أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - روان سالم - رد على مقالة نورا محمد -اهانة الاسلام للمرأة-















المزيد.....

رد على مقالة نورا محمد -اهانة الاسلام للمرأة-


روان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 12:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رد على مقالة نورا محمد
"إهانة الاسلام للمرأة"
روان سالم / القدس
في البدء يجب ان انوه الى ان ما سأكتبه في هذا التقرير لن اسنده الى اي دليل شرعي سواء كنت مع الكاتبة ام لا، وهذا ليس لانني على جهل بامور الدين الذي أورثني اياه والداي على الرغم من عدم فهمي الكامل له، وهذا امرًا لا أفخر به مع ان من يدينون بهذا الدين هم من جعلوا بعضًا منا ينفرمن البحث والتأمل فيه، وانما لان هنالك الكثيرون ممن اطالوا في اعطاءنا ادلة شرعية تثبت لهم او من يساندهم على الاقل نظرتهم حول تلك المفاهيم التي احدثت بلبة في استيعابها، وانني اعتقد بأن الباحث الذي يقتصر بحثه على اثبات وجهة نظره هو باحث فقير كون البحث من المفترض ان يتم بشكل موضوعي، وان الدين كاللغة فهو ظاهرة اجتماعية يجب ان يتم البحث فيه وتحليله لمعرفة سبب نشوئه وتعصب البعض له، لذا فان ما سأقدمه من اراء حول المقالة سيعتمد بشكل مباشر على تجاربي الشخصية، وكما قال حسين البرغوثي في روايته الضوء الازرق "تجاربي معبدي ومعبدي مقدس".
حينما انتهيتُ من قراءةِ مقالة "اهانة الاسلام للمرأة" والتي كتبتها نورا محمد، شعرتُ بفضول كبير لاتعرف على هذه الكاتبة وذلك بفضل الهجوم الكبير الذي وجهته للاسلام، وقد قراءتُ مقالتين لها وهما عبارة عن جزئين تسرد بهما الاحداث التي جعلتها تنتقل من الاصولية الى العقلانية، في البدء لم اعلم ان كان علي ان اتقبل ذلك الهجوم الشرس ام ارفضه، ولكن مع محاضرات مساق معالم الحضارة الاسلامية والمناقشات الحادة التي كانت تدور بين الطلاب والطالبات شعرتُ بانه علي ان اتقبل اراء الكاتبة وذلك ليس لانها على حق في كل ما تقوله وانما لان تقبل الاخر بمعتقداته المختلفة سيفتح لي المجال لان افهمه بشكلٍ افضل، وانني اعتقد بان كون المرأة بالذات تلوم الاسلام على الواقع الذي تحياها هو ليس بالامر الذي يجب ان يجعلنا نقف امامها صفًا واحدًا لنعارضها ونمنعها من حرية القول، وذلك لان كل هجوم يحيله الانسان على امرٍ ما، هو هجوم نابع من احداث سببت الكثير من قمع الحريات وطمسها دون اي اعتبار لحقوق هذا الانسان.
ان كل الادلة التي اتت بها الكاتبة لتبرهن اهانة الاسلام للمرأة من احاديث وايات قرآنية لم تكن بالجديدة علي، خاصة انني في فترة معينة كنت احمل ذات المعتقدات ولكن بوتيرة اقل حدة، كون كل منا عاش تجربة منفصلة مع دينه، وانني اجزم هنا بان تجربة نورا محمد قد كانت اقسى بكثير من تجربتي، وذلك وفقًا لعدة عوامل اثرت عليها والتي ساهمت في تغيير نظرتها للاسلام، فهي تذكر في الجزئية التي تتحدث بها عن اجبار الاسلام للمرأة المطلقة بالابتعاد عن ابناءها ان اختارت الزواج من رجل اخر كيف تألمت حينما ابعدوا عنها ابنائها لبعض الوقت، بالاضافة الى عامل المجتمع الذي عاشت به والذي تتضح معالمه من خلال حديثها عنه في مقالة الانتقال من الاصولية الى العقلانية.
وان كون الدين الاسلامي بُعث برسالة سماوية لكل الناس فمن البديهي بأن هذا الدين سيتم انتقاده والاضافة عليه حتى يلتبس علينا بمرحلة معينة التمييز بين الصحيح والضعيف منه، خاصة انه مضى على نشأته اكثر من الف عام، زاد بها عدد من أمنوا به وأوجدوا لانفسهم ايضًا طرقهم في اعتناقه، وان الانسان اليوم في انشغاله بما يدور حوله من احداث يجعله مضطرًا لان يقصر في امور دينه ومعرفته، من ناحية اخرى فان الدين الذي يتم تلقينه لنا يجعلنا خائفين من الشك به، وهذا ما وجدته لدى كثير من زملائي في مساق معالم الحضارة الاسلامية وانني احيل ذلك الى المجتمع بكافة مؤسساته من المدارس الى الاسرة..الخ، فهم ينتجوا انسانًا ممتنع عن التساؤل و التفكير والشك، حتى تجد امامك الالاف من الناس الذي تم تغليف عقولهم حتى لا يسعهم التنقيب في محتويات ذهنهم عما هم مقتنعين به تمامًا، وذلك يشكل خطورة عليهم كون العالم لا يتفق على فكرة واحدة، من هنا فانني اجد بان سبب النقد الذي مازال يوجه للاسلام بكثرة هو عدم تقبل وجهات النظر الاخرى لدى البعض رغم اننا تعلمنا منذ الصغر بان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وانني لستُ مقتنعة بأن هنالك من يؤمن بفكرة او دين او معتقد يستهجن الطرف الاخر ان كان يحمل افكار عكسية او مختلفة عنه، خاصة انني أومن بان اي فكرة تنتقل من صاحبها الى العامة على صاحبها ان يتقبل اراء الاخرين الذين انتقلت اليهم فهم احرار في قبولها ام لا،حيث الافكار التي تولد لتحشد المؤيدين فقط هي افكار لا يجب علينا ان نوليها اهتمامنا، على عكس الافكار التي تولد لتغير وتبني، فالاولى تهتم بالكم كونها تفرض نفسها بالقوة على الناس ام الثانية فهي تهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية دون ان تحسب يومًا تلو الاخر عدد من انضموا لها، والاسلام رغم انه اتى ليرعى مصالح الناس الا انه فرض نفسه ايضًا على بعضهم ممن دخلوه خوفًا دون الايمان المطلق به وهذا بالنسبة ايضًا لبعض الاديان الاخرى، مما يجعل المعادلة تختلف فالدين الذي وجد ليبني علاقة بين الانسان وخالقه وليقربه اليه، في تطبيقه تجده انه علاقة يتم فرضها عليك من قبل الناس لتكونها مع الله بما يتوافق مع مخيلاتهم ومبادئهم ونمط حياتهم.
في مساق اللغة العربية، تم عرض مقالة الاعلام والثقافة لعبد الرحمن منيف وفي جزءٍ من مقالته يتحدث عن اهمية الهوية الثقافية والوطنية حيث اعتبر بان وجودها سيشكل عائقًا امام من يريد فرض نموذجه الثقافي على غيره، خاصة النموذج الامريكي، كما اذكر بأنه في بداية مساق معالم الحضارة الاسلامية قد تحدثنا عن الثقافة وانها تختلف من مجتمع الى اخر، وانني اعتبر بان الدين وكيفية تناول الناس له والتعامل معه هو ثقافة ايضًا تختلف باختلاف المجتمعات، وان توحيد تلك النظرة له هي خطر كبير، بالاضافة الى انني اعتقد بان على الدين ان يشرح نفسه لي لا ان يوجد لي الف مفسر ومفسر حتى افهم مضامينه، فالدين يسر لا عسر، وان بررنا ذلك بحجة ان الاهتمام بالادب كان عاليًا جدًا في زمن نشوء الاسلام فلم اذن تم استعمال كلمات تتضمن معانٍ سلبية مثل ناقصات عقل ودين، والنقص هو نقص في الشيء مما يعني عدم اكتماله، وان كان المفسرين يقولون بانها لا تعني المعني الحرفي للنقص فلم تم استعمال تلك المفردة حتى وان كان توثيق تلك الاحاديث متأخر قليلا .
انني اعتبر بان حركات التحرر النسوية اتت هي الاخرى لتخلق فجوة بين الرجل والمرأة ولتحط من منزلتها بطريقة غير مباشرة، فكون المرأة تحتاج لحركة للتحرر والانفتاح فهذا يعني بانها شخص ضعيف وبحاجة للمساندة، كما ان فصل المرأة عن واقعها هو آخر ما تود ان تحصل عليه المرأة لكون المعضلة الاساسية هي بالواقع الذي تحياه والفصل لا يحل المشكلة بل هو يضخمها اكثر، وانني شعرتُ بذلك لمجرد اجتماع واحد حضرته لحركة نسوية كانت في بداية مسيرتها، مما جعلني اصارع العديد من الافكار في داخلي حيث كنتُ اعتقد بان تلك الحركات التي تقوم بتوعية المرأة وتثقيفها ما هي الا اداة اخرى لنهشها وضعفها، واكمال مسيرة الصراع بين الرجل والمرأة ومبدأ المساواة، بالاضافة الى ان معظم تلك الحركات تقوم بأخذ المرأة على حدة وتتوقع منها ان تستطيع مواجهة مجتمعها بسلطته الذكورية على الرغم من ان الوعي يفترض ان يكون للطرفين، فتوعية المرأة بحقوقها مع اغفال توعية الرجل سينتج مجتمع منغلق تمامًا على نفسه تسعى به المرأة لان تثبت جدارتها وكفاءتها، كأن تقول للرجل بأنني مثلك او افضل منك، تلك المقارنة التي تفقدنا جزءًا من طاقتنا وحبنا للحياة.
ان مقالة اهانة الاسلام للمرأة كانت رد فعل طبيعي لشخص واجه منغصات كثيرة احالها كلها للاسلام، الا انني على الرغم من تفهمي لذلك وجدت بأن تفسيرالادلة التي اتت بها الكاتبة لاثبات وجهة نظرها كانت كلها تصب في مصلحة تحقيق الغريزة الجنسية لدى المرأة في مجتمع يتفهم احتياجاتها بعيدًا عن الدين ومحرماته، ومع ان تلك الغريزة هي التي توجد احتياج كل جنس الى الاخر وتجعل العلاقة بينهما تكاملية، الا انني اعتقد بان الكاتبة لم تختلف كثيرًا عن ادلتها، فهي تطالب بما اباحه الدين للرجل من متعة، واننا لو تصورنا الكاتبة في زمنٍ معين رسولة تنشر رسالة سماوية فرسالتها تلك لن تختلف كثيرًا عن الرسالة التي تنقدها، حيث من المفترض بأن الدين اتى ليخدم الانسان ايًا كان جنسه، وان تجمعه لا ان تفصله، لذا فان الدين الذي يسعى لان يتكلم بكثرة حول الغريزة الجنسية وان يضعها في قطر الدائرة ويجعلها محور كل علاقة ستجري بين الرجل والمرأة بالتأكيد سيخلق فجوة بينهما تؤدي الى مشاكل كثيرة، بينما الدين الذي يؤمن بالعقل وينادي بأهمية استعماله سيبني مجتمع قائم على احترام الانسان .



#روان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقالة نورا محمد -اهانة الاسلام للمرأة-


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - روان سالم - رد على مقالة نورا محمد -اهانة الاسلام للمرأة-