أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أمريكا قتلت















المزيد.....

أمريكا قتلت


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبريرات عديدة رافقت أسباب سحب إدارة براك أوباما منذ البداية، جيوشها من المناطق الساخنة، وتسيير الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بمرونة وحنكة دبلوماسية مغايرة للحزب الجمهوري، كانت المواجهة معهم حادة، حاولوا بها كسب رأي العامة من الأمريكيين إلى جانبهم، رافقت التصريحات الأولى للرئيس الأمريكي، فقرة مهمة لم ينتبه إليها الأغلبية من الناس، وهي: أنه سيعوض عنها بعمليات خاصة، عندما تتعرض مصالحها أو مصالح أصدقائها لخطر ما. وفي منطقة الشرق الأوسط، وبعد انسحابهم من العراق، بقيت لهم الأبواب مفتوحة، بشكل رسمي أو عن طريق اتصالات دبلوماسية مسبقة، رغم ما ظهر على الإعلام في العراق بأنهم ضد الوجود الأمريكي، علماً أن أكثرهم اعتراضا (كالسيد بني صدر) حصلوا على المليارات، وهي نفس المليارات المنتجة من النفط العراقي.
استناداً على هذا البند، لم يتوانى الجيش الأمريكي من القيام بعمليات كوماندوس في عدة مناطق، ضمن سوريا والعراق، فشلت في بعضها، ولم تصرح عن بعضها الأخر، لكنها في الأخيرة في شرقي مدينة دير الزور، ضمن حقول العمر للغاز، كانت ناجحة، أعلنتها إدارة أوباما وبفخر، مصرحين بأنهم تمكنوا من قتل أحد أهم قيادي داعش (أبو سياف) واعتقلوا زوجته، وهي محجوزة في أحد القواعد الأمريكية ضمن العراق. اعتبرتها إدارة أوباما، من العمليات العسكرية المهمة في الشرق الأوسط، ولا شك، كشفت لهم عن الكثير، مما سيقدم عليه أمريكا، وما هي قادرة عليه، وكشفت بدورها للباحثين عن الخلفيات والأسباب التي حجمتهم على القيام بتقليص دور داعش، ومنها:
1- تبين أنها تملك قوات خاصة في مناطق معينة ضمن الشرق الأوسط وقريبة من البؤر الساخنة، رغم نفيهم لوجود قوات عسكرية لهم هناك، والأربعة ألاف المتواجدون في العراق تحت صفة التدريب ليسوا سوى قوات متقدمة خاصة من أعلى المستويات في الجيش الأمريكي، أي رأس حربة الجيش الأمريكي، ومنها كوماندوس الدلتا.
2- لا دولة في المنطقة تتمكن من الحد من عملياتهم، وللجميع رهبة، منهم خوفا على زواله كسلطة بشار الأسد، ومنهم من يعلم أنه لا وزن له بدونهم كحكومة العبادي، ومنهم من يدرك بأنه لا يستطيع العيش بدون مساعداتهم كالأردن، ومنهم يعلمون بأنهم سيزولون بدون حمايتهم كدول الخليج.
3- أظهرت العملية أن لأمريكا قدرة على اختراق أمن منظمة داعش والمنظمات التكفيرية الأخرى استخباراتيا، وتستطيع قتل أي قيادي فيهم إذا دعت الضرورة، لكن ولغايات تحافظ على توازن بين القوى المتصارعة، ووجود هؤلاء القياديين أحياء يعدلون مراكز الثقل في التوازن، ومن المشكوك فيه أنهم لا يتمكنون من قتل البغدادي أو الظواهري، وعلى الأغلب هناك معادلات على خلفية عدم قتلهم، كعملية اغتيال بن لادن في الفترة التي هبطت فيها أسهم إدارة أوباما، اقتصاديا وسياسيا، في أمريكا.
4- إدارة أوباما ستقوم بتغييرات مهمة في الشرق الأوسط، قبل بدء مرحلة السباق الانتخابي، ليحافظ على أوراق حزبه، مثلما فعلها في مؤتمر كامب ديفيد الأخير، ودعمه لشركات الأسلحة بشكل ضخم، بعد صفقات بيع الأسلحة لدول الخليج، والمتجاوزة 64 مليار دولار إلى جانب صفقات قادمة جانبية ومنها مع العراق وغيرها. كما ومن المتوقع أن يضع حلا جذريا لقضية سوريا بدون بشار الأسد، وسيضعف داعش والمنظمات الإسلامية التكفيرية الأخرى، كما وسيأمر بتصفية بعض القياديين الكبار منهم كما فعلها الأن مع أبو سياف.
5- الحكومة الأمريكية تغض الطرف عن بعض أروقتها الدبلوماسية المتأثرة بلوبي بعض دول الشرق الأوسط على خلفية مصالحها الاقتصادية، وتسيير استراتيجيتها في المنطقة، ومن ضمنها عملية تهميش القضية الكردستانية الدارجة ضمن هذه الاستراتيجية، ولا تعني بأنها ترضخ لإملاءات الدول العربية أو تركيا، بل تحافظ على توازن ما، وستبقى كذلك مادامت القوة الكردستانية دون مستوى التأثير في المعادلة ضمن الشرق الأوسط. ومعها تندرج محادثاتها مع إيران ليس فقط حول مفاعلاتها النووية بل تشعبها في بعض مناطق الشرق الأوسط، والتي لأمريكا ضلع فيها بغض الطرف عن بعضه، ليس دعما لإيران، بل لإضعافها وبالمقابل احتضان دول الخليج.
6- تدرك أمريكا تماما الدور الذي تلعبه تركيا مع داعش، والعلاقة تجلب لأمريكا الكثير، فتركيا عضوة مهمة في الناتو، ومن بنودها أن الدول المتحالفة تقدم كل المعلومات العسكرية اللازمة التي تؤدي إلى تعرض الأخرين لخطر ما، وعليه كل ما تعلمه تركيا عن داعش ستقدمه لأمريكا طواعية.
عملية كوماندوس الخاص (دلتا، مجموعات عالية المهارة تقوم بالعمليات الأكثر خطورة للجيش الأمريكي) في حقل العمر للغاز شرق جنوب دير الزور، كانت مخططة للقبض على "أبو سياف" ( أسمه الحقيقي نبيل الجبوري، من جماعات صدام، سكان مدينة الموصل، سجين سابق) مسؤول المالية وتجارة النفط والغاز لمنظمة داعش، علما أنه لم يكن من المسؤولين الأوائل، بل على الأغلب من الدرجة الثانية في القيادة، لكنه مع ذلك للمهام الموكلة إليه وما كان يقوم به، وعلاقاته المباشرة مع القيادة وخاصة مع أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي لداعش، أصبح مجمعه حاضنة للكثير من الأسرار الدقيقة لداعش، كعمليات تجارة النفط والغاز، وطرق التمويل من الدول والمنظمات الخارجية، ومن المعروف أن معظم النفط والغاز المصدر تصب في مصافي السلطة السورية، وبأسعار بسيطة تدفع لهم عن طريق طرف ثالث. لهذا نشرت بنتاغون معظم خطوات العملية، وخاصة المعلومات الدقيقة، كاستيلائهم على الأجهزة الإلكترونية، من كمبيوتره الخاص وهاتفه النقال، وغيرها من الأجهزة التي تحتوي على معلومات حساسة بالنسبة للمنظمة، ومعها أهمية زوجته الداعشية المختطفة، والزوجة السبية (الفتاة الإيزيدية التي ستفرج عنها بشكل سري بعد الاتصال مع أهلها).
العملية في أبعادها العسكرية تحمل غايتين:
1- لتخفيف الضغط على القوات العراقية في كل من الرمادي ومصفاة البيجي، وقد سبقتها الخبر السريع حول أرسال أسلحة متطورة وبسرعة إلى القوات العراقية.
2- ثأرا للرهائن الأمريكيين الذين قطعت رؤوسهم، وكان أبو سياف المشرف المباشر على التنفيذ، إلى جانب أرسال إنذار لقيادة داعش بأنهم أصبحوا في فوهة البندقية الأمريكية وأن داعش كمنظمة، مخترقة من قبل الاستخبارات الأمريكية.
تبينت من الجاري أن أمريكا ستضعف داعش وبعض المنظمات التكفيرية الأخرى وستحاول جادة بالقضاء على سيطرتهم، لأنها قادمة على وضع نهاية لسلطة بشار الأسد، فلا يمكن إزالة بشار مع بقاء داعش أو النصرة مسيطرتين على المنطقة، وبالعكس، وما بينته أمريكا في هذه العملية رافقت تصريح رئيسها في كامب ديفيد أمام دول الخليج حول القضية السورية وسلطة بشار الأسد، ويبقى السؤال كم ستطول الخطة، وكم من القوتين العسكرية والدبلوماسية ستضخها؟

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث
- السيد مسعود برزاني في واشنطن
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار - الجزء الثاني
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الثان ...
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الأخي ...
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين لوزان وحرب اليمن -الجزء الثاني
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين معاهدة لوزان وحرب اليمن- الجزء الأول
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد - الجزء الثاني
- إبراهيم هنانو والمقاتلات الكرد الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر
- أخطأت السعودية الهدف
- نتيجة ثقافة الائتلاف الوطني السوري
- الأمة الديمقراطية طمسٌ للقومية الكردية
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الأخ ...
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء العاشر
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الثا ...
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان- لمحة مقتضبة- الجزء ال ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أمريكا قتلت