المستوى النصي قراءة تحليلية لنص (أملٌ) للكاتبة نديرة جوابراني

أثير عبد الزهرة الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 22:00
المحور: الادب والفن
    

أملٌ
حَملتُ شعلةَ الحريةِ؛ تسرّب وهجُ الكرامةِ إلى جسدي.
..............................................................................................
المستوى النصي قراءة تحليلية في نص (أملٌ) للكاتبة نديرة جوابراني
مدخل تعريفي
القصة الومضة هي تلك التعبيرات الموجزة ، التي تتسم بالإيجاز والتركيز ودقة الصياغة ومتانة التركيب وقوة المعنى ونفاذ التأثير. تحمل مفاهيم دلالية واسعة تنتهي بالمعنى إلى ذهن المتلقي وتستوفي الغرض الدلالي بكل وضوح وتأثير.
عتبة النص
يقول افلاطون الفيلسوف الأغريقي: (الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة)
من هذا المنطلق ومن عتبة النص تحديداً تبني الكاتبة مفاهيمها نحو اندفاع قوى الرجاء للأخذ بمقومات الحرية وهذا بطبيعته يكفل التخلص من الظلم والسير في طريق العزّة والكرامة.
التماسك النصي
إن الترابط بين مفارقة المقدمة للخاتمة المدهشة هو لازمة لوجود القصة الومضة ونمائها، وما كان لجانب أن يطغى على الآخر وأن كان في التلميح أو الإيحاء، كأنهما في كفتي ميزان، كلما ثقل جانب احتاج الجانب الآخر أن يستقوي لأظهار الدهشة وكسر أفق المتلقي.
إنّ هذه الصورة المقربة لجدلية المفارقة هي إلى حد كبير تعبر عن خبرة الكاتب في إظهار الخاتمة المدهشة من خلال العلاقة العكسية التي تعطي مفارقة قصدية (بين الشطرين) وهذا المعنى يفتح أمامنا حجم قراءاتنا كمتلقين للخطاب الذي نحن بصدده.
ومع سياق النص نجد أن المستوى الدلالي لبنية المقدمة (حَملتُ شعلةَ الحريةِ) ينتج لنا طقسية جمالية تتسم بالايقاع المتلاحق مع عتبة النص وهو (الرجاء والأمل) وبذلك فإن الكاتبة اعتمدت المحمول الشعري الذي خضع لتراتيبية ذاتوية، وبذلك نجحت الكاتبة في خلق الدهشة من خلال الانتقال من الجانب المادي إلى الجانب المعنوي. واستعمال الجسد قطعا لايراد به الجسد المادي، إنّما المعنوي، بدلالة الكرامة، ومادية النار
اذ لا يمكن ان تتسرب النار المادية إلى الجسد لانها تحرقه..
الأمل = شعلة الحرية (الجانب المادي)
الأمل = وهج الكرامة (الجانب المعنوي)
وبالتالي فإن الوهج (الاتّقاد) نتيجة انعكاسية إلى (الشُّعلَة)، وبذلك فإن التوظيف بقي في حدود اللعب الشكلي المتقن الذي يتعدى إلى انتاج الدلالة المدهشة، ولعلّ السّير في المستوى النغمي للترنيمة في بدء النص ونهايته قد استكمل العلاقة الانعكاسية بدائرة شبه مغلقة تقترن بهذين المفهومين ( النار وارتباطها بالتطهير) كما يقول (جاستون باشلار) في كتابه النار في التحليل النفسي، ومفهوم البعد المعنوي (وهج الكرامة) وما إن يتم تقديم الشطر الأول حتى تبدأ الكاتبة في اضاءة أبعاد الشطر الثاني لكسر أفق المتلقي، وعلى ما أظن أن الكاتبة نجحت في التوظيف.
ومضة جميلة شكراً للكاتبة ولمزيد من الابداع.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل