أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كوثر الياسري - الفواعل من غير الدول في العلاقات الدولية















المزيد.....

الفواعل من غير الدول في العلاقات الدولية


كوثر الياسري
باحثة سياسية

(Kawthar Hassan Al_yasiri)


الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 11:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مع ظهور وتطور العولمة بعد الحرب الباردة التي اتسعت بكل مجالات الحياة لتشمل كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية العسكرية والثقافية التي بدورها أضعفت من دور و وظائف الدولة في القيام بأعمالها ، وذلك بسبب تطور آليات التواصل الافتراضي والالكتروني فضلاً عن وسائل الإعلام العالمية التي أصبحت جزئاً من النظام العالمي الجديد. هذا الأمر اضعف موقف الدولة ومركزيتها اتجاه إدارة شؤونها الداخلية وضبط ذاتيتها. فقد ظهر للعالم اجمع فواعل مؤثرة في عمل الدولة وأصبح هناك من يشاركها في القوه والنفوذ في ضبط البيئة الداخلية والخارجية المحيطة وصياغة التوجهات. بالإضافة للعولمة التي أسهمت عدم الثقة بالدولة وسياستها التي تهدف إلى احتكار السلطة وتحقيق مصالحها إلى لجوء الأفراد لفواعل غير الدولة يكون هدفها تحقيق أهداف إنسانية عالمية يستطيع الفرد من خلالها التعبير عن آرائه وتحقيق مطالبه.على هذا الأسس فأننا سنحدد مجموعة من الفواعل فوق القوميين من غير الدول وسنشرح ذلك عبر التالي :
أولاً : المنظمات الدولية غير الحكومية
تتميز بكونها غير خاضعة لحكومة معينة كما أنها لا تتمتع بشخصية قانونية دولية وتخضع للقانون الداخلي للدولة التي تتخذها مقر رئيسي لها وينظمها مواطنون (أفراد) على أساس دولي كما أن نشاطها ذات مصلحة عامه وليس ربح مادي وتتصف بصفه عالمية أي ان تأثيرها وأهدافها تكون ذات خاصية عالمية، ولا بد من الإشارة إلى أن علاقة الأفراد بالمنظمات غير الحكومية علاقة وثيقة التي وجد فيها الفرد ما يمكن من خلالها تحقيق مطالبة بعد أن رأى أن حكومته لا يمكنها تحقيق تلك المطالب ، على هذا الأساس تم تجاوز الدولة وعبورها من قبل هذه المنظمات لتواصل مع الفرد بصورة مباشرة ، فقد طوقت الدولة من جميع الجهات عبر مبادرات وبرامج تدعو للتنمية وحماية حقوق الإنسان وتقليل من سلطة الدولة على الأفراد وإعطاءهم مجالات اكثر للتعبير عن وجهات نظرهم ، وقد اكتسبت هذه المنظمات صفتها العالمية من خلال أهدافها الإنسانية الشاملة إضافة إلى دبلوماسيتها وسياستها التي تستعملها في التعاملات الدولية ولهذا نلاحظ الاعتراف من قبل المنظمات الحكومية العالمية بها مثل منظمة الأمم المتحدة .
ثانياً : منظمات المجتمع المدني
ان أهم ما يميز هذه المنظمات كونها تعمل من اجل أهداف مشتركة التي تنظمها الجماعات،إضافة إلى استقلالها عن الحكومة. والملاحظ أن منظمات المجمع المدني لها تأثير كبير في تغيير الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق مصالحها بالدرجة الأساس ومصالح المجتمع من السلام والاستقرار وكذلك تحرص على تحقيق حرية الفرد والعمل كما تعلن على أسس ديمقراطية واهتمامها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافة وكل ما قد يجلب مصلحة المجتمع لتعمل مع الدولة جنبا إلى جنب . أما بالنسبة لتأثيرها خارج حدود الدولة ، أي بالجانب الدولي فإنها تعمل على كل ما من شأنه ان يوفر الاستقرار والسلام والمصالح للدولة في الصعيد الدولي والإقليمي وكذلك قيامها بالتأثير في العلاقات القائمة بين الدول والتأثير في النزاعات الدولية الإقليمية. وقد قوضت في كثير من الأحيان الدولة ووضعتها في مواقف غاية في الصعوبة لاسيما تلك المنظمات التي تراقب حقوق الإنسان وتتبع سير الديمقراطية في الدول، حيث صارت هذه المنظمات تسلب كثير من صلاحيات الدولة الأمنية والسياسية والاجتماعية عبر عمليات التثقيف والتعبئة الجماهيرية التي تقيمها من خلال ندوات وورش عمل ونشاطات داخل الدولة نفسها أو خارجها.
ثالثاً : الشركات المتعددة الجنسية
لعبت هذا الشركات دوراً كبيراً في الاقتصاد العالمي حتى أصبحت تمثل أهم ملامح النظام الاقتصادي العالمي الجديد ، عبر جعل العالم يسير باتجاه العولمة الاقتصادية وذلك بفعل تنوع نشاطها الذي تمارسه في دول متعددة وفي أسواق إقليمية وعالمية مختلفة مما جعل نشاطها أشبه (بالشبكة العنكبوتية الاقتصادية) ويرجع السبب الرئيسي في ممارستها لأنشطه مختلفة هو من اجل تعويض خسارة نشاط معين بربح نشاط آخر. فقد استطاعت هذه الشركات سلب وتقويض صلاحيات الدولة المطلقة على اقتصادها ومواردها ونصبت نفسها فاعلاً عابراً للقارات مؤثر في كافة التعاملات الاقتصادية الجارية داخل الحيز المحلي والإقليمي والعالمي.
ومن الملاحظ أن تلك الشركات بدأت بتوغلها في إحداث تغيرات وتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية ، وبما أنها متعددة الجنسية أي أنها تضم عدة دول لذا يكون لها حرية في حركة رأس المال وعناصر الإنتاج بين الدول الأمر الذي ساهم في تطورها المتزايد والمؤثر على الاقتصاد العالمي.كما وتمثل الشركات المتعددة الجنسية الوجه الجديد للنظام الرأسمالي الاقتصادي للدول المتقدمة،فقد استطاعت هذه الشركات ان تسحب من الدولة جزء كبير من صلاحياتها الاقتصادية على أراضيها عبر ما تمتلكه من طاقات اقتصادية بشرية ومادية ، فاستطاعت ان تحجز مكانها بشكل مباشر بين الفواعل غير التقليديين من غير الدول ، واستطاعت هذه الشركات ان تمرر سياسات وخطط تنظيمية اقتصادية تتعلق بشكل التفاعل الاقتصادي وحتى السياسي والاجتماعي، وبذلك تمثل هذه الشركات واحدة من أهم دعامات الفواعل غير التقليديين الذين قوضوا بشكل كبير مكانة الدولة في إدارة ذاتها.
رابعاً : المواطن العالمي(الأفراد)
لابد من الإشارة إلى ان أهم عامل ساهم في تطور هذا الفاعل من غير الدول هو التقدم التقني والتكنولوجي الذي أسهم في تطوير وسائل الإعلام بكل أنواعها بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنت الفرد من تنظيم شبكات افتراضية الكترونية يدير عبرها مجاميع بشرية من خلف شاشات صغيرة والتي بدورها ساهمت في تطوير الفرد وخصوصا بعد ان أصبح العالم قرية صغيره لجعل الفرد متيقن بكل ما يجري على الصعيد الداخلي لمجتمعه والصعيد الخارجي وكذلك ساعدته في معرفة القضايا العالمية المشتركة حيث لا يقل دور شبكات الانترنيت الاجتماعية التي ساهمت في جعل التأثيرات تعبر الحدود كما حصل في الوطن العربي من الثورات ضد الحكم والتي تناقلت من دولة لأخرى من خلال تلك التأثيرات ولهذا نجد المواطن يسير على خطى عالمية والتأثير والتدخل بالأحداث العالمية للقضايا المشتركة ليبرز كفاعل عالمي ذات تأثير داخلي وخارجي.
خامساً : المؤسسة الدينية
كان الدين ولازال يمثل الدور الأساس في تسير الأمور وخصوصا في الدول التي تعتمد عليه في تسيير شؤونها السياسية بل وتستمد قوانينها ودساتيرها منه وقد اتخذت الكثير من الدول وخصوصا الدول الكبرى عقيدتها الدينية كجزء من سياساتها الخارجية للتأثير على باقي الدول التي تحمل نفس العقيدة .
ان المؤسسات الدينية تلعب دوراً بارزاً في السياسة الدولية والعلاقات ما بين الكيانات ، ذلك لما تمتلكه من سلطة وسلطان على مجموعات ليست بقليلة من الأفراد الذين ينتمون إلى العقائد الدينية المختلفة ، فتمارس المؤسسات الدينية مثل الفاتيكان والمرجعيات الدينية الإسلامية وغير السلامية الدولية والمحلية سلطانها في تحديد توجهات الأفراد العقائدية وحتى السياسية والاجتماعية والتي ربما تتعارض مع سياسات الدولة وتوجهاتها من ما يؤدي إلى حدوث صدام في اغلب الأحيان رغم انه غير معلن بين هذه المؤسسات داخل الدول والدولة نفسها .فقد أصبحت بعض هذه المؤسسات ذات نفوذ كبير داخل الدول إلى تعتمد على الدين في كثير من شؤونها الداخلية.
سادساً : فاعلوا الشبكة
هم مجموعة بشرية (مادية حقيقية موجودة على ارض الواقع) تستخدم الوسط الافتراضي لإدارة مجموعة من الأفراد و توجههم باتجاه معين عبر التأثير المباشر او غير المباشر من خلال تشكيل آراءهم بواسطة جملة من الأدوات الالكترونية و الوسائط المعنوية التي لها آثار مادية على ارض الواقع .و الفاعل في هذا المجال هو أي شخص يمتلك القدرة على ان يؤثر على مجموعة من الأفراد و يوجههم في الاتجاه الذي يريده عبر الوسط الالكتروني مثل (الفيس بك و تويتر و انستغرم و غيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي) ، ومن أحدث تطبيقات هذا الفرع من فروع المعرفة الالكترونية ما قامت به مجموعة من الشباب العربي في تنظيم تظاهرات و إسقاط حكومات في المنطقة العربية (بغض النظر عن المسبب الرئيس والنتيجة النهاية) ، لكن كان لفواعل الشبكة اثر كبير في عملية التعبئة و التحشيد والدعم والضخ الكبير للأفكار وإدارة الرأي العام و التفاعل عبر هذا الوسط الالكتروني الجديد.



#كوثر_الياسري (هاشتاغ)       Kawthar_Hassan_Al_yasiri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العولمة : انواعها - اهدافها
- البعد الديني في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003
- الولايات المتحدة الأمريكية و العراق : رؤية في أسباب و مسوغات ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كوثر الياسري - الفواعل من غير الدول في العلاقات الدولية