سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 12:52
المحور:
الادب والفن
بعد مرور اكثر من سنه على اخر لقاء بينه وبين اخيه الاكبر في مقابر المدينة لقراءة سورة الفاتحة على روح امهم ، وكان في عيد الاضحى السابق ، التقيا صدفة أن الحزن الشئ الاكثر نقاءاً في الحياة ، يجمع الاخريين دون هدف رغم روابطهم المشتركة والعائلية .
كان يبكي بألم بحرقة يطلب المغفرة من امه ، من قبر انسان ميت . هو الذي قضى عشرون عاما خارج الوطن ، عشرون عاماً فاقد للذاكرة ، فاقد للوطن ، عشرون عاماً نسى وطنه وامه و واهله وعائلته الكبيرة وابيه الذي مات .... ارسل خلال هذة السنين حفنة دولارات لأمه المريضة وكم هائل من الحزن ... سألته : لماذا تطلب المغفرة من الموتى ، لم لاتعيش مع الاحياء ، وتكون طبيعياً دون ان تستجدي المغفرة ، فلأحياء يتميزون بان الفرح غير دائم غير ثابت وكذلك الحزن والكره والحب .
- احترم حزني .
- ياسيدي اريدك ان تعيش مع الاخرين وتتقبلهم بسيئاتهم بفرحهم وحزنهم واثامهم .
- لماذا لاتسكت .
- الحزن مقدس لكن ....
- اذن اصمت .
- اسف ان ثقلت عليك بأفكاري ، لكني مخلص لك ، واتمنى ان تنسى مافقدت وتكمل حياتك مع الاخرين ، مع ماتبقى منهم ، وتنسى لا أكثر.
- نظر بسخط وقال : شكرا لك ساتمم حزني في مكان اخر .... لم اسمع عنه شيئاً ، فانا احترم كل مافيه ولم اتصل ، رأيته صدفة في المتنبي مر سريعا استوقفته القى التحية وعرفني بصديق معه
- اتحتاج الى شئ .
- كلا ، اردت الاطمئنان عليك .
- فيما بعد ..... ورحل .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟