أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طويل حسن - فيلم - الزين لي فيك - يفضح البشاعة التي فينا














المزيد.....

فيلم - الزين لي فيك - يفضح البشاعة التي فينا


طويل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الزين لفيك" يفضح البشاعة التي فينا
الكاتب : طويل حسن – مستشار تربوي -
"اني انافق ، إذن ان موجود" ؛ يستحق هذا الكوجيطو ان يكون ملخصا مكثفا للوجود الانساني في مجتمعات التخلف والفصام .عدم مواجهة الواقع والذات سمة اساسية من سمات ذهنية من يعيش القهر والتخلف ، فهو يكسر بعنف كل الآليات التي تساهم في تعرية حقيقته ، لانها ببساطة تظهر مدى بشاعته . " الانسان المقهور يخجل من ذاته ، يعيش وضعه كعار وجودي يصعب إحتماله" كما اشار مصطفي حجازي في كتابه " سيكولوجية الانسان المقهور " . التخلف يحول الفرد الى مشروع عار في حالة قلق دائم خوفا من مواجهة واقعه . ويجعل منه عدوا لدودا لأرواح الاشياء وعمقها ، وسالا سيفه ليحارب الفن باعتباره عملية صيد جميلة للأرواح.
الضجة الاعلامية والمجتمعية التي أثيرت بعد عرض مقاطع من فيلم نبيل عيوش الاخير المعنون ب " الزين لي فيك" (الجمال الذي لديك ) ، تبين بالملموس مدى سعار التخلف امام الجمال والفن ، وكمية الرفض المرضي في مواجهة الواقع والذات . ان اغلب ردود الفعل حول هذا الفيلم جاءت بمنطق فصامي اخلاقوي مزيف بدل قراءات فنية و جمالية للفيلم . السينما لها لغتها والفن له قيمه الجمالية، وكل نقد لا يتكلم بهذه اللغة هو تعسف وحول فكري ينتج سلعة ايديولوجية رديئة في سوق البشاعة . الفيلم وفق مانشر من مقاطع يعالج بطريقة صادقة عالم الدعارة ، باللغة المسيطرة فيه و بتيماته و شخوصه . يعد الفيلم استمرار لتجربة فنية متميزة للمخرج المبدع نبيل عيوش و التي اخرجتنا من سينما رديئة كانت سائدة في المغرب تتميز بغياب لرؤية جمالية فنية و المصداقية في الاداء وضعف في النصوص وتفاهة في المواضيع و لغة مصنعة لا تلائم عوالم هذه السينما ، وادخلتنا الى سينما صادقة وواقعية و مفعمة بالحياة بتيمات مزعجة تسائل واقعنا المريض و ضمن رؤية جمالية تصالحنا مع الفن و الذات والواقع . صفعات نبيل عيوش لابد وانها تؤلم مجتمع النفاق والفصام ، فهي تستفز منطق النفي المرضي السائد في مجتمعاتنا والذي يحميها من جرحها النرجسي، و تحرك مياه الواقع العكرة الساكنة، و تسائل النفاق الطهراني و الاخلاقوي المزيف الموجود في اعماقنا . فالمجتمعات الفصامية عندما تواجه واقعها فهي تتعرى بوقاحة و لكن بآلام شديدة امام حقيقة نفاقها ، فالنفاق كما يشير الى ذلك القصيمي : " ليس استمتاعا او انتصارا او مجدا ، ولكنه تعذيب و تشويه و معاناة باهضة " . قيم الفصام و التخلف والزيف الاخلاقي تحول الفرد الى دون كيشوت معكوس يحارب كل الجوانب الحقيقية في ذاته وواقعه ، و يسلط معاول الهدم على قيم الصدق والفن والجمال ، فيكتمل المشهد بتجار التخلف و مصاصوا دماء الفصام الذين يستغلون الوضع لإظهار الطهرانية المزيفة والعفة المزورة ويمارسون سياسة مقيتة تحافظ على اصنام الجهل والاستبداد . فبعد هذا الفيلم ، بدأ ت حملة مسعورة في إطار تحالف مدنس بين أشباه مثقفين و اعلاميين و نخبة سياسية رثة ومفلسة فكريا و مبدئيا و اخلاقيا لإستغلال الحدث من اجل ايديولوجيات معادية للحريات او مصالح بئيسة تعتبر التخلف والجهل رقما مربحا في سوق انتخاباتها البئيس و الكاريكاتوري . فالانتخابات بدل ان تكون آلية بسيطة من آليات الديمقراطية كمفهوم شامل يرتكز في عمقه على الحريات الفردية والجماعية ، اصبحت في نظر هؤلاء وسيلة للتسلق و الإسترزاق و مجرد صندوق ارقام لتسييد الفساد والاستبداد و المتاجرة بالشأن العام . حيث لاحظنا استغلال هذا الحدث من طرف حكومة المحافظة والتخلف على مستوى الافكارو الايديولوجيا من جهة ، و الليبرالية المتوحشة على مستوى السياسات الاقتصادية من جهة اخرى ،عبر برامج عنوانها الهجوم على الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للمغاربة ، وتبني مشاريع ايديولوجية محافظة و قروسطوية على المستوى التشريعي والقانوني . فلقد اصدرت وزارة الاتصال منع الفيلم من العرض بالمغرب بتعليل هش وغير مفهوم ، حيث "اعتبرت الفيلم يمس بسمعة المغرب والمرأة المغربية " ، في جهل تام لاحد ى بديهيات السينما والتي تفرق بين شخص الممثل و الشخصية التي يؤديها ( تمثيل دور عاهرة لايعني ان الممثلة عاهرة ولايعني بالتاكيد ان جميع النساء عاهرات )، كما ان هذا الموقف يحاول من خلال نقده للغة الفيلم ، ان يقيم بتفريق تعسفي بين تيمة و عالم العمل الفني من جهة واللغة الخاصة به من جهة اخرى ، عبر مقاربة أخلاقوية زائفة وايديولوجية أصولية واضحة . وللإشارة نلاحظ غياب هذه المواقف الأخلاقوية المزيفة في مجموعة من المحطات السياسية و الاقتصادية والإجتماعية التي يعرفها المغرب ، و التي تظهر فقط في موضوعين أساسين وهما الفن والمرأة .ان تكالب قوى المحافظة والفصام و الريع السياسي والثقافي في مواجهة مجموعة من الأعمال الإبداعية و الفنية هو نوع من الانتقام من كل سؤال حول واقعنا و محاولة للمصالحة معه ومع ذاتنا ، وعدم قبول مرضي لاستفزاز بديهياتنا " فالاعتقادات الراسخة هي عد وة الحقيقة واكثر خطرا من الأكاديب "( نيتشة ). وكل مبدع يحاول ان يخرج من استبداد الجماعة ويعري عورتها سيكون مآله الحصار والقمع " من ينظر الى الناس كقطيع ، ثم يهرب منهم حالما يستطيع ، فإنهم سيدركونه بالتأكيد و يضربونه بقرونهم" (نيتشة).
فتحية لكل فنان مبدع يصيد الارواح و يقف ضد مجتمع الزيف و أكلة الورود و المتجارين بالبشاعة و التخلف " فالحياة بدون فن مجرد غلطة "



#طويل_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم - الزين لي فيك - يفضح البشاعة التي فينا


المزيد.....




- متظاهرون يهود في باريس من أجل وقف -الإبادة في غزة-
- “أغاني طوال اليوم” ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ...
- “موعد عيد الأضحى المبارك 2025 يقترب.. أيام معدودة تفصلنا عن ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولو ...
- -محمد صبري سليمان-.. كشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة لليهود ب ...
- السعودية تطلق مبادرة لتصحيح تلاوة زائرات المسجد النبوي
- مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- -هتف دعما للفلسطينيين-.. مشتبه به يلقي زجاجات حارقة على يهود ...
- أغاني وهيصه لعيالك طول اليوم “تردد قناة طيور الجنة”.. أغاني ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طويل حسن - فيلم - الزين لي فيك - يفضح البشاعة التي فينا