أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح شعير - مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان














المزيد.....

مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 00:14
المحور: حقوق الانسان
    


يعد مبدأ تكافئ الفرص ، ووحد معايير التي يكرم علي أساسها البشر من أهم أدوات حقوق الإنسان ، التي تعلي من شأن فكرة التفوق ، وتكرس للتنمية الحقيقة بكافة البلدان عبر انتخاب الأصلح لتولي مهام الإدارة في كافة الوظائف بما يتوافق مع قدرات كل فرد ، بيد أن موجة تزيف الوعي الجمعي للمواطنين أصبحت تمر عبر موجات من التزوير ، بسبب تدخل رأس المال المتوحش لشراء الذمم وبعض الألقاب والشهادات العلمية التي تباع في حانات أسست خصيصاً لممارسة الدعارة الفكرية ،وهو ما يؤسس لفقدان أهم وأبسط حقوق الإنسان.

فبعد أن نهب اللصوص مقدرات الشعوب بالعالم الثالث جذبهم بريق المعرفة ، فلم يجد في باحة الكتب سوي الكد والشقاء ، وأقنعهم خيالهم المريض بأن الحل يكمن في شراء الشهادة من بعض الأوكار لمعالجة العوار بالنفوس المريضة ، فأقبلوا يطمسون المعاني النبيلة بسطوة المال الغاشم ، ولم يدركوا أن الكمال بالنفوس لا يشتري ، لأنه خصلة جُبلت عليه القلوب الطاهرة .
ومن يفشل في الشراء المباشر للشهادات العلمية يسعي للحصول علي درجة الدكتوراه الفخرية ، مقابل تبادل المصالح أو المال مع بعض الانتهازيين الذين دخلوا محافل التعليم لاستنزاف الأسر ، وتبادل اللصوص والدجالين الأدوار ؛ هذا يبيع الوطن وذاك يهدمه.

وآخرين أفرغوا مضمون الجائزة من معناها المحفز علي الإبداع ، ففي الكثير من المحافل الثقافية ظهرت شريحة من الجرزان في لجان التحكيم تمنح بعض الأقزام جوائز مقابل اقتسام القيمة المادية لهذه الجوائز ، ليذبحوا ثقافة الوطن تحت أقدام الخنازير.

ولم تسلم المعاني الإنسانية من البطش ، وذلك عندما قامت مجموعة غابت عن الوعي بمنح أحدي الراقصات جائزة الأم المثالية ، دون أدني اعتبار للمعايير الحاكمة لمضمون الجائزة، وهذا لا يعني القدح في أمومة الراقصة ، فالأمومة كعاطفة سامية ، لها أسمي معاني التقدير والاحترام ، بيد أن المشكلة تكمن في غياب المعايير الحاكمة للتكريم ، لأن هناك آلاف من الأمهات ، بذلوا عمرهن ودمائهن ؛ لإنقاذ أجيال من الضياع والتشرد ، بعد أن وأدن مشاعرهن ، ولم يأخذ المجتمع بأيديهن ويقول لهن أحسنتم ولو بشكل رمزي في عيد الأم كل عام .

كان من الممكن منح هذه الراقصة جائزة ملكة الرشاقة فهي سليلة الطبل والزمر ، وأيضاً هذا ليس قدحا في المزمار البلدي كآلة للطرب أو ذما في الطبلة كأحد أهم أدوات ضبط الإيقاع ، وحسب المتخصصين في علوم الرقص ، فأن الراقصة تمتلك من المواهب ما يمكنها من تحريك أكثر من ثلاث مائة عضلة في الهزة الواحدة ،ربما لو كانت الجائزة في هذا الإطار ، فلن يجرأ مشاكس علي الاعتراض لأن إحصاء العضلات المتحركة في جسد الراقصات عملية شاقة ، ويحتاج إلي للجان متخصصة ، ونظرا لتخلف البلاد في هذا العلم ، كانت النتائج سوف تمر بلا أدني مشكلة ، أو بتغير المسمي إلي جائزة أحسن أم راقصة ، مما يعلي من شأن العدالة عند التقييم . وانطلاقاً من مبدأ الشفافية سوف تجد راقصة لم تفز في هذه من يكرمها من خلال راعي آخر في مسابقة أحسن راقصة تنعش رجال الأعمال المتهربين من الضرائب في الحفلات الخاصة.

ورغم أن أراء الجماهير تتقسم حول فائدة في الرقص ، إذ يري بعضهم أنه رياضية جسدية ، ويري آخرين أنه يثير الغرائز، بينما يجزم عامة الشعب أنهم لم يشاهدوا الغوازي في حفلات الزفاف والطهور منذ أمد بعيد ، وذلك بعد أن طورن من أنفسهن وقررن الرقص في الكباريهات للأثرياء الجدد ، وتركوا الفقراء محرمين من متابعة حركاتهن الرشيقة .

ومن ثم يجب تخصيص جائزة أو درجة دكتوراه فخرية تمنح لأكبر لص أو قواد في كل نطاق جغرافي ، عندئذ سوف تهدأ الأمور لأن هذا التكريم وتلك الألقاب المقترحة سوف تريح الفاسدين نفسياً ولن تخل بمبدأ تكافئ الفرص طالما كانت تتفق مع مواهبهم ، وبذلك سوف تبقي المعايير الإيجابية الآخري حاكمة لحقوق الإنسان ، لتعلي من شأن التميز في باقي المجالات ، بهدف بناء الأوطان الحالمة بالحرية.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية والتقسيم وأخطار الصراع الطائفي علي مصر والعالم العر ...
- أخطار انهيار السد العالي وسبل إنقاذ مصر
- كل البشر أمام رهبة الموت سواء
- وزير العدل بمصر يؤسس للطائفية
- حرية المرأة العربية والمشاركة السياسية
- ترشيد استخدام الطاقة بالعالم العربي ضرورة اقتصادية وقومية


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صلاح شعير - مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان