هبنقة الأحمق وعرب سايكس بيكو

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هبنقة الأحمق وعرب سايكس بيكو :
أكبر دليل على إصابة الذاكرة العربية بمرض ألزهايمر أو الخرف الشيخي.... هو أن العرب الذين عارضوا بشدة مخطط سايكس بيكو الذي قسم الوطن العربي ل عشرات الدول غير المنسجمة مع بعضها ومع محيطها ومع حكامها ...هم نفسهم العرب الذين ترى اليوم شعب كل كيان سياسي من الكيانات العربية فيها يرفع شعار ( بلدي السايكس بيكوكي أولا ) و ترجمته الفعلية هي ( لا أبالي بغيري ممن كانوا يوما ما أشقاء ) ...
بل وربما أستغل أنا ككائن قطري ( بضم القاف ) مأساتهم فيما لو إضطروا للنزوح إلى كياني السياسي و أذلهم بعد أن كانوا أعزاء أو أسخرهم عبيدا في دولتي الحديثة العهد التي من ( بتشديد النون ) علي بها مستر سايكس وتحنن بها علينا مسيو بيكو ...
و حبذا لو أحرمهم من خيراتها و من أبسط حقوقهم كبشر فيها هذا لو سمحت لهم بالنزوح أساسا وهو ما كفلته كل الشرائع الدولية لهم دون منة ...
لأن أحد شروط أن تكون قطريا هو أن تكون أنانيا وسطحيا لا تفقه شيئا من التاريخ ....
نحن فعلنا تماما كما فعل " هبنقة الأحمق " وهو رمز للحمق عند العرب عندما مر عليه صديقه فرآه يترك الغنم السمين يرعى ويمنع الغنم النحيل من الرعاية بدل أن يفعل العكس فلما أنكر عليه فعله قال له: أنا أعز من أعزه الله و أذل من أذله الله !!!
ثم ترى الكائنات القطرية هذه ( بضم القاف ) تتغنى بكيانها السياسي و تتغنى بنشيدها الذي يمدح جيشها الرهيب عادة و علمها الكياني الذي لا يرمز إلا للقهر وحاكمها المستبد الذي نصب نفسه إلها مع مؤسسة كهنوتية تناسبه طبعا لتحرس عرشه من صوات الضمير الإنساني الفطري ... بينما نسينا أن الإنسان هو أهم مافي هذه الحياة و هو أهم من كل الكيانات السياسية و أعلامها وجيشها و حكامها وكهنوتها ...
شعبي العربي أكاد أجزم أن المستر سايكس والمسيو بيكو لازالوا يضحكون علينا في قبورهم ...بينما نحن غارقون في أنانية الشعارات القطرية حتى النخاع ..
أنا شخصيا سأرفع منذ اليوم شعار ( الإنسان أولا ) ...فسلامة طفل واحد أهم لدي من كل كيانات التجزئة التي تتغنون بها ..


د. عمار عرب 31.05.2015

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل