أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الحرية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع














المزيد.....

الحرية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدايةَ، لا بد لي من الإشارة إلى أن موضوع عنوان المقالة، من الصعب استيعابه من خلال مقالة واحدة، بل يحتاج إلى بحث علمي مطول.
هنا، أرغب فقط إلى الإشارة إلى أهمية هذا الموضوع، و أهمية العلاقة الجدلية بينهم، حيث وجدت من خلال قرائتي، للعديد من المحللين السياسيين بانهم يخلطون بين هذه المفاهيم ، و خاصةَ بين الديمقراطية و صناديق الاقتراع، عندما يضعون إشارة مساواة بينهما.
الحرية هي نقطة البداية، حيث لا يمكن لمجتمع غير حر، أن يقيم نظاماً ديمقراطياً. و المقصود هنا، ليس فقط الحرية بمعنى استقلال الدولة، و عدم تبعيتها لدولةٍ ما، و إنما أيضاً تحررها، بمعنى أن المجتمع توصل إلى درجةٍ من الوعي الاجتماعي لفهم معنى الحرية، من خلال المبادئ العامة لحقوق الإنسان، و هو ما يُسمى بالمبادئ ما فوق الدستورية.
فإن استطاع المجتمع، أن يتوصل إلى عقد اجتماعي يحفظ فيه حقوق كل أفراد و مكونات المجتمع، و ذلك من خلال توافق النخب للقوى الاجتماعية على هذا العقد، أو هذه المبادئ ما فوق الدستورية، التي عادةً تكون في بداية الدستور الدائم للدولة، عندها يمكن الانتقال إلى النقطة الثانية و هي الديمقراطية.
الديمقراطية التي يتم تعريفها بشكلٍ مُختصر: "حكم الشعب، نفسه بنفسه، و لنفسه". من خلال هذا التعريف، و غيرها من التعريفات، نستطيع الحكم: بأن المساهمة في الحكم لا تكون للأكثرية العددية، و ليس هم حكم الأكثرية، بل حكم كل الشعب ( كل مكونات المجتمع)، و لصالح كل مكوناته! و هنا بيت القصيد، في الخطأ المقصود أو غير المقصود، عندما يتم وضع إشارة المساواة بين الديمقراطية و صناديق الاقتراع!
صناديق الاقتراع، هي إحدى آليات الديمقراطية، تسبقها كما ذكرت شروط: الوعي الاجتماعي للحرية، و الوعي الاجتماعي للديمقراطية الليبرالية، و التي تتمثل في المبادئ ما فوق الدستورية.
و للتوضيح، أقدم بعض الأمثلة:
- في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، صوتَ معظم الناخبين على استمرار نظام العبودية، فاضطرت قوات الشمال للتدخل عسكرياً، و كانت الحرب الأهلية الأمريكية، و سحق قوات الجنوب، و تم فرض الديمقراطية الليبرالية. و لاحقا، حصل التقدم -الذي سبق قانون الحقوق المدنية عام 1964 ، و التي أنهت نظام التمييز العنصري .
- كلنا يعرف الجرائم الجماعية التي حصلت في البوسنة، على الرغم من ديمقراطية الانتخابات في صربيا و كرواتيا!
- تصويت الأكثرية البرلمانية في الكويت، على منع المرأة من حقها في التصويت! رغم أن أمير الكويت ( غير المنتخب) كان ضد ذلك!

- كما أن في العديد من الدول العربية، يتم الانتخابات لرئيس الجمهورية و للبرلمان، و يتم التصويت على الحكومة، التي سرعان ما تتعدى على السلطتين التشريعية و القضائية، و تفرض سيطرتها على الأحزاب و منظمات المجتمع المدني و الإعلام المقروء و المسموع و المرئي! و تتحول الأكثرية المؤيدة للسلطة، إلى أكثرية مؤيدة للقائد الخالد!و بذلك تكون أية معارضة وطنية، هي معارضة خائنة!

كل هذا لا يعني، عدم الاعتراف بأهمية التصويت المباشر في المسيرة الديمقراطية ، بل له أهميته الكبيرة، في حال تحققت الحرية للفرد و لمكونات المجتمع، و في حال تحققت شروط الديمقراطية الليبرالية، و على رأسها: المبادئ ما فوق الدستورية ، التي تتوافق مع حقوق الإنسان العالمية. و منها: حرية الفرد و حرية التعبير، و حرية الأحزاب السياسية ( التعددية السياسية) و المنظمات المدنية،و فصل السلطات الثلاث ( التشريعية و التنفيذية و القضائية) و حماية حقوق الأقليات القومية و الدينية، و حماية حقوق المرأة و الطفل. عندما يتم وضع هذه الضوابط الأساسية، و خاصةً احترام بعضنا البعض، كما نحن في تعدديتنا الدينية و القومية و السياسية و الإيديولوجية و الفكرية و الثقافية، و ضمان الحريات و الحقوق الأساسية للمواطنين، كل المواطنين بلا استثناء و لا تمييز على أساس الدين أو القومية أو الفكر أو الجنس، عندها....

نعم، عندها ، تكون صناديق الاقتراع، تتويجاً للعملية الديمقراطية ،و تعبيراً عن حرية الفرد و المجتمع. عندها يكون التصويت، للتصديق على الحقوق الإنسانية و المنجزات الحضارية للبشرية .



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثانية للثورة السورية


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الحرية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع