أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - ليكن الانضمام للمحكمة الدولية خطوة باتجاه مسار سياسي جديد














المزيد.....

ليكن الانضمام للمحكمة الدولية خطوة باتجاه مسار سياسي جديد


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 16:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



ساهم موقف نيجيريا بالامتناع عن التصويت تجاه مشروع القرار المقدم من السلطة الفلسطينية والخاص بتحديد جدول زمني لانهاء الاحتلال ، بتجنب الفيتو الامريكي، الأمر الذي حمى الأخيرة من الاحراج مما سيساهم باستثمار ذلك من قبلها باتجاه الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة لمسار المفاوضات تحت رعايتها ، هذا المسار الذي لم يحقق نتائج إلا لصالح الاحتلال ، عبر استخدامه غطاءً لتمرير الاستيطان وفرض الوقائع الجديدة على الأرض مما ساهم في تقويض ممكنات الدولة عبر تحويل أراضي عام 67 إلى معازل وبانتوستانات .
يكمن مضمون الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية بأبعاده الرامية إلى تغيير المسار، أي مسار الرهان على المفاوضات المباشرة بالرعاية الاحتكارية الأمريكية وبمعزل عن الأمم المتحدة ، الأمر الذي يستلزم العمل على تغيير استراتيجية العمل الوطني الفلسطيني بالاستناد إلى الاستنتاج بوصول مسار المفاوضات منذ توقيع اتفاق أوسلو إلى طريق مسدود.
كان من الهام الوصول إلى هذه النتيجة بصورة مبكرة وخاصة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في 4/5/1999 والتي اتضح من خلالها استحالة تحويل السلطة إلى دولة ذات سيادة ، وبأن الهدف من انشائها وفق التصور الاسرائيلي يكمن في إدارة شؤون السكان بأموال المانحين ، إلى جانب التنسيق الأمني ، والذي يفيد الاحتلال بصورة مباشرة ورئيسية ، الأمر الذي كان يفترض عبره الوصول إلى نتيجة تقود إلى تغيير المسار .
لقد تم استثمار الزمن لصالح اسرائيل وتم ادخال الفلسطينيين في وهم المفاوضات عبر العديد من المبادرات ومشاريع المقترحات والمؤتمرات مثل خارطة الطريق وواي ريفر وكامب ديفيد و انابولس، وتم دفع الفلسطينيين للتفكير بآليات شتت من البوصلة التي كان يجب أن تبقى شاخصة ضد الاحتلال ومن اجل الحرية وتقرير المصير ، وذلك عبر الانخراط في برامج ومشاريع الاصلاح مرة وعبر فكرة بناء المؤسسات لكي تتأهل لانشاء الدولة وعبر السلام الاقتصادي وغيرها من المشاريع التي جعلت مهمة اثبات الجدارة للفلسطينيين هي القاعدة وذلك بدلاً من مهمة الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67 ، بما يشمل إزالة المستوطنات ووقف عمليات الاحتلال ذات الطابع العنصري والتطهيري ، والرامية إلى زج التجمعات السكانية الضخمة في اضيق مساحة ممكنة من الأراضي المحتلة ، كما أصبح المجتمع الدولي مهتماً بإثبات الفلسطينيين لقدراتهم بالإدارة الرشيدة بدلاً من الضغط على الاحتلال لانهاؤه على قاعدة حق تقرير المصير لشعبنا، علماً بأن أموال المانحين أصبحت تغطى على دور تلك الدول بإنهاء الاحتلال بحيث أصبح الأخير هو احتلال خمسة نجوم وأصبحت السلطة بلا سلطة حسب تصريحات العديد من الناطقين باسمها .
تكمن المأساة إذا ما تم التعامل مع مسألة الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية من قبل السلطة كورقة تكتيكية للعودة إلى مسار المفاوضات بالرعاية الأمريكية ، علماً بأن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل قرروا اتخاذ خطوات " عقابية " تجاه السلطة أبرزها وقف تحويل المقاصة من قبل اسرائيل وهي حق من حقوق الشعب الفلسطيني حسب بروتوكول باريس الاقتصادي، كما اكدت الولايات المتحدة أنها ستوقف الدعم المالي للسلطة أيضاً، وذلك بهدف ثنى السلطة عن الاستمرار في هذا المسعى .
ستحاول كل من الولايات المتحدة واسرائيل الضغط على القائمين على المحكمة الدولية وستستخدم وسائل النفوذ السياسي باتجاه منع ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيلية وجرهم للعدالة الدولية وذلك بوسائل قانونية أيضاً .
لقد حدثت تغيرات قانونية بالعديد من بلدان أوروبا التي كانت دساتيرها وانظمتها الداخلية تسمح بملاحقة مجرمي حرب خارج قطاعها الجغرافي ، الأمر الذي ساهم " بحماية " العديد من المتهمين الاسرائيليين ، فقد حدث ذلك من كل من بلجيكا وبريطانيا وأسبانيا وذلك بضغوطات كل من اميركا واللوبي الصهيوني ، فهل ستنجح الولايات المتحدة التي يؤكد رئيسها أوباما باستمرار على التزام بلادة بحماية امن اسرائيل بتحجيم عمل محكمة الجنايات الدولية واجبارها بوسائل الابتزاز والاكراه السياسي على اجراء تعديلات في قوانينها بهدف " حماية مجرمي الحرب الإسرائيليين عن الملاحقة القضائية .
على اية حال فمن الهام اعتبار خطوة الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية أنها حلقة في سلسلة يجب ان تقود إلى تغير المسار ، بغض النظر عن المحاولات التي ستقوم بها كل من اميركا واسرائيل باتجاه ثنى المحكمة للقيام بوظائفها وواجباتها باتجاه الملاحقة ، على ان يعطى المجال لمنظمات حقوق الانسان المحلية والدولية بتفعيل ملفات الاتهام بحق القادة المتهمين ، علماً بأن هذه المحكمة تهتم بالافراد بصورة رئيسية إلى جانب اعتبارها كل من الاستيطان والحصار وجدار الفصل العنصري بمثابة جرائم حرب مستمرة ، حسب تعريف القانون الدولي .
إن تغيير المسار يقضي باعادة الاعتبار للوحدة والوطنية وليس فقط انهاء الانقسام والاتفاق على برنامج سياسي موحد يتمسك بالثوابت الوطنية والعمل على إحياء الاطار القيادي ل. م. ت.ف ،وإعادة تعريف السلطة لإدارة شؤون المواطنين وتعزيز صمودهم بحيث تصبح المنظمة مرجعيتها ، بالإضافة إلى تعزيز حملة المقاطعة BDS واستنهاض اوسع حملة للتضامن الشعبي الدولي وتصعيد المقاومة واستخدام الشكل الأمثل بها وذلك بالمكان والزمان ووفق الظروف بما يخدم تحقيق الهدف الوطني .
علينا ان نلتف جميعاً حول قرار السلطة بالانضمام إلى المحكمة الدولية وعدم السماح بالتراجع عنها وندفع باتجاه استكمال الخطوات الرامية لاعادة صياغة الحالة الوطنية والنظام السياسي على قاعدة تحررية كفاحية بما أننا ما زلنا نمر في مرحلة تحرر وطني وبعد ان اتضح جلياً طبيعة مخططات الاحتلال الذي يرفض لشعبنا حقه بالحرية وتقرير المصير والكرامة .

انتهى



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوضاع الانسانية في قطاع غزة ومدى الاستجابة لها
- رؤية المجتمع المدني تجاه الاعمار
- من اجل استثمار الاعترافات الدولية
- ملابسات الاعمار في قطاع غزة
- ملاحظات بصدد عملية اعادة الاعمار
- العدوان وتداعيات الكارثة الاقتصادية والانسانية المحدقة بالقط ...
- المصالحة هل من نهج جديد؟؟
- حتى تصمد المصالحة
- غياب المعارضة بالمشهد الفلسطيني الداخلي
- ماذا بعد تشكيل الحكومة ؟؟
- أية انتخابات نريد
- المصالحة والمجتمع المدني
- المصالحة - رزمة واحدة ام انتخابات
- ماذا بعد لقاء واشطن
- قطاع غزة والوضع الفلسطيني وسبل الخروج من المأزق
- بعد فشل الرهانات الخارجية هل من فرصة للمصالحة الوطنية
- اين الاحزاب السياسية من المفاوضات
- الشراكة من منظور المجتمع المدني
- د. إياد السراج الطبيب والحقوقي والانسان
- المساعدات المالية والابتزاز السياسي


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - ليكن الانضمام للمحكمة الدولية خطوة باتجاه مسار سياسي جديد