الدين ينظرون الى المرأة على أنها خطيئة تمشي على قدمين , هذا مانقله لنا , محمد الباز , الكاتب السعودي الرائع في كتابه الموسوم ..مملكة غرف النوم والأنحراف الجنسي والديني في السعودية) .
تمادى هذا الرجل في ضرب زينب أكثر وأكثر , حتى جاءت أحد الضربات في كليتيها وهنا الطامة الكبرى , هذه الضربة أدّت الى تعطيل عمل كليتيها , فمرضت مرضا شديدا , نقلت على أثرهِ الى لبنان للمداواة وهناك بدأت مأساتها الأخرى , إذ لم يكن هذا المؤمن العفيف ذو بالٍ على زوجته , لقد نفض كل وساخته الإحتياطية المخزونة لديه في كرهه للنساء المتحضرات اللواتي يكشفن عورات أمثاله , كما وأنه لايستطيع النظر لبشاعة فعله , أنه المجرم والقاتل الذي ينام على قهر النساء , أنه الهارب من وجه العدالة الإلهية , تاركاً ضحيته ترجو الشفاءَ من الله . ظلّت هكذا أيام وأيام , حتى لفظت أنفاسها الأخيرة في لبنان بعيدة عن أهلها وذويها , بعد إنْ عجز الأطباء في علاجها وإنقاذها . ماتت وهي تذرف دمعىة حزينة على أسفها للزواج من هذا المسخ , الوحشي , والهمجي , ماتت وهي تلعن هذا الرجل وأمثاله وتعاليمهم الإسلامية المزيفة التي باتت مكشوفة للجميع , ماتت وخلّفّت وراءها لعنة على كل القيم التي من شأنها أنْ تكون مصدر للخداع والضحك على النساء , ودّعت الحياة وحقارتها ودنسها وتركتها لأمثال هذا الشيخ الديني المريض بداء الخديعة . وقبل أنْ تغلق عينيها وتمضي في رحلتها الأبدية أطلقتْ بصاقها في الهواء ، لعلّه يصل عبر الأثير الى وجه هذا الرجل وكل مايمت بصلة الى ثقافته الرجعية المقيته .
هــاتف بشبــوش/عراق/دنمارك
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟