الحوار هو الحل الوحيد

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا يكاد القارىء الموضوعي أن يصدق ما يقرأه اليوم في الإعلام المكتوب ولا أن يصدق ما يسمعه ويراه على الفضائيات العربية من أخبار وأحداث تثير فيه القلق والغضب
أحيانا والمرارة والحزن أحيانا أخرى . فالمقالات التي يكتبها المثقف والإعلامي العربي هذه الأيام . لا يمكن أن نحكم عليها بالموضوعية أو بالعقلانية لأنها لا تنسجم مع الرؤية
العامة والسائدة للمجتمع الدولي ولا هي مستوعبة للمفاهيم التي تشتغل عليها عقليات شعوب المعمور . فنحن طبعا من سكان هذا الكوكب كسائر المخلوقات الآدمية التي تشاركنا
الحياة عليه . ولسنا من كوكب مختلف . وهذا بالضبط ما يجعلنا نحن العرب قوما مشبوهين نوصف بالإرهاب ونوصف بالتخلف وبكل ما هو سيىء . كما أن واقعنا البائس نفسه
يعبر أيضا عما نحن عليه من تصادم وعدم القدرة على التعايش إن فيما بيننا أو مع غيرنا من الشعوب والأمم الأخرى المختلفة عنا لحد التصادم . فأصبحنا محتجزين داخل ثقافة
العنف التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تفيذنا وتفيذ شعوبنا التواقة إلى التحرر والإنعتاق من دوامة التخلف والجهل والتقهقر الذي نغرق فيه .
فعلى سبيل المثال فقط . عندما نقرأ مقالة الكاتب " عبد الله الدامون بجريدة المساء قبل الأمس -;- الإمبراطورية العثمانية والأرمن وهذا النفاق المقزز " نشعر أن الكاتب من خلال مقالته لا يريد
للأتراك أن يعترفوا بالمدبحة التي تعرض لها شعب الأرمن على يد رجلهم المريض . لا يريد لأتراك اليوم أن يقدموا اعتذارهم كما تفعل الأمم المتقدمة لتطوى صفحة الماضي الأسود
من سجل الإنسانية . ولن تكون هذه المبادرة الطيبة إلا إشعال شمعة في الظلام تعبد الطريق نحو السلام والإحترام المتبادل بين الأمم . وفتح صفحة جديدة بين شعوب المعمور من أجل
السلام للتفرغ للتنمية البشرية التي تحتاج إليها الشعوب قاطبة في عالمنا الحديث .
يقول الكاتب بأن المجتمع الغربي يكيل بمكيالين وهذا صحيح إلى حد ما . لأن هناك مجازر تقوم بها إسرائيل ضد إخواننا الفلسطينيين وأخرى قام بها الأمريكان في العراق وأفغانستان
واستخدام القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية ضد اليابان . هذا كله قد حدث ولا يحتاج إلى إثبات . غير أن ما يجب أن نفهمه هو أن كل ظرف يختلف عن الآخر ولا مجال
لشرحه أو تكييفه ولا حتى تأويله . وإنما الحاجة في أيامنا هاته ماسة وضرورية إلى الحوار رغم أن هذا الحوار قد يطول ويطول وسيستهلك وقتا ليس قصيرا . فالعنف لا ينتج إلا
العنف المضاد والكراهية . والرغبة في الإنتقام لن تنتج سوى المزيد من المآسي على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها . واستعراض الماضي الكريه من طرف الكاتب لن يكون غير
النفخ على النار وإذكاء الحقد والكراهية بين الأمم والأجناس .
وعلى صفحة جريدة المساء المغربية التي نشرت مقالة الأستاذ " الدامون " كان فوقها مباشرة عنوان بارز يحض ويحرض على منع زيارة - سيمون بيريز - للمغرب لحضور " مؤتمر
مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا " يوم 5 و 7 من ماي المقبل بمراكش . ويضيف المقال أن حماس تحرج حكومة بنكيران المغربية . بينما ما يحرج العرب كلهم
حقيقة هو وقوف حماس في وجه المصالحة الوطنية الفلسطينية وليس حضور - بيريز - لمؤتمر دولي يحضره قادة العالم .
يحضرني بالمناسبة مقولة الراحل الحسن الثاني رحمه الله . بخصوص نفس الأمر عندما قال آنذاك " إن العدو ليس شبحا حتى نمتنع عن مقابلته والتحاور معه " . بل الحوار
ضرورة تاريخية واستراتيجية وليس تطبيعا كما ترى حماس ومعها الأستاذ الدامون .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل