أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد طارق عبد الرزاق - إيليت شاكيد أنموذجاً للقيادة الصاعدة في إسرائيل














المزيد.....

إيليت شاكيد أنموذجاً للقيادة الصاعدة في إسرائيل


خالد طارق عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 00:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


(إيليت بن شاؤول) المعروفة بـ "إيليت شاكيد" واحدة من القيادات الإسرائيلية الشابة التي بدأ نجمُها يسطع في سماء الساحة السياسية الإسرائيلية والتي تشغل حالياً منصب وزيرة للعدل في الحكومة الائتلافية التي شكلها (بنيامين نتنياهو) والتي صادق عليها الكنيست في 14 آيار الماضي.

ولدت (شاكيد) في العام 1976م بتل أبيب، في ظِل أسرة من الطبقة الوسطى، لأب عراقي، غادر بلده في الخمسينات لـ (إسرائيل)، درست بكلية الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر بجامعة تل أبيب، انخرطت في العمل السياسي سريعاً، وأثبتت ولاءها حين عملت كمدربة في الجيش الإسرائيلي في "لواء جولاني". والان هي أم لطفلين، ومتزوجة من طيار في الجيش الاسرائيلي ووصِفت بأنّها "مبعوثة" المستوطنين المُتطرفة. حيثُ أظهرت اهتماماً بالقضايا السياسية في سن مُبكرة من حياتها، فعندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات شاهدت المناظرة السياسية التي جرت بين (يتسحاق شامير) و(شيمون بيريز)، وأعجبت وأيدت الأفكار والحُجج التي طرحها (شامير) آنذاك.

لـ (شاكيد) مثل أعلى دوماً، ومساندين، ففضلاً عن (نتنياهو) قائد حزب الليكود والحكومة الحالية، هناك الكاتبة (أوري إيليتزور) التي اتسمت بآرائها المتطرفة وانشأت منظمة تدعو للاستيطان بفلسطين متجاوزة كل الأعراف والقوانين الدولية، كذلك (نفتالي بينيت) حليفها في حزب (البيت اليهودي)، إذ أسسا سوياً جهة نيابية تُسمى (يسرائيل شيلي)، تنشط بين الكنيست والجيش الإسرائيلي، والجامعات، وتحث الشباب على المواقف اليمينية المتشددة.

وصلت (شاكيد) إلى الكنيست لأول مرّة في انتخابات 2013م، وكانت الوجه العلماني في هذه القائمة التي كان كل نوابها في حينه، من التيار الديني الصهيوني، ولكنها تُنافسهم في تطرفها اليميني والعنصري، ضد العرب. وقبل ترشحها للكنيست، عملت (شاكيد) لعامين مع (بينيت) الذي كان يشغل منصب مدير مكتب نتنياهو. وترك الاثنان منصبهما لدى نتنياهو في العام 2008م، بسبب خلاف مع زوجتهِ سارة، وما زالت العلاقات سيئة حتى اليوم.

وخلال العامين الماضيين قدمت (شاكيد) مجموعة من التشريعات التي وصفها المنتقدون بأنها غير ديمقراطية، منها تشريع يسعى للحد من صلاحيات المحكمة العليا. إلى جانب دعمها لمشروع قانون يسعى لتعزيز الطابع اليهودي للدولة العبرية على حساب طابعها الديمُقراطي، فضلاً عن دعمها لمشروع قانون يستهدف تمويل المنظمات غير الحكومية اليسارية في خطوة انتقدتها أوروبا، إلى جانب أنصار اليسار في إسرائيل الذين وصفو مشروع القرار بأنهُ: "تعزيز لهيمنة الأحزاب اليمينية المُتطرفة على الساحة السياسية الإسرائيلية".

فمنذُ حملة الانتخابات البرلمانية، التي جرت في منتصف آذار/ مارس 2015م، كان واضحاً أن زعيم "البيت اليهودي"، (نفتالي بينيت)، معني بتبوء زميلته (شاكيد)، منصباً وزارياً بارزاً، حيثُ رفع الأخير ترتيب (شاكيد) من المركز السابع للثالث في انتخابات الكنيست الأخيرة -مارس 2015م-تمهيداً لتوليها منصب رفيع في الحكومة الإسرائيلية.

إذ جرى تسويقها على أنها ستتولى حقيبة "الأمن الداخلي"، المسؤولة عن الشرطة، وما يسمى "قوات حرس الحدود"، إلا أن هبوط هذا الحزب من 12 مقعدا الى 8 مقاعد في الدورة الجديدة، أدخل الحزب في حالة ارباك. إلا أنّ انسحاب (أفيغدور ليبرمان) من المفاوضات لتشكيل الحكومة، ساعد (بينيت) على أن يبتز حزب الليكود ونتنياهو للحصول على مناصب وزارية أفضل، وكان شرطه الأساس، حصول (شاكيد) على منصب وزيرة للعدل.

تعرّضت (شاكيد) لإنتقادات حادة بسبب آرائها المتطرفة حول الفلسطينيين، حيثُ نشرت في صيف العام 2014م مقالاً كتبَهُ مُعلق إسرائيلي يميني سابق يعود إلى العام 2002م على صفحتها في "فيس بوك" قيل فيه أن الفلسطينيين عِبارة عن: "أفاعِ" ودعا إلى قتل أمهات منفذي الهجمات لتجنب "تربية أفاعي صغيرة" من الفلسطينيين، ووصف المقال: "الشعب الفلسطيني كله بأنَّهُ عدو". وكتبت "شاكيد" تعليقاً على المقال الذي نشرتهُ في 30 يونيو/حزيران الماضي بعد العثور على جُثث ثلاثة شُبّان إسرائيليين اختفت أثارهم في الضفة الغربية، بأن المقال: "لا يزال اليوم بنفس الأهمية التي كان عليها آنذاك".

ويُشكل صعود (شاكيد) كإحدى أبرز القيادات المؤثرة في الساحة السياسية الإسرائيلية، انعكاساً لهيمنة الأحزاب اليمينية المُتطرفة على الحكومات الإسرائيلية، فمنذُ اغتيال (إسحاق رابين) في العام 1995م، لم تنجح أحزاب اليسار الإسرائيلي بقيادة حزب (العمل) في تشكيل الحكومة سِوى مرة واحدة، بالمقابل هيمنة الأحزاب اليمينية بقيادة (الليكود) على الائتلافات الحكومية الإسرائيلية.

وهنا لابد من الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية وهي: أن مُعظم القيادات الإسرائيلية الصاعدة التي بدأت مؤخراً تلعب دور صانع القرار المؤثر في السياسية الإسرائيلية ينتمون إلى جناح يمين الوسط واليمين المُتطرف الداعم للسياسات الاستيطانية والذي يقف بالضد من قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي سيُعرقل كافة الجهود الرامية لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلاً عن استمرار انحدار مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل, وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس أوباما مؤخراً في مقابلة أجراها مع القناة الإسرائيلية الثانية حيثُ قال: "أود أن أُشير إلى أن المجتمع الدولي عازم على التوصل إلى حل الدولتين, وهو الآن لا يعتقد أن إسرائيل جادة في التوصل إلى حل الدولتين".

وأخيراً، أن استمرار هيمنة القيادات اليمينية المتطرفة على القرار السياسي الإسرائيلي، قد يؤدي بالمُحصلة قيام دولة ثنائية القومية.



#خالد_طارق_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الإسرائيلية لإتفاقية الإطار بين إيران ومجموعة 5+1
- ماذا لو فاز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة ؟
- هل ستشهد الإنتخابات الإسرائيلية القادمة عودة حزب العمل إلى ا ...


المزيد.....




- فيديو متداول لحشود -عشائر سوريا- بطريقها إلى السويداء.. ما ح ...
- هل يُحوّل نظام الطائرات المسيّرة الأوكرانية الحرب إلى -لعبة- ...
- تقرير يكشف: إسرائيل تسعى للحصول على دعم أميركي لنقل فلسطينيي ...
- إحدى -أقسى عقوبات- أوروبا: خفض سقف سعر النفط الروسي
- ما دلالة تحريم شرب القهوة في أعراف العشائر السورية؟
- حماس تتهم إسرائيل بعرقلة جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ...
- هل تخدم تحركات العشائر مساعي الحكومة لفرض سيطرتها على السويد ...
- الضحك قد ينقذ حياتك.. لماذا نميل للمزاح في الأوقات الصعبة؟
- لندن توقف مخططا لنقل الأفغان إليها وتترك آلاف المتعاونين لمص ...
- عاجل | الرئاسة السورية: ننطلق في موقفنا من أحداث الجنوب السو ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد طارق عبد الرزاق - إيليت شاكيد أنموذجاً للقيادة الصاعدة في إسرائيل