أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - إن لم يكن لديك وجع ... تجاوز هذا النص ..؟؟














المزيد.....

إن لم يكن لديك وجع ... تجاوز هذا النص ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


مزدحم قلبي بتلك الاشياء التي لا أنساها , مثل كل الأِشياء المبعثرة التي تركتها ورائك , مثل رصيد الخيبات
الذي أعدّه كل ليلة وأحسب فيه خساراتي الجميلة معك , مثل الشهيق الذي كان ينهض من سباته عبثاً والزفير
الذي يسكن في صدري قهراً , مثل كل الذكريات التي تنمو تحت جلدك وهي كفيلة بنزفك حتى الموت , مثل
كل الأوجاع التي حاصرتك يوما من كل الجهات ولم يكن أمامك سوى افتعال الدهشة .. مثل كل الاشياء التي
لك موعد معها من دون سابق موعد , مثل آخر الخطوات التي تخطوها بكل ثقة .. حين تحزم حقائبك في
المحطة وتقول للمغادرين ... شكراً..؟؟


مزدحم عقلي بكل تلك الأشياء التي لا أفهمها , بالحكايا التي تنتهي قبل أن تبدأ , وبقصص الحب التي تموت
قبل أن تحيا , بالمفارقة التي تجعلنا في مواجهة حقيقية مع ذواتنا , حين نتعرى من آخر قطعة ثياب على
أجسادنا , ونصير في مرمى أول سهم قادم من الغريب الذي لا تعرفه لكنه يعرفك تماما , يعرف تفاصيل
وجهك ويحفظ تقاطيع ضحكتك , يعرف خرائط قلبك ويفهم اتجاهات مزاجك , يعلم تماما متى يصيبك في مقتل
لا تحيا من بعده ,, كي تنهض من موتك بعد ثواني معدودة وتحييه بأجمل تحية قائلا له .. شكرا ..؟؟


مزدحم صدري بكل تلك الأشياء التي أحملها , بالوطن الذي يعشعش في الرأس من دون مناسبة , بمفترقات
الزمن التي تجعلك تحمل هوية لاجئ من دون رغبة , من الحرية التي يلوثون الجو فيها كي تستنشق التخلف
والجهل ,من الثدي الذي ترضع منه كي تعود وتبصق عليه , من الثائر الذي يعطش لتحرير وطنه وهو عاجز
عن تحرير فكره , من المتعصب الذي يدسون في رأسه أفكار عظيمة عن الرب وحورياته وماخوره الجميل ,
من أمة مكبوتة تعيش على فتات الخبز وتبيع الطحين لعدوها , من كذبة كبيرة اسمها الوطن للجميع .. ومن
حقيقة مرّة اسمها الوطن لمن يشتري و يبيع .. من العشق الصادق الذي يطعنك في ظهرك بكل خجل فتستدير
له بكل حب قائلاً له .. شكراُ .. ؟؟


إن لم يكن لديك وقت تجاوز هذا النص , تجاوز كل الكلام الذي يذكّرك أنك ما زلت على قيد الانسانية , وأنك
تموت كل يوم وتنزف عمرك من دون وجود اسعافات أولية تنقذك من الموت, تجاوز خطوطك الحمراء
المزروعة في بستانك الأخضر منذ نعومة أصابعك , تجاوز كل تاريخك المعجون في روايات كاذبة وقصص
ملفقة , تجاوز القافلة التي لا يصيح عليها سوى الكلاب , بربك ماهذه القافلة التي لا يعوي عليها سوى الكلاب
إن لم تكن قافلة محملة أصلاً بالعظام ..تجاوز الشجرة المثمرة التي يقذفونها بالحجارة , فمن فرط جهلهم
يقذفونها بالحجارة في حين أنهم قادرون بكل بساطة أن يقطعوها , تجاوز السهر في الليالي لأنك تطلب العلا ,
فأنت قادر ببساطة أن تشتري العلا في وضح النهار وغصباً عن الشمس بقليل من الدراهم , تجاوز مظاهرة
عربية تطالب باسقاط امريكا .. فمن جهلهم لا يعرفون أنه في حال سقطت امريكا فسوف تسقط على رؤوسنا ..
فنحن العرب في أسفل كل شيء .. كل شي .. تجاوز تلك الحناجر التي تبتهل للرب على المنابر كذباً وتلك
اللحى المبللة بالسفالة والوضاعة .. فربك وربي وربهم لا يحتاج الى عرض أزياء نتبارى فيه على من يكون
ملك الجمال والصوت لديه .. تجاوزني أنا .. تجاوزني بسرعة دون أن تنتبه .. وتوقف فجأة والتفتّ اليّ
واضحك في وجهي .. وقل لي ... شكرا ..؟؟

*
*
*
على حافة النص

في الحياة
يحدث أن تزرع ما تريد
يحدث غالباً أن ينمو ما لا تريد

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنثى الجنون ... وجنون الحب ..؟؟
- أحبكِ .. كما أنتِ ..؟؟
- أريدك لي .. قصة لا يقرأها غيري ..؟؟
- سيد العبثّ والجنون والشهقة المحمومة ..؟؟
- القناعة في الوطن .. وجهة نظر سيثبتها الزمن ..؟؟
- على الحافة .. حنجرة صوتية سرقوا منها الحبال الصوتية ..؟؟
- صباح صوتك العذبّ يا نبضّ القلبّ ..؟؟
- ليلة الاسراء والمعراج يا بقر يا نعاج ..؟؟
- يا جلالة الملك الحمار ..؟؟
- غيابكِ موت وأنا الحضور الميتّ ..؟؟
- عودي .. أفديكِ عمري أن تعودي ..؟؟
- ثقافة قريش ... وتاريخ أبا جهلّ في قبائل الجامعة العربية ..؟؟
- أولاد العاهرة.. آلَ سعود ...؟؟
- أحبك هكذا .. فهل تريدين المزيد ..؟؟
- صباح الحب يا مشاكستي ..؟؟
- صباحك درس جغرافيا ..؟؟
- أنا حقاً لست أنا ..؟؟
- أنا كفرت .. فماذا أنتم فاعلون ..؟؟
- الإشارات الخفيّة في تغطية الأمّة العربية ؟؟
- مساؤك رشفة حبّ وجنون ..؟؟


المزيد.....




- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - إن لم يكن لديك وجع ... تجاوز هذا النص ..؟؟