أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب















المزيد.....

الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 08:27
المحور: كتابات ساخرة
    


تختلف النظرة للحيوان من مجتمع لمجتمع حسب النشأة والتربية. كلما تقدم المجتمع في سلم الحضارة والرفاهية كلما زادت متطلباته الكمالية والجمالية, ومن تلك المتطلبات الجمالية حب اقتناء الحيوانات الأليفة خاصة الكلاب, واعتبارها جزء مكمل للأسرة. أما في الحياة البدوية الصعبة المراس التي تطبع البشر بقسوة الحياة فتخلق فيهم الجلافة والفظاظة لدرجة توقف متطلبات البشر عند البحث عن الماء والكلأ اللازم لاستمرار حياته البدوية, بالطبع يكون الجمال والفن وحب الحيوانات الأليفة بعيدة عن فكره وتفكيره. في بلادنا رغم حضارتنا الضاربة جذورها في أعماق التاريخ, ورغم أن أجدادنا الفراعنة قد عرفوا واستأنسوا الكلاب منذ 7000 عام (4000 ـ 4500 ق م), وقدسوها لصفة الوفاء ضمن الأرباب ( أنوبيس ) وحنطوها بعد موتها, قد تطبعنا بالطابع البدوي ونظرتهم الدونية للحيوان خاصة الكلاب. كان العرب البدو في جاهليتهم محتاجين للكلاب لحراسة خيامهم والتنبيه بالعواء عندما تغزو قبيلة معادية ديارهم للاستيلاء علي متاعهم ونسائهم, لكنهم رغم ذلك لا يحترمونها ولا يشكرونها بل يحقّرونها وبجعلونها أداة للسخرية من بعضعم البعض. وقد اعتبرها العرب بعد الإسلام حيوانات نجسة تنقض الوضوء, ولا يجيز الإسلام استخدامها إلا لدواعى الحراسة والرعى ويحرم اقتنائها في المنازل, لهذا السبب عندما نسُب شخصا ننعته بإبن الكلب, وحين نسخر من ملامحه نقول له : في وجهك طول وفي وجه الكلاب طول. وللأسف توارثنا منذ الغزو البدوي لمصرنا أجيالأ بعد أجيال تحقير الكلب ووصفه بالنجاسة والدونية.
الكلاب الضالة تملأ الطرقات, تنمو وتتكاثر بأعداد رهيبة وحين لا تجد طعامها تتوحش وتعقر من يقع تحت سيطرتها. وحين يضج الناس يأتي سماوي الكلاب الذي يقتل الكلاب بلا رحمة, كان قديما يستخدم السم وتطور الأمر للضرب بالنار في وضح النهار وأمام الأطفال, حتي صار الأطفال لا يستنكرون ذلك ويتسلون بالجري خلف الكلاب يقذفونها بالطوب والحجارة.
أذكر في مرحلة الدراسة الثانوية مجادلتي مع الشيخ عبد الله شيبة مدرس اللغة العربية في درس البلاغة. أعطي شيخنا مثلا لوصف يفتقر للبلاغة اللغوية حين قال إعرابي يصف صديقا له: أنت كالكلب في الوفاء. وأوضح الشيخ أن الإعرابي خانه التعبير بإقران وفاء صاحبه بحيوان حقير, فقلت له معترضا: بل الإعرابي في منتهي البلاغة لأن الكلب من أخلص المخلوقات لصاحبه ولا يوصف أبدا بالحقارة, لكنه أصر علي أن الوصف رغم صدقه لكنه من الناحية اللغوية غير بليغ وهذا موضّح بالكتاب المقرر.
في الدول المتحضرة الغربية للكلب مكانة خاصة ويعتبرونه فردا من أفراد الأسرة له كل الاحترام والتقدير. أذكر حين كنت في هولندا مبعوث من شركتي مع لفيف من المتخصصين لمعاينة وحدة انتاج اليوريا "المقرر شراؤها" والتدرب علي التشغيل والصيانة والتحاليل الكيميائية, دعيت للغذاء عند أسرة مدربي, وحين حاولت الجلوس علي مقعد نبهني بلطف أن هذا مقعد جاجور وأشار لي بالجلوس علي مقعد آخر, وجاجور هذا هو الكلب أحد أفراد الأسرة.
هنا فى كندا تعودت أن أخرج لرياضة المشى فى البارك المجاور للبناية التى أسكن فيها بين العصر والمغرب فى فصل الصيف. لاحظت سيدة فى الستينات من عمرها تخرج للتريض أيضا فى نفس التوقيت وبصحبتها كلبيها من نوع الرويال كانيش الجميل الضخم الجثة, وحين نلتقى أحييها بابتسامة فترد على بأحسن منها. ومع الأيام أحسسنا بالألفة وتجاذبنا أطراف الحديث وكان مُجمل حديثنا عن الكلاب وهو الحديث المفضل لديها فهى عاشقة للكلاب وتلقب كلبيها بالأولاد. سألتها ذات يوم أيهما تفضل كلبيها أم أولادها, فأجابتنى دون تردد: كلبىّ بالطبع فإبنتى دانا رغم حبى لها والتفانى فى تربيتها بمجرد وصولها سن الثامنة عشرة تركتنى وعاشت مع صديقها ولا تتصل بى قط لتطمئن علىّ إلا إذا كانت فى حاجة, أما كلبىّ فهما معى دوما لا يفارقانى ويحبانى بدون غرض.
نشرت جريدة الأهرام القاهرية يوم الجمعة 27 فبراير أن مستخدمي موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أنشأوا هاشتاج بعنوان (كلب شارع الأهرام) نشروا فيه مقطع فيديو لكلب يقوم عدد من الأشخاص بتعذيبه وطعنه وذبحه، ثم التمثيل بجثته على مرأى ومسمع من الناس وكشف النشطاء، أن الواقعة بدأت عندما تشاجر مالك الكلب "أوشا"وصديقه "نادر" مع بعض الأشخاص بشارع الأهرام بشبرا الخيمة، فقام الكلب "ماكس" دفاعًا عن مالكه بعض اثنين منهم، فرفع الشابين قضية على صاحب الكلب حكم عليه فيها بالسجن لمدة عام، وفي محاولة من أوشا للتصالح معهم مقابل التنازل عن القضية، عقدت جلسة عرفية بحضور عضو مجلس الشعب "سابقا" قضت بأن يحصل الشاكين على الكلب، ويقتلوه مقابل التنازل عن المحضر. وحاول أوشا التنصل من الاتفاق علي أن يدفع مبلغا من المال, وأمام إصرار المضارين قبل بتسليم كلبه, بل قام هو بربط الكلب في عمود إنارة وكان أول من اعتدي عليه ضربا وتجمع الناس حول الكلب وقاموا بتعذيبه ضربا بالشوم والسكاكين حتي قتلوه بصورة وحشية بشعة لا تقل عما يقوم به الدواعش. تم القبض علي الجناة ووجهت النيابة لهم تهمة القتل العمد لحيوان أليف، وحيازة سلاح أبيض، وإثارة الرعب فى نفوس المواطنين. وفي يوم 4 مارس صدر الحكم علي المتهمين بالسجن لمدة ثلاث سنوات لكل منهم مع الشغل والنفاذ.
https://www.youtube.com/watch?v=iYkyOIa65Z4
أما في الغرب فالصورة مختلفة تمام الاختلاف. تحضرني قصة كلب مميز تابع لجهاز الشرطة الأمريكية منذ عام 2007، شارك في العديد من العمايات البوليسية للقبض علي أكثر من 150 مجرم وخارج على القانون, كما شارك في عمليات الكشف ومصادرة المخدرات. بعد فترة من خدمته الشرطية ظهر علىه آثار التعب والإرهاق الشديد, وبدأ يعاني من القيء وفقدان الشعر والتورم, وتم تشخيص حالته بأنه مصاب بداء «كوشينج» مرض معقد وغير منتشر يأتي نتيجة زيادة نسبة الكورتيزون في الدم, وحاولوا كثيرًا معالجته بالعقاقير دون جدوي. بعد فترة طلبوا من المستشفي في بنسلفانيا إجراء عملية لاستإصال الأورام ومعالجته بشكل أفضل, ولكن الحالة كانت متأخرة جداً ويستحيل معها إجراء أي عملية. ورغم ذلك لم يأخذوا قرارًا صادمًا بإعدامه ولكنهم تعاطفوا معه بشكل أكبر, وأصروا على علاجه لدرجة أن الأمر تطلّب زيادة الميزانية المخصصة لعلاج الكلاب البوليسية من 300 دولار سنويا إلي 13 ألف دولار بسبب ذلك الكلب. ورعم كل المحاولات لم يتحسن بل ازدادت حالته سوأ، وأصبح يعيش في عذاب من شدة الألم ومعاناة الموت البطيء، فقرر جهاز الشرطة الأمريكي إعدامه رحمة به، وتم إعدامه بطريقة تليق به كبطل. أقامت الشرطة حفلا كبيرا لتكريمه ووداعه, وحضرالحفل 30 ظابط شرطة, بكي جميعهم لأجله وقاموا بأداء التحية العسكرية الرسمية له, وودعهم الكلب وفي فمه اللعبة التي يحبها وكان دائم الاحتفاظ بها مع مدربه.
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?p=3717083
حتي نحارب الإرهاب والتطرف في بلادنا لابد من البدء في تربية النشئ تربية حضارية تنمي فيهم الإنسانية والرحمة ليس فقط بالإنسان, لكن أيضا بالحيوان. نعلمهم كيف يحبون الحيوانات الأليفة ونشجعهم علي اقتنائها والعناية بها. وليتنا نوقف عمليات القتل الهمجي للكلاب الضالة التي رؤية الأطفال لها تشجع لديهم غريزة العدوان وسهولة القتل.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبث الإنسان واحتمالات نهاية البشرية
- فقراير بدم الشداء يكشف الضماير
- فقراير مرار طافح وداير
- ليس لازدراء الإسلام يحاكمنها
- سنة سوخة من أولها بانت لبتها
- أسباب الانحدار والكراهية بين المصريين
- العجب والحيرة في مولد أبو حصيرة
- شورت وفانيلا وسنكحة في مانيلا
- وجهي العُملة الفاسدة
- التدني بين مايحكمش وابتزازكو
- العرب العاربة والمستعربة
- قاتل أبوه..وبنحبوه
- ثقافة الخلط بين الدين والسياسة
- مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس
- أحلام بين زمن فات وآخر آت
- فداحة الخسارى بانهيار هرم سقًارة
- عذاب القبر بين الحقيقة والأساطير
- إن خلص الفول أنا مش مسؤول
- محمد نجيب وجزاء سنمار:
- ماذا لو لم تنجح حركة ضباط الجيش 1952 ؟


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب