أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - السلطة بين البدائل السياسية والتنموية














المزيد.....

السلطة بين البدائل السياسية والتنموية


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 16:42
المحور: القضية الفلسطينية
    



يكثر الحديث مؤخراً عن البدائل السياسية لدى السلطة الفلسطينية في حالة استمرار التعنت الاسرائيلي برفض استحقاقات العملية السياسية وخاصة في طل صعود اليمين المتطرف بقيادة نيتنياهو وتوجه المجتمع الاسرائيلي إلى المزيد من اليمين والتطرف ،وعدم رغبة أو إرادة الولايات المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية الامر الذي قوض من فرص اقامة الدولة المستقلة ذات السيادة في اطار سياسة المعازل والبانتوستانات، ونهب المزيد من الارض عبر الاستيطان وإقامة الجدار وتهويد القدس والامعان في فصل القطاع عن الضفة .
تتعدد اشكال البدائل منها ما تم تنفيذه عملياً مثل التوقيع على ميثاق روما المنشأ لمحكمة الجنايات الدولية والتوقيع على العديد من الوثائق والمعاهدات الدولية وتدويل الملف الفلسطيني ، وما يهدد به مثل وقف التنسيق الأمني ، حل السلطة ، بما يترابط مع انهاء الانقسام وإعادة بناء واحياء م.ت.ف ، وإعادة تعريف وظائف السلطة لتصبح أداة للخدمات ودعم الصمود ، بدلاً من اعتبارها العنوان السياسي والمؤسساتي الوحيد بالنظام السياسي الفلسطيني إلى جانب تعزيز المقاومة الشعبية وحملة المقاطعة وغيرها من الاشكال والبدائل والأساليب.
ليس من الواضح بعد إذا كانت الوسائل البديلة سواءً التي نفذت أوالمهدد بها من اجل تغيير المسار بصورة نهائية واتباع مسار سياسي بديل ، أم أنها ما زالت تستخدم كوسائل للضغط السياسي التكتيكي ليس إلا بهدف العودة إلى سكة المفاوضات وفق شروط ترى بها قيادة السلطة وأنها ممكن ان تستجيب لحقوق شعبنا ، علماً بأن العودة إلى هذه السكة المجربة لا يمكن ان تكون ذات جدوى خاصة إذا أدركنا ان جل الطموح الرسمي الفلسطيني يكمن في مسودة القرار الذي رفع إلى مجلس الامن والذي يعرف باسم المقترح " الفرنسي" والذي لم يصل إلى المجلس بسبب عدم حصوله على عدد الأعضاء الذي يؤهله الي ذلك ، حيث تنذر هذه المسودة بمخاطر جدية على الثوابت الوطنية خاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والحدود .
ورغم أهمية النقاش الجاد الخاص بالبدائل السياسية التي يجب أن تكون مرتبطة بتغيير المسار ، وليس بأدوات الضغط التكتيكي إلا أن هذا النقاش لم يرتبط بالبدائل الاقتصادية والمالية والتنموية، حيث من الهام الربط الموضوعي بين البدائل السياسية وكذلك الاقتصادية .
فهناك استمرار لتبعية الاقتصاد الفلسطيني للاسرائيلي ، وقد مأسس وعمق ذلك بروتوكول باريس الاقتصادي وهناك ورقة المقاصة التي تستخدمها دولة الاحتلال للضغط على السلطة في اطار الابتزاز السياسي كلما توجهت بخطوات لا تعجبها مثل العضوية بالأمم المتحدة أو التوجه لمحكمة الجنايات الدولية ، وقد رأينا ذلك جلياً مؤخراً حيث لم يفرج من اموال الضرائب إلى حديثا ، وهناك منع للتنمية الانتاجية إلا لصالح الشركات والمصانع الاحتكارية الاسرائيلية ، وهناك قيود على حرية الحركة للبضائع والافراد والامعان في فصل العلاقة الاقتصادية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، وحصار الاخير بهدف تهميشه واقصاؤه وعزله ، الأمر الذي أدى إلى تدهور المؤشرات الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وازدياد برامج الاغاثة على حساب التنمية والانتاج .
إذا ارادت قيادة السلطة التفكير الجاد بتغيير المسار السياسي فعليها بالضرورة ان تجد البدائل الاقتصادية حتى لا تنهار السلطة ويتم صيانة حقوق أكثر من 180 الف وظيفة في الوظيفة العمومية في كل من الضفة والقطاع .
وإذا أدركنا ان هناك متغيرات بالعالم أبرزها تبلور محاور اقتصادية موازية للمحور الامريكي والأوروبي في مقدمة ذلك دول " البريكس " المكونة من كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا والتي من المتوقع ان تصبح مساهمتا بالناتج الاجمالي العالمي عام 2020 أكثر من 30% من هذا الناتج حيث اسس هذا التحالف بنك التنمية، وهناك البنك الآسيوي الناتج عن تحالف اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرها من بلدان جنوب شرق آسيا، وهناك نزعة نهضوية عربية بدأت تبرر مؤخراً يمكن استثمارها باتجاه الدفع ببلورة صناديق عربية بشأن البلدان المتضررة وخاصة في مواجهة الاستعمار والاحتلال كالحالة الفلسطينية التي ما زالت رغم الاضطراب العربي الكبير تعتبر قضية العرب الأولى والمركزية ، حيث من المناسب التشديد على أهمية توفير شبكة امان عربية في مواجهة وسائل الضغط والابتزاز الاحتلالي .
إن البدائل المالية لتمويل السلطة خارج دائرة التأثير السياسي للمانحين الرسمية بقيادة الولايات المتحدة ، يجب ان يرتبط بالبدائل التنموية ، التي من الهام ان تعيد النظر بالثقافة الاستهلاكية والنفعية وتبلور مقومات لتنمية اقتصادية تعزز الانتاجية والاستمرارية في اطار منهجية التنمية من اجل الصمود ، كما يتطلب ذلك حزمة من الاجراءات الرامية إلى تقليص النفقات على الشرائح العليا من الموظفين بالوظيفة العمومية لصالح السواد الاعظم منهم بما يقلص الفجوة بالراتب ، ويوظف العديد من المصاريف غير الضرورية لصالح مشاريع التنمية التي يجب ان ينتفع منها الفقراء والمهمشين من الباحثين عن العمل عبر تشجيع المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر في اطار الجمع الجدلي بين الاغاثة والتنمية .
إننا بحاجة إلى نقاش جدي بالبدائل بهدف تغير المسار بما يفرض ضرورة الدمج ما بين البدائل السياسية والاقتصادية كذلك .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية؟
- الازمة الاقتصادية في قطاع غزة
- السلطة بين اشتراطات التمويل والابتزاز الاسرائيلي
- في اسباب عدم النجاح بالضغط الشعبي
- ازمة قطاع غزة والمشروع الوطني الموحد
- ليكن الانضمام للمحكمة الدولية خطوة باتجاه مسار سياسي جديد
- الاوضاع الانسانية في قطاع غزة ومدى الاستجابة لها
- رؤية المجتمع المدني تجاه الاعمار
- من اجل استثمار الاعترافات الدولية
- ملابسات الاعمار في قطاع غزة
- ملاحظات بصدد عملية اعادة الاعمار
- العدوان وتداعيات الكارثة الاقتصادية والانسانية المحدقة بالقط ...
- المصالحة هل من نهج جديد؟؟
- حتى تصمد المصالحة
- غياب المعارضة بالمشهد الفلسطيني الداخلي
- ماذا بعد تشكيل الحكومة ؟؟
- أية انتخابات نريد
- المصالحة والمجتمع المدني
- المصالحة - رزمة واحدة ام انتخابات
- ماذا بعد لقاء واشطن


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - السلطة بين البدائل السياسية والتنموية