أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - سموم الحكم














المزيد.....

سموم الحكم


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في هذه الايام تمر علينا الذكرى الذكرى الاليمة لشهادة الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) حفيد رسول الله (ص) وسابع أئمة الهدى (ع) , حيث ولد عليه السلام يوم الاحد في 17 صفر 128 هجرية , وعاش حياته البالغة (55) سنة , قضى فترة منها في ظلمات السجون بين البصرة وبغداد , لينتقل بعدها بين سجون بغداد , الى أن انتهى به الآمر في سجن (السندى بن شاهك) مدير شرطة الرشيد , وكان السجن الرابع وهو اشدها عذابا وظلمة لايعرف فيه الليل من النهار , حتى آمر الرشيد بسمه , وتمرض على اثرها ثلاثة ايام , واستشهد وهو مقيد بسلاسل الحديدِِ يوم الجمعة في 25 رجب 183 هجرية , ليطمئن الرشيد على استمرار خلافته .
بعد عرض موجز لحياة الامام (ع) , لابد من الاشارة الى مسألة مهمة , لقد كان لهذه الواقعة التي تحمل فيها الامام ابشع انواع التعذيب والمصائب , اثر كبير في نفوس المسلمين الموالين , بحيث ان احياء هذه الذكرى اخذ منحا يفوق المتوقع ,خاصة بعد سقوط النظام عام 2003 وتهيئة الظروف المناسبة , فالملايين من الزائرين يتوافدون الى مرقد الامام الشريف من داخل العراق وخارجه , بعد ان كانت قوى الامن وجلاوزة النظام السابق تتابع وتلقي القبض على الزائرين , لالسبب بل لايمانهم ان حب الامام وطاعته هي لمرضاة الله والتقرب منه, والا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق. فالتراث ملئ بالمفارقات والسلبيات التي تتناسب مع ثقافة الظالمين ومن جرى على خطهم , ممن لايعرف الاسلام على حقيقته , او يجعله ذريعة لتقوية سلطاته , ومبررا لانحرافه وتحلله , او يكيد له ويجد في تشويهه حقدا ومنفذا لبث سموم آرائه . ففي القصة المعروفة عن المأمون في حديث له عن الرشيد حول الكاظم (ع) ( قال: فلما خلا المجلس قلت له : ياامير المؤمنين من هذا الرجل الذى قد عظمته واجللته ...؟ , قال هذا امام الناس وحجة الله على خلقه وخليقته على عباده , فقلت باامير المؤمنين اليست هذه الصفات لك وفيك ؟ , فقال : أنا امام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر , وموسى بن جعفر امام حق , والله يابني انه احق بمقام رسول الله (ص) مني , ومن الخلق جميعا , والله لو نازعتني هذا الامر لاخذت الذى فيه عيناك فان الملك عقيم ) .
لذلك ومما سبق ان الامويين ومن بعدهم العباسيين , كانت طاعة الحاكم لاتؤخذ من الناس على انها واجب دينى مقرب الى الله عز وجل , وفي حدود مصلحة الاسلام , بل تؤخذ غالبا بالترغيب والترهيب والاستعانة بفقهاء السلطان , وصارت وسيلة يستغلها السلطان ,لتثبيت سلطانهم وقضاء مآربهم , مما أدى الى تشويه صورة الدين , وحدوث ردود الفعل بأبتعاد الناس عنه , وهذا الذى حل ببعضهم على اختلاف دوافعهم , والا كيف نفسر التباين أن يعترف الرشيد بأحقية الامام بالخلافة من جهة , ويعمل على حبسه وسمه من جهة اخرى.
فمن الواضح ان جميع الامور لاتتحقق ولاتستقيم ولاتعطي ثمارها الحقيقية والصالحة , الا ان يشعر الناس بأن السلطة منهم وعليهم , وجاءت وتسلطت بارادتهم واختيارهم ورضاهم , مع اليقين بضرورة ان تكون جميع الشعائرالاسلامية التي تمارسها الناس هي في خدمة الدين اولا , وتجسيد قيم التلاحم والانسانية ثانيا .
وفي ذلك الكثير من الاحاديث التي نصت على موالاة واحقية آل بيت رسول الله (ص) في تولي امور الناس وقيادتهم فمنها حديثه (ص) ( اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح , من ركبها نجا , ومن تخلف عنها غرق ) , وحديث آخر للرسول (ص) ( انزلوا آل محمد (ص) بمنزلة الرأس من الجسد , وبمنزلة العينين من الرأس , فان الجسد لايهتدي الا بالرأس , وأن الرأس لايهتدي الا بالعينين ) , وفي خطبة لامير المؤمنين علي (ع) يذكر فيها اهل البيت (ع) ( هم عيش العلم وموت الجهل , يخبركم حلمهم عن علمهم , وصمتهم عن حكم منطقهم , لايخالفون الحق , ولا يختلفون فيه , هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ... )
وقول الامام الشافعي (رض) ( ياآل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله – كفاكم من عظيم الشأن انكم من لم يصلي عليكم لا صلاة له . , ولانريد التوسع في الاحاديث التي تبحث في شآن ومكانة اهل البيت لانها معروفة للجميع , فلنختتم كلامنا بحديث للرسول (ص) حين قال : ( النجوم آمان لاهل الارض من الغرق , وأهل بيتي آمان لامتي من الاختلاف ) .
اذن ونحن في رحاب هذه الزيارة لذكرى استشهاد الامام باب الحوائج(ع) كأحد اركان بيت النبوة ومهبط الرسالة يجدر بنا ان نجعلها آمانا لنا من الاختلاف الذى فينا حفاظا على وحدة الصف العراقي وأن نجعل من مرجعية الائمة الاطهار اساسا للتآلف والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب العراقي , بعيدا عن التشنجات الطائفية التي لاتجد طريقا لانعاشها سوى العزف على وتر الاتهامات التحريضية القائمة على المزايدات السياسية بين التكفير والتهميش , وما الى ذلك من المصطلحات التي نسمعها يوميا من السياسيين , لاسيما والعراق يعيش في احلك ظروفه السياسية ضمن اطماع وتحدى زمر داعش الارهابية على سيادة العراق واحتلال مدنه الغربية .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأسيس لتقسيم العراق
- المراجعات المملة
- طلبة الصفوف المنتهية
- سياسة اذاعة BBC العربية
- المواقف المشرفة
- تسليح ابناء العشائر


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - سموم الحكم