عبد العزيز أكرام
الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 01:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كأن هذا العالم لم يقرأ جيدا أخطاء الماضي كي يدرك اليوم أو غدا أن بعض الكائنات يحلبونه فقط ليغمسوا بطونهم في جرة حليب كنا نعتقد أنها لذاك الفقير الذي ظل يلاطف الصبر حتى انطفأت في وجهه شموع الأمل.
كل شيء مضى في طريق اللاعودة: الحب و الثقة و الصدق و العدالة، وكذلك الأخوة...كل شيء مضى إلى الغياب في قداسة الخفاء والترقب و لم يعد في "الهُنا" غير الخيانة والكراهية والمشاحنات الطاحنة التي تكسب الجميع الفشل.
إنني هنا وحين أكتب عن العالم بآسره أحمل في ضميري الخافت رسالة ملؤها مبادرة السلام ومحاولة التصالح مع الذات قبل الآخر حتى يتسنى لنا حمل مشعل التغيير. هذا الأخير لست أقصد بـه ،بالضرورة، تغيير المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...وإنما أقصد بـه تغيير الذات وإماطة الغبار عن الضمير البشري الذي توقف نبضه يوم آمنا بالمصلحة ويوم قتلنا البصيرة فينا. لتعود مشاهد الحروب الطاحنة التي تجعل وقودها أجساد بريئة ذنبها الوحيد أنها إنسان مجرد صور ثابتة تمر بالنظرات المسلوبة إدبارا وإيابا دون أدنى حركة.
أحيانا وحين أنبش في الوجود البشري وفي علاقة الأنا بالأنا الأخرى، أجدني مقيدا بعدة تساؤلات فلسفية وجودية تبعث فيَ رغبة البحث عن أصل هذه العلاقة وعن دليل إدانة لهذه الكذبة الوجودية...هل هي حقا علاقة حب أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد حكايات جميلة زرعوا فينا معانيها لتهدأ الحيل من روعنا؟ فنكون بذلك منفيون من عالم الحقيقة نطلب اللجوء السياسي من الوهم فيستقبلنا بصدر رحب فقط ليوطد فينا فكرة أن أصل العلاقة بين آخر وآخر هي الحب. لكنه إذا ما رأى المرء ما يحدث على مستوى العالم من ظلم وطغيان ومشاحنات من أجل اللاشيء... سيدرك أكثر من أي وقت مضى أنه في حلم طويل تستدعي اليقظة منه البحث في عمق الانسان البشري وعن حقيقة هذا الضمير الميت ومساءلة المشتبه فيه حتى يعترف بالجرم المقدس الذي صار العالم في خطاه خرابا يسأل الصبر والمستقبل النجاة.
فلترقد أيها الضمير بسلام...فلترقد أيها الضمير بسلام.
#عبد_العزيز_أكرام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟