أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إيمان البستاني - من حكايا بنت البستاني انا ...... وبابا نويل














المزيد.....

من حكايا بنت البستاني انا ...... وبابا نويل


إيمان البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 01:20
المحور: سيرة ذاتية
    


من حكايا بنت البستاني
انا ...... وبابا نويل
كتابة إيمان البستاني

مدرسة دار السلام الاهلية في كرادة مريم - لو بحثت عنها اليوم - لن تجد لها طابوقة واحدة - هي اول مدرسة ادخلها بعمر ( 5 ) سنوات كطالبة في الصف الاول الابتدائي , البناء واسع تتوسطه حديقة كبيرة وصفوف كانت معدة لكافة المراحل وهي مدرسة اهلية للسبتيين المسيحيين
ولان والدي كان يدرّس فيها طلبة السادس الاعدادي بفرعيه , تكرموا بقبولي في هذه السن المبكرة
كل ماأتذكره بقوة للأن من هذه المدرسة هو كيس البطاطا المقلية الذي يباع في كشك يتصدر الحديقة , وأغاني تشلع القلب لفيروز يبثها ذاك الكشك المبارك , ورغبتي وتخطيطي في الهروب من الصف , و دور الوسيط الفاشل الذي كنت العبه بأمتياز بين طلبة كبار بشوارب هم طلبة والدي ينتظروني في كل فرصة لايصال رسالة شفهية لوالدي مفادها انهم بحاجة لمساعدة بعد ان خاطوا وخربطوا في الامتحان , واكثر الاحيان كانت الرشوة المقدمة لي هو ذاك الكيس من البطاطا المقلية المفضل عندي , ومع اول قضمة أنسى اسم الطالب وثلاثة ارباع الرسالة المكلفة بأيصالها

كانت لنا معلمة جميلة الست لورا اتذكر أناقتها وعقد اللؤلؤ المزين جيدها , وكانت تدرسنا الانكليزي والموسيقى والدين, درس الدين هذا الذي حُشرت فيه حشراً , كان فرصة طيبة لقيلولة لذيذة لولا انه اخذ منحى الجدية حين جلبوا لنا بوسترات ايضاحية لقصص الانبياء واحدها بكبر الحائط , لا زالت قصة النبي يعقوب وأخيه التؤام عيسو امام عيني لحد الان , وكيف سُمي بيعقوب لانه عقب اخيه في الولادة , وكان الفرق بينهما ان عيسو كان مشعر كأنه تيس جبلي , في حين يعقوب كان املس او املط
والبوستر كان فيه النبي يعقوب صبي ملتحف بجلد خروف بين يدي والده النبي اسحق الكهل بحيلة وتدبير من والدته حتى ينال النبؤة من ابيه ولكي تحرم ابنها عيسو منها , لا احد يسألني الان لماذا لأنه كل ما بقي في ذاكرتي هو جلد الخروف
وكانت الست لورا تعزف لنا على البيانو كل يوم سبت في القاعة الكبيرة تراتيل دينية لا افهم منها شيء سوى الغوص في المقاعد الخشبية التي تشبه مقاعد الكنيسة حتى لا يبدو علي اني اغرد خارج السرب
الى ان جاء يوم عيد الكرسمس وكان عندهم تقليد بأن يقوم استاذ سامي الذي يدرسنا الحساب بلبس زي بابانويل , ويجمعون يومها كل الطلبة في تلك القاعة وكأنه يوم الحشر لزحمته , وعندها يدخل علينا من جهة المسرح هذا المخلوق بلحيته البيضاء وكرشه الكبير شاحطاُ خلفه كيس كبير مليء بالهدايا
واكراماً وتقديري لوالدي اقترحوا تلك السنة ان يعطيني بابانويل هدية خاصة وكأنهم بهذا ايضاً يذيبون جبل الجليد الذي بيني وبينهم
جلسنا في القاعة الكبيرة وبدأت ست لورا بالعزف على البيانو الضخم واللماع بلونه الاسود الموضوع في المسرح والكل تحت على المقاعد يردد خلفها الا أنا ( أطرش بالزفة ) , وهنا دخل علينا بابانويل ولحد الان اتذكر منظره وهو متجه بخطواته نحوي , ذبحني عندما اطلق ضحكته الشهيرة , عندها بدأت بالبكاء والنحيب , فسكتت موسيقى ست لورا , وسكت الجميع والكل ينظر لي إما بعطف او بأشمئزاز , حتى تقدمت مديرة المدرسة ( ست سلمى ) وكانت تشبه نجاة الصغيرة داخل كوستم انيق وهي تربت على كتفي وتقول - لا تبكي يا صغيرتي هذا سيعطيك هدية من بابا - يا هدية , يا بابا , ازداد البكاء لان بابا نويل لحظتها كان قريب مني بأربع اصابع وهو منهمك بأخراج علبة شوكولاتة كبيرة عليها وردة كبيرة لونها وردي
كان الحل الانسب والوحيد هو استدعاء والدي من مكتبه لانهاء حفلة اللطمية هذه , بالفعل حضر والدي وكانت تبدو عليه عصبية واضحة , اخذ علبة الشوكولاتة من مقصوف العمر بابانويل وناولني اياها وابتسم للجميع وشحطني من يدي وهي اسرع وسيلة لأزالة العائق الوحيد الذي افسد عليهم حفلتهم السنوية
استقبلني الاهل بالبيت كأني خارجة من سجن , بقت العلبة بحضني لا تفارقني مما جعلها تذوب وتسيح , وكلما طلبوا اخذها لتنظيف ملابسي يصيح بهم والدي قائلاَ - اتركوها دخيل الله ....لقد دفعت ثمنها دموعا عزيزة
في أمان الله



#إيمان_البستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاررورة العسل في الموصل
- أعطوني عنوان
- أنا الخروف الاسود
- واقعة حفلة أم كلثوم في باريس
- لو خَيّرني ألله
- بئر الحداثة - هكذا إرتويت منه
- ماناو توباباو - قصة لوحة
- نهى الراضي...القمر الخزفي
- نوستوس حكاية شارع في بغداد
- ديوان ريكان ابراهيم بجزئيه - هكذا وجدته


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إيمان البستاني - من حكايا بنت البستاني انا ...... وبابا نويل