أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - سنة سوخة من أولها بانت لبتها















المزيد.....

سنة سوخة من أولها بانت لبتها


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 04:06
المحور: كتابات ساخرة
    


في ليلة رأس السنة الميلادية كتبت رباعية أودع بها العام المنصرم وأتمني أن يكون الخلف أفضل من السلف:
مرت سنة وكان معظمها مر
وهـلت سـنة وياريتها تسّر
يا رب عود علينا السنة
وكل بشر العالم سعيد وحر
ولكن يبدو أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, وكانت البداية محبطة ولا تنبئ بما نأمل. إنهالت علينا فتاوي كالسيل الجارف وعلي كل لون يا بتستا, ممن يطلق عليهم مشايخ السلفية الوهابية, بداية من وجدي عنيم لمحمد حسان لمصطفي العدوي لهاتولي راجل وصولا إلي القرداوي, تشجب وتكفر كل من يحتفل برأس السنة وتهدده بالعار والشنار وبئس القرار, وتشجب وتكفر الدول العربية والإسلامية خاصة إمارتي دبيّ وقطر لإقامة شجرة الكريسماس بحجة التشبه بالكفار وأن هذا يغضب الله ورسوله والسلف الصالح. ويبو والله أعلم أن مشايخنا الكرام ناس جدّ تعلو التكشيرة وجوههم السمحة ويبدو ذلك جليا من الكلاكيع الملتصقة بجباههم المضيئة بنور الإيمان وهم لا يحبون المرح والفرفشة ولا للناس أن يفرحوا ويزأططو يوم في السنة فبدأوه بالعكننة علينا وعلي أهالينا وعلي اللي يتشددوا لنا.
ومع اقتراب عيد ميلاد المسيح له المجد, انهمرت الفتاوي كالبركان المتفجر تتوعد كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله بعذاب القبر ولدغات الثعبان الأقرع ثم نار جهنم الحارقة الماحقة لو سولت له نفسه الأمارة بالسوء بتهنئة جاره أوزميله في العمل أو صديقه النصراني الكافر في عيد ميلاد مسيحه, بحجة أن تهنئة الكفار بأعيادهم تعني الإيمان بمعتقداتهم التي تخالف القرآن وصحيح الدين. يا مشايخنا الأفاضل لو قريب لك تزوج من سيدة لا تعجبك وتراها غير مناسبة له من حيث الجمال أوالمال أوأي سبب آخر ولكنها تعجب العريس ولا يرغب في الزواج بغيرها. هل تذهب لعُرسه وتهنئة بالزواج أم تمتنع وتهدد كل من يهنئه؟ بالقطع ستقول لنفسك هذا اختياره ووحده يتحمل عواقبه, وتذهب أنت وكل أفراد أسرتك لتهنئة العروسين وتلهط العشاء الفاخر حتي يمتلئ كرشك العامر. بنفس المنطق تهنئتك للمخالف لك دينيا لا يعني اعترافك بما يؤمن به, فهذا اختياره وحده وفي النهاية هو وحده من يتحمل عواقبه وأنت تهنئه وتتمني له الخير لأنه صديقك أوجارك أو زميلك في العمل أو شريكك في تجارة.
والغريب أن بعض من أصدقائي الأعزاء والمقربين ربما قد اقتنعوا بفتاوي مشايخ الفتنة ولم يتصلوا بي لتهنئني بالعيد كما كان يحدث دائما لأنني بالنسبة لهم كافر. والكفر في اللغة العربية معناه ستر النعمة وأصله الكَفر ـ بالفتح ـ أي: الستر. ومنه قيل للزُرّاع والليل: كافِرٌ. جاء فى القرآن: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد:20] والكفار هنا هم الزراع لأنهم يضعون البذور ويسترونها تحت التربة. وقول لُبَيد: "في ليلة كَفَرَ النجومَ غمامُها". ومنه: المتكفِّر بسلاحة، وهو الشاكي الذي غطى السلاحُ بدنه. وسميت بعض البلدان بالكفور مثل كفر الدوار وكفر الزيات وكفر طهرمس لارتفاع تربتها التى تخفى ما تحتها. من هذا المنطلق اللغوى أنا أقر وأعترف أنني كافر بدينك لأنني إذا وافقت عليه لأصبحت مسلما, كما أنك بالنسبة لي كافر بديني لأنك لوآمنت به لأصبحت مسيحيا, ولكن كلانا غير كافر بالله الواحد المبدع الخالق, كلانا مؤمن بالله ولكن كل منا علي طريقته. يا صديقي أنا أحبك لأنك إنسان قريب إلي قلبي وتربطنا صداقة قوية مديدة, وعدم معايدتك لي أحزنتني ولكن لم تُغضبني, فقط سأعاملك بالمثل ولن أعيّد عليك في عيدك, وأظنك لاحظت ذلك أنني لم أهنئك بعيد مولد رسولك (ص).
معظم أصدقائي بالمهجر من العراقيين الأفاضل وأنا أعتز بصداقتهم وأحضر حفلاتهم ومؤتمراتهم ومناسباتهم الأدبية والشعرية, ومنهم من نتعايش ونتزاور كأسرة واحدة. وبالأمس اتصل بي صديقي الحميم غاضبا وعاتبا أن مذيعا مصريا أهان العراقيين جميعا, فهدأت من روعه واعتذرت له حتي قبل أن أسمع ما قاله هذا المذيع المدعو توفيق عكاشة. بحثت عن الرابط علي اليوتيوب الخاص بهذه الواقعة واستمعت إليه.
https://www.youtube.com/watch?v=YH29mHnD_Oo
وتوفيق عكاشة الملقب إعلاميا بالعُكش, من مواليد قرية ميت الغرقا مركز نبروه محافظة الدقهلية "8 يناير 1966", حاصل علي بكلوريوس الخدمة الاجتماعية 1990 من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ, بتقدير مقبول, هو صاحب قناة الفراعين (مملوكة لأمه تفيدة الفقي), ويحرص عكاشة دائما على ذكر إسمه مسبوقاً بلقب "دكتور" ويدّعي أنه حاصل على الدكتوراة فى "إدارة المؤسسات الإعلامية" من جامعة "ليكوود برادنتون" بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية كما هو مذكور في سيرته الذاتية على موقع حزب مصر القومي - الذي أنشأه مع طلعت السادات بعد حل الحزب الوطني الديمقراطي. ولكن بالبحث والتقصي اتضح عدم وجود جامعة أمريكية بولاية فلوريدا أو أي ولاية أمريكية أخري بهذا الإسم. منع من الظهور في التلفاز بقرار قضائي، ولكنه طعن به ورجع للظهور. كما حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر لإدانته بسب وقذف إحدي السيدات, وهودائم التطاول علي السياسيين والدول الصديقة, فقد تطاول سابقا علي شعب السودان العظيم. هو يتحدث بلهجة قروية مُوجها حديثه للقرويين أمثاله مستخدما نفس الألفاظ السوقية التي أهان يها أهل العراق. فهو لا يستطيع التفريق بين مخاطبة مُريديه من القرويين وبين مخاطبة شعب صديق نُكن له كل الاحترام والتقدير كشعب العراق ذو الحضارة الضاربة في عمق التاريخ والذي علم العالم فن الكتابة وأول من عرف القانون. ولكن في الحقيقة هو كان يعتقد أنه بهذا التعنيف الغير لائق يستحس العراقيين علي التماسك والوحدة ونيذ التقاتل حتي يعود العراق قوة عربية فاعلة كما كان, لكنه أساء التعبير. وقد ردعلي تطاوله العديد من الإعلاميين العراقيين وكالوا له السباب الذي يستحقه وعلي رأسهم الإعلاني ناهي مهدي:
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?p=3689068
وأيضا في بداية هذا العام فارقتنا سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة, وهددت عصابة داعش بقتل اثنين من اليابانيين المختطفين, كما سيطر الحوثيون علي القصر الرئاسي باليمن. هكذا كانت بداية العام الجديد في أول شهر له, وربنا يستر علي ما تجيئ به الأيام في باقي الأشهر التي نتمني أن تكون أفضل وأحسن. وفجأة وأنا أكتب هذا المقال سمعت جلبة خلف ظهري ولا أدري كيف تسلل أولائك الوحوش إلي مكتبي وأحاطوا بي كما يحيط السوار بالمعصم وبادروني بالسب واللعن بأقزع الألفاظ, وطلبوا مني الاستتابة والدخول في الإسلام وإلا قطعوا رأسي. حاولت أن أعرف سبب غضبتهم وسر محاكمتي فكان جوابهم أنني تعرضت لهم بالسب ووصفتهم بالسفاحين في مقالاتي, وانتزع أحدهم مقالي من بين يدي ولوح لي به قائلا: هذا المقال وحده يكفي كدليل لجريمتك واستحلال دمك. حاولت التملص للهرب من بين أيديهم فعاجلني أشدهم قوة بغرز سيفه في رقبتي, فصرخت متألما.. واستيقظت علي دقات قطرات الثلج المتساقط علي شرفة حجرتي ولونه الأبيض الناصح محي من وجههي علامات الخوف فقمت وأنا أتمتم بحمد الله وشكره.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب الانحدار والكراهية بين المصريين
- العجب والحيرة في مولد أبو حصيرة
- شورت وفانيلا وسنكحة في مانيلا
- وجهي العُملة الفاسدة
- التدني بين مايحكمش وابتزازكو
- العرب العاربة والمستعربة
- قاتل أبوه..وبنحبوه
- ثقافة الخلط بين الدين والسياسة
- مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس
- أحلام بين زمن فات وآخر آت
- فداحة الخسارى بانهيار هرم سقًارة
- عذاب القبر بين الحقيقة والأساطير
- إن خلص الفول أنا مش مسؤول
- محمد نجيب وجزاء سنمار:
- ماذا لو لم تنجح حركة ضباط الجيش 1952 ؟
- تخفيض الدعم وتأثيره علي محدودي الدخل
- رمضان بين الأمس واليوم
- رسالة تنويرية لفخامة رئيس الجمهورية
- خطأ غير مقصود أو زلة لسان بلا وعي
- ضرب النفير لممر التنمية والتعمير


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - سنة سوخة من أولها بانت لبتها