الضد يظهر حسنه الضد .. مقالٌ عن أهمية (المفارقة والدهشة) في القصة الومضة

أثير عبد الزهرة الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:35
المحور: الادب والفن
    

إن الترابط بين مفارقة المقدمة للخاتمة المدهشة هو لازمة لوجود القصة الومضة ونمائها ، وما كان لجانب أن يطغى على الآخر وأن كان في التلميح أو الإيحاء، كأنهما في كفتي ميزان ، كلما ثقل جانب احتاج الجانب الآخر أن يستقوي لأظهار الدهشة وكسر أفق المتلقي.

إن هذه الصورة المقربة لجدلية المفارقة هي إلى حد كبير تعبر عن خبرة الكاتب في إظهار الخاتمة المدهشة.

فعلى كاتب القصة الومضة أن يفتش عن النقيض والمفارقة؛ ما دام المتلقي مستمر في قبول الشطر الأول منها، وهو موافق لذهنه لتأتي المفارقة لكسر ذلك الأفق.

إذن فإن اكتشاف المفارقة من قبل ذهن المتلقي هو القاعدة الأساسية لإظهار الدهشة؛ لأن تلقي الشطر الأول ينبع عنه الشعور بعدم الكفاية أو الشعور بعدم تحقيق الهدف ، لذلك يعمد المتلقي بالتفتيش عن إزالة مثل هذه المشاعر بخاتمة مدهشة نتيجةً للمفارقة.

ونكون بذلك قد ارتقينا إلى منهج الصواب الذي يجب أن نسلكه في انتقاء الكلمات الموحية، وهكذا فالصواب لم يكن ميسرا للكاتب قبل أن يعرف كيف يكسر أفق التلقي للقارئ.

بهذا نكون قد وضعنا قاعدة ذهنية ترى أن المفارقة هي ملازمة للدهشة فلا مفارقة بدون دهشة، وإذما كانت هذه القاعدة صحيحة فيغدوا من الصواب أن نجعل همنا, هو البحث عن المفارقة التي تأتي بالدهشة بعيداً عن التناقضات الخالية من معنى الومضة كـ ( الأبيض والأسود، والصوت والصمت، والخير والشر، والجمال والقبح، والضعف والقوة، والحرب والسلم وغيرها) التي لا تحيل القارئ إلى مشهد سردي ترتسم صورته في ذهنه.

وما دمنا قد استنتجنا أن القصة الومضة لا تكون إلا ابنة شرعية للمشهد (القصة القصيرة جداً)، فإن المفارقة والدهشة هما الكفيلان بالتميز بينهما على اعتبار أن القصة الومضة تأتي أشبه بكفتي الميزان شطرٌ وآخر يعتمد على فن الحذف وعدم إبراز للمشهد الحكائي؛ لأننا وكما أسلفنا أن القصة الومضة هي برقٌ أو ومضٌ من مشهد، فلا تحتمل السرد وإنما من ضرورياتها هي رسم السرد في ذهن المتلقي.
وعلى هذا الأساس من التصور عن العلاقة بين القصة الومضة والقصة القصيرة جداً ، وأن لا صواب بالدمج بينهما، فإننا نستطيع ان نميز بين الجنسين على أساس ما تقدم.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل