اختطاف . ق . ق

سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 12:16
المحور: الادب والفن
    

هي ابته الوحيدة التي لم ينجب غيرها ، كانت طفولتها تعيسة جدا فهي تعاني من متاعب في القلب اخذها الى الكثير من الاطباء والمستشفيات .كانت قلقه الدائم ، كيف يمنحها الحياة كيف لاتشعر بالألم وان تكون سعيدة .
كانت قلقه الدائم ، كيف يمنحها الحياة ، كيف لاتشعر بالالم ، ان تكون سعيدة ولو لما تبقى من عمرها ، سافرا الى تركيا والهند والى كل مكان يمكن يجد فيه علاج لها ، الا ان العلاج بقى ملازماً لها على مدار الاسبوع .
كانت تلميذة في احد المدارس الابتدائية ، يصحبها رجل عجوز بسيارة التاكسي في الصباح الى المدرسة ثم يعود اليها بعد الظهر يرجعها الى البيت .
بدأت الطفلة تعتاد الامل ، الفرح ، ان سر الحياة الدائم هو الموت و الخوف فلافرح يدوم ولا الامل .
في ظهيرة احد الايام عاد الرجل العجوز الى البيت وهو يبكي ويصرخ لقد خطفوا الطفلة . فقدت الام القدرة على الكلام ، تجتر الالم وحاول الاب ان يمثل دور القوي ، الجلد حضن زوجته وقال بكل الألم في العالم : الله كريم .
بدأ يفكر من يكون وراء اختطاف ابنته الوحيدة المريضة ، لم يكن سببا في الم اي انسان بل كان يساعد الفقراء كان محبوبا جدا ، يساعد الجميع ويحبه الجميع اخذته الظنون بكل اتجاهات الارض . لماذا .......
بعد يومين اتصل احدهم به ابنتك عندنا نريد مبلغ 100 الف -$- . ونعيد لك ابنتك توسل الاب اريد ان ..... انقطع الاتصال . لحظات مؤلمة ، قلق لاينتهي . المشكله ان المخطوف لايعلم احد ان كان سيعود ام لا وان عاد هل يعود حيا اوميتا .
بدأ مشوار قلق اخر لهذا المسكين والاف الاسئلة ..... هل ستعود ... هل ماتت ... هل ...هل ... . رن الهاتف اجاب دون تفكير : نعم .
- بعد ساعة نريد المبلغ قرب الجوبة ( الحبيبية ) . ان اخبرت الشرطة ستموت ابنتك .
- لكن . اقفل الخط .
جمع الرجل شتات نفسه وماله وبقية احلامه بعودة طفلته .... ركب السيارة قادها الى منطقة الحبيبية كان يسير حسب توجهاتهم ، وبعد ساعه دخل في ازمة المنطقة فهو لم يعرفها جيد وبدأ الجو بالظلام توقفت قربه سيارة وفيها مجموعة من الاشخاص شهر احدهم مسدسه
- اعطنا النقود وخذ ابنتك .
نزل من سيارة وحمل حقيبة النقود ، اعطاها لهم ، حمل ابنته اركبها السيارة وانطلق بسرعة مذهلة .... ...... كان يريد الهرب من العالم كله مع ابنته . وتقف بعيدا قرب الاضواء المشتعلة وتحسس ابنته وقال
- الحمد لله على سلامتك يامريم .
لم تجب مريم انصت اليها وجدها شاحبة لا لون لها ولاتتنفس .... لقد ماتت مريم ، لأنها لم تاخذ علاجها .... ماتت

#سعد_سوسه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات