أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - التدرن واشياء اخرى (الحلقة الثانية)















المزيد.....

التدرن واشياء اخرى (الحلقة الثانية)


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 01:51
المحور: كتابات ساخرة
    



يتميز مرض التدرن بالحمى العالية والتعرق الليلي وهما احدى اعراض المرض الرئيستين وللحمى سبل معطلة للفكر الانساني ولاعماله وهكذا يصفها المتنبي شاعرنا العظيم وهو يصف الحمى بصورة رائعة ووصفه ينطبق على ما يكابده مريض السل:-
وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً " ..." فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ
بَذَلتُ لَها المَطـارِفَ وَالحَشايـا " " فَعافَتهـا وَباتَـت فـي عِظامـي
إِذا مـا فارَقَتـنـي غَسَّلَتـنـي " ....." كَأَنّـا عاكِفـانِ عَلـى حَــرامِ
كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري " " مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ
ان الوصف الشعري للحمى في العظام لانها اكثر تأثرا بالحمى لاحتوائه على الكالسيوم والاسمنت العظمي وان متلازمة الحمى والالم والليل هو لكون الساعة البايلوجية في الجسد تتجه لتقليل افراز الكورتيزون من الغدة الكظرية المجاورة للكلية ويبلغى اوطأ مستوى له في تمام الساعة الثالثة فجرا وهو موعد الحمى العالية ويبدأ بالازدياد في الساعات الاولى لشروق الشمس اي الساعة السادسة صبحا وكان النهار وضؤئه يطرد الحمى بعيدا وكأن الحمى والظلام ضيفيين ثقيليين على انينن المريض وأهاته.
ان التدرن ((السٌّــــــل)) في اللغة العربية-;- كما جاء -;-في معجم لسان العرب لابن منظور تحت باب ((سلل((
السُّل انتزاع الشيء وإخراجه في رفق سله يسله سلا واستله فانسل ،والسِّل والسُّل والسِّلال الداء المتعب القاتل وفي التهذيب(السُّل داء يهزل ويضني ويقتل قال ابن أحمر(
أرانا لا يزال لنا حميم كداء البطن سِلا أو صفارا
وأنشد ابن قتيبة :
بي السِّل أو داء الهيام أصابني فإياك عني لا يكن بك ما بيا
وقال الزبير بن بكاران الياس بن مضر هو أول من مات من السل فسمي السل يأسا، وروي ان سيدنا ابوبكر الصديق قد مات بالسل
والمسلول المنزوع الرفيع الحاد قال الرسول (صلى الله عليه وعلى اله الاطهار ) لخالد بن الوليد(رضي الله عنه) ( أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين (
جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي و 350- ت 430هـ ( السُّـل أن ينتقص لحم الإنسان بعد سعال ومرض ) ،ولما كان النحول وفقدان الوزن والسعال المزمن من أشهر أعراض الـتدرن (السـّـُل) أطلق عليه القدماء اسم السل.
أما أصل اسم الـتدرن فيرجع إلى الأورام الصغيرة أو التجاويف المحتوية على مادة متجبنة وتكون شبيهة بدرنة البطاطا والتي تتكون في العضو المصـــاب ( غالبا الرئة ) نتيجة إصـــابته ببكتريا الـتدرن (السـّـُل) العصوية جاء في (المعجم الوسيط ( الدرنة في علم الطب هي جزء منتفخ في الرئة يحتوي على مواد مختزنة وقيحية ، و الـتدرن (السـّـُل) أحد أهم أمراض الجهاز التنفسي التي تصيب الرئتين.
أمّا الـتدرن (السـّـُل) اصطلاحا فهو: هو أحد الأمراض المعدية الخطيرة تسببه العصية المتفطرة التدرنية(السُّلِّية) والتي تسمى ب(عصية كوخ )ويؤدي لتلف في أنسجة الرئة أو أعضاء أخرى من الجسم وهو من أهم اسباب وفيات ومراضة الانسان والقاتل الاول له عبر حقب الزمن.
وسميت عصيات كوخ نسبة الى الطبيب الباحث روبرت كوخ (بالألمانية: Robert Koch) ـ (11 ديسمبر 1843 ـ 27 مايو 1910) هو طبيب وعالم بكتريا ألماني رائد، حصل على جائزة نوبل في الطب لاكتشافه البكتيريا المسببة للسل الرئوي لعام 1905 ويعد هو المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم كعلم طبي مستقل مخلصا العالم من وهم المرض لعنة السماء.
السُّل شهادة
***المبطون شهيد
وهو الذي يشتكي ما في باطن الجسم اي داخله مثل إسهال ،أو استسقاء أو نحو ذلك. يقال، بُطِن بضم الباء وكسر الطاء: إذا اشتكى بطنه، فهو مبطون.
أو من مات بقرحة المعدة، أو بالسُّل، أو بأزمة قلبية، أو بأي داء في البطن. وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله الاطهار )قال: (مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ) (رواه الترمذي).
صاحب ذات الجنب
وذات الجنب: دمل أو خّراج كبير يظهر في باطن الجنب، وينفجر إلى الداخل، قلما يسلم صاحبها. وذو الجنب: الذي يشتكي جنبه بسبب ذلك الدمل، أو الخارج وهو يسمى "دبيلة".
فإن الموت بمرض السل يعتبر شهيداً، فقد جاء في الجامع الصغير للإمام السيوطي عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: السُّل شهادة. صححه الألباني. وقال العلامة المناوي في فيض القدير: رواه ابن حبان والديلمي عن عبادة بن الصامت.
وفي مسند الربيع أن النبي (صلى الله عليه وعلى اله الاطهار )قال: إن لم يكن الشهداء من أمتي إلا القتيل بالسيف فهم إذاً قليل، ثم قال (صلى الله عليه وعلى اله الاطهار ): القتيل شهيد، وصاحب الهدم شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، ومن أكله السبع شهيد، والسليم شهيد -يعني اللديغ- وصاحب السل شهيد، ومن مات مرابطاً في سبيل الله شهيد، ومن ذكر الله تعالى إذا أخذ مضجعه ثم مات فهو شهيد، والنفساء، ومن مات على فراشه يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى شهيد.--- والله أعلم
لقد كان قبل وجود الاديان السماوية الالهية كانوا يعتقدون ان الامراض لعنة الالهة والسماء ولكن الاديان حولتها عبر فلسفة الابتلاء الى نعمة والصابرين على الداء وطلب الدواء المصحوب بالدعاء.
ونعود الى مكتشف بكتيريا التدرن (العصيات)روبرت كوخ المسببة لمرض السل، الذي حير العلماء قديما لعجزهم عن معرفة أسبابه، حتى اكتشف كوخ الجرثومة المسببة للسل عام 1882 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد، فان التدرن يصيب كل اجزاء الجسم ماعدا الشعر والاظافر لكونهما يخذان الغذاء عبر التنافذ وليس بصورة مباشرة من الدم . كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلين tuberculin من جرثومة السل، وهي المادة التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص مرض السل وتحديد ما إذا كان الشخص محصناً ضد المرض أو سبق له الإصابة به. وقد كانت أبحاث كوخ حول مرض السل تحديداً هي التي قادته إلى الحصول على جائزة نوبل. وما زال البعض يطلقون على بكتيريا السل اسم "عصيات كوخ".
ان عصيات كوخ لاتصبغ بالصبغة العادية صبغة كرام وذلك لوجود غلاف دهني سميك يحيط بها ولايتم صبغتها الا بعد اذابة هذا الغلاف بالكحول الاثيلي بطريقة صبغة الكحول الحامضي السريعة لتبدوا تحت المجهر عصيات حمراء كانها عصى شارلي شابلن المضحكة.
تم اكتشاف أول لقاح للسل في مختبرات باستور في فرنسا عام 1905,1921 و استخدم اللقاح بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى مدى بضعة عقود تمكنت البشرية من محاربة هذه البكتريا بالعلاجات المضادة لها وتوهمت بأن الداء قد انحسر , لكنه عاد واستشرى وأخذ بالتنامي خلال العقود الثلاثة الماضية لعدم تناول العلاج كما يجب ولظهور العصيات العصية على العلاج.
ان اللقاح يحمي الانسان لمدة عشرة سنوات ويكون حاميا من التدرن السحائي وهو محفز لجهاز المناعة لذلك يستخدم في علاج سرطان جدار المثانة بالحقن الموضعي.
والتدرن الرئوي أو السل مرض فتاك يحصد الملايين كل عام. وهو وصمة عار في مسيرة الحضارة الإنسانية , لانه مرتبط بالفقر والجهل والاتجار بالجنس والمخدرات وعنوان عجز وهزيمة للقدرات العلمية والعلاجية والوقائية في الأرض. فقد هزمت هذه العصيات الشرسة قدرات البشر على قتلها ومنعها من الانتشار والغياب عن المجتمع البشري. وحسبنا بأننا وجدنا العلاج اللازم لها , وتوهمنا بذلك , لكنها قاومتنا وأحدثت طفرات وراثية في أجيالها الجديدة , مما جعلنا نواجه عصيات عصية على العلاج الذي لا يؤثر فيها فصارت أكثر فتكا وتدميرا للبشر. وقد أصبحت هذه الأجيال المقاومة للمضادات الحيوية تهدد الوجود الإنساني , ويعتقد أن مليار شخص سيكون ضحية لها في العقدين الأول والثاني من القرن الحالي, إن لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بردعها لخطورتها وسهولة انتشارها عن طريق التنفس.
ومازال يشكل ثنائيا مع الايدز في حصد ملايين الاموات سنويا من سكان هذه المعمورة. وفي واقع حالنا قد يبدو أن لا قيمة لقضائنا على الأوبئة والأمراض السارية والمعدية , لأننا ابتكرنا وسائل أكثر دمارا منها , وتفننا في الأسلحة التي قتلت الملايين العديدة من الناس تحت شعار الطائفية والعرقية والاستحواذ في القرن المنصرم والحالي ولا زالت تحصد الملايين تلو الملايين , إضافة لاختراعنا السيارة التي تقتل وتعوق منا العشرات في الدقيقة الواحدة..
الدكتور رافد علاء الخزاعي



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدرن واشياء اخرى (الحلقة الاولى)
- حلم طبيب في دولة نايمة
- شارة السيد
- نام مهضوم ولاتنام ندمان
- ذكريات مؤلمة مفرحة
- امي اعطتني الحياة مرتين
- تركيع الشياطين
- حب فضائي
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالثامنة- عراقي راقي بدون واقي
- هيجان الخرف السياسي
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالسابعة- رغبة الزواج الامن
- من اين لنا بالفاروق
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالسادسة- صدمة التحليل
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالخامسة- الكبد راس مال الحياة-الو ...
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالرابعة- الكبد بهجة الحياة
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقةالثالثة- الكبد مصدر بناء الجسد
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقة الثانية الكبد اساس الحياة
- حملة(اعيدوا لي كبدي) الحلقة الاولى الكبد عنفوان الحياة
- خطوة حلوة
- اكياس مائية


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - التدرن واشياء اخرى (الحلقة الثانية)