أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نورالدين ايت المقدم - نمودج في تحليل قول فلسفي لتلاميد السنة التانية باكلوريا














المزيد.....

نمودج في تحليل قول فلسفي لتلاميد السنة التانية باكلوريا


نورالدين ايت المقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 09:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مجزوءة السياسة
مادة: الفلسفة.
نموذج ممكن لتحليل ومناقشة القولة.... ..
ثانية باك, جميع الشعب.

القولة:
يقول’’ أفلاطون وهو فيلسوف يوناني 327 _ 447 ق/م ---;--- ‘’في كتابة الجمهورية الصفحة 138 : >> ان القدرة على أداء المهمة التي يفرضها المجتمع على كل فرد تقف في اسهامها في كمال المدينة على قدم المساواة مع الحكمة والاعتدال والشجاعة>مفهوم السلطة-مفهوم الحق-مفهوم العدالة> أظن أن دولتنا تكون خيرة الا أبعاد الحدود مادامت قد نظمت تنظيما سليما<<.
--النقد الانتقالي من التحليل الى المناقشة:
انما يمكن أن نخلص اليه في تحليلنا لهذه القولة هو أنه لتحقيق عدالة اجتماعية تتصف بالمساواة على كل فرد أن ينصرف الى أداء مهمته الطبيعية دون التدخل في شؤون الأخرين،والغاية من ذلك أي من هذه العدالة هو تحقيق مدينة فاضلة تتصف بالكمال، لكن إذا كان ذلك هو الغرض المنشود في الفكر السياسي اليوناني فانه لا يحقق المساواة والانصاف بين أفراد المدينة وذلك لكونه يقوم أولا على مبدأ الطبيعة،وبالتالي فهذا الفكر يقصي النساء والحرفيين والعبيد من المجال السياسي، ويبقى هذا الأخير حكرا على الفلاسفة .وبالتالي سيصبح الفضاء السياسي فضاءا يمتلك، والشيء عندما يمتلك يفتقد للحرية، وعندما تغيب الحرية يظهر العنف والاستبداد ما سيظهر منطق اخر للسياسة التي ستتخذ لون توليتاري استبدادي،ومنه يحق لنا إعادة البحث في ماهية المفاهيم السابقة كمفهوم العدالة في ظل مثل هذه الشرعية.
لذلك نقول أن قيمة هذه القولة تكمن في كونها تقدم إمكانية من بين الإمكانيات المتاحة والممكنة للتحقيق العدالة وهي ذات معنى وحقيقة على المستوى الفكري التأملي،لكن تطبيقها على أرض الواقع أمر مستعصي وصعب التحقق الشيء الذي يعطي شرعية البحث عن مواقف فلسفية ذات مصداقية واقعية للعدالة كفضيلة أخلاقية نعم لكن كممارسة واقعية أيضا تتوخى تحقيق المساواة والانصاف في الوقت ذاته.
فكيف للعدالة أن تتحقق كمساواة وانصاف لجميع أفرادها في وجودهم الواقعي?
///-مطلب المناقشة:
في هذا الإطار يعتبر الفيلسوف اليوناني أرسطو وهو تلميذ أفلاطون أن الانصاف أرقى وأعلى من العدالة،فالقانون قد يؤسس عدالة على المساواةبشكل عام لكن هذه العمومية لا تنصف حينما تساوي الجميع مع بعضهم البعض يقول أرسطو>>ان المنصف عادل، بل هو أعلى من العادل بشكل عام... ان الطبيعة الخاصة بالإنصاف تكمن بالضبط في تصحيح القانون وتجاوز عدم كفايته بسبب عمومية خطابه<<.
لقد اشترط أرسطو أن تتصف العدالة التعويضية بالإنصاف،تلك العدالة التي ترمي الى تنظيم معاملة الناس بعضهم مع بعض على أساس قوانين وأعراف،وتمنع الظلم بينهم وتصحح السلوك الخارج عما تسطره تلك القوانين.
فالقوانين عن أرسطو نسبية بطبيعتها فهي قد لا تنطبق على بعض الحالات، وثم وجب التحلي في هذه العدالة بالإنصاف. ومن جهة أخرى يرى أن العدالة بما تتضمنه من فضائل لا قيام لها الا بفضل الصداقة البريئة والخلاقة والتي تجعل الناس متحابين متعاونين،يقول أرسطو >>إذا تحب الناس فلا حاجة لهم الى العدالة،وعلى العكس إذا قل حضهم من الصداقة، فليس لهم نصيب من العدالة ولا شيء في العالم...<<
يمكن أن نقرأ نفس هذا التصور الذي يوجه مفهوم العدالة لكي يتخذ دلالة الانصاف بديلا للمساواة في توجه معاصر يؤسس اطاره الفلسفي على القول بالتوافق والديمقراطيةلا على التفاوت الطبيعي كما جاء في الفلسفة اليونانية،يقول جون راولزالأمريكي :>> ان هدف نظرية العدالة كإنصاف هو هدف عملي، وهي تقدم ذاتها كأساس لتوافق سياسي بين مواطنين أحرار،وحينما يتأسس هذا التوافق يضمن خير كل الأفراد، وكل جماعات التي تنتمي الى نظام ديمقراطي عادل<<.
يتضح من هذا القول مدى تجاوز العدالة للمساواة ليتخذ الانصاف هدفا لها، فاذا كانت التشريعات القانونية تساوي بين الناس فان العدالة كإنصاف تقصد التأمين حياة اجتماعية وسياسية،تقوم على الخير للجميع وعلى اختيار الشعب لنظام تدبير شؤونه بنفسه. فاذا كان مضمون القوانين هو العدالة المبنية على المساواة فان الانصاف هو انصات لروح هذه القوانين محاولا تجاوز نواقصه وعيوبه وذلك بمراعاة الظروف والوضعيات الخاصة بالأشخاص فالإنصاف يكمل ويصحح ويصلح القانون في خطابه العام.
في مقابل هذه النظرة الإيجابية ينظر الفيلسوف الألماني ماكس شيلر (1928-1874) الى المفاهيم السابقة من وجهةنظر أخرى من حيث ارتباطها بحالة الضعف والخوف عند الانسان يقول>> :ما من أحد ينشد المساواة حينما يشعر بأنه يمتلك قوة أو نعمة تتيح له أن يتفوق،أما من يخشى الخسارة فهو الذي ينشد العدالة والمساواة العامة<<.
////-مطلب التركيب أو الخلاصة:
هكذا تحاول القوانين والتشريعات الخاصة بالعدالة للحفاظ على تلك الصورة المثلى عن الانسان،فرغم بعض الاختلافات في هذه المواقف الفلسفية القديمة والمعاصرة،تبقى جميعها تنظر الى العدالة والمساواة والانصاف نظرة إيجابية، ذلك أنها مفاهيم تعبر عن قيم عليا، وعن مثل أسمى من الظلم والاستغلال سواء كان مرجع ذلك هو الطبيعة كما عند أفلاطون وأرسطو أو المواطنة والديمقراطية كما عند راولز ،وكذلك رغم اختلاف التوجهات الأيديولوجية والفكرية والاقتصادية لمفهوم العدالة التي افتقدتها الكثير من عناصر الفضيلة الأخلاقية خصوصا عند اتخاد المنفعة مقياس مجرد لتقيم السلوك الإنساني كما هو الأمر في المنظور الليبرالي للعدالة،( تصور الإنجليزي ستيوارت ميل ).
لذلك نعلن أن العدالة أولا وقبل كل شيء هي فضيلة أخلاقية وأم القيم يجب اعتبارها في المجتمع كأساس وشرط لقيام مجتمع سليم مع توفير سائر القيم الضرورية حتى تتجسد العدالة على ما به يقوم الفرد والمجتمع من قيم أخلاقية من دون افراط أو تفريط في سلوكات وحريات الأشخاص.








#نورالدين_ايت_المقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد خطاب رجل السيايسة
- دراسة سوسيولوجية للمردود المادي الفلاحي وحدود مساهمته في الت ...
- الوجود ومعاناته مع الموجود


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نورالدين ايت المقدم - نمودج في تحليل قول فلسفي لتلاميد السنة التانية باكلوريا