أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - اليمن، النشأة والمصير















المزيد.....

اليمن، النشأة والمصير


محفوظ أبوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل الجمهورية العربية اليمنية الجزء الأكبر من الإقليم الكائن فى جنوب شرق الجزيرة العربية والذى أصطلح على تسميته باليمن وتبلغ مساحته نصف مليون كيلومتر مربع تقريبا، وإذا نظرنا إلى اليمن فى العصر الحديث نجدها تتكون من ثلاث أقاليم سياسية رئيسية : المنطقة الأولى وهى المنطقة الشمالية التى تشمل كل من إمارة عسير التى حكمها الغساسنة لعدة قرون، ومنطقتى جيزان ونجران وكان حكمهما يتنقل بين عدة قبائل، وقد استولى بن سعود على هذه المنطقة بالكامل وضمها إلى مملكته الوليدة واكتسب هذا الوضع الشرعية بإتفاقية الطائف عام 1934.
المنطقة الثانية هى المنطقة الوسطى وتعد أكبر مناطق اليمن من حيث المساحة وعدد السكان و تتكون من المرتفعات الوسطى والجنوبية وسهل تهامة والهضبة الصحراوية وتشتمل على أكبر المحافظات ( صنعاء، تعز، حجة، صعدة، عمران، الضالع، سهل تهامة ….) ويسكنها حوالى75% من سكان الجمهورية اليمنية حاليا ويتركز فى وسطها وشمالها مذهب الشيعيية الزيدية. المنطقة الثالثة وهى منطقة السواحل الجنوبية والشرقية وتتكون من محافظات عدن ولحج وابين وِشبوة وحضرموت وبعض المحافظات الصغرى. وتتكون الجمهورية اليمنيية حاليا من هاتين المنطقتين التين يشتملان كامل مساحة اليمن التاريخية بإستثناء المناطق التى استحوزت عليها المملكة السعودية بقوة السلاح. وقدر عدد سكان الجمهورية فى فبراير 2013 ب 5 ,25 مليون نسمة منهم حوالى60% من المسلمين السنة 40 % من الشيعة الزيدية ويشكل أبناء القبائل حوالى85 % من السكان يتوزعون على 200 قبيلة أكبرها قبائل همدان ومذحج وكندة وحمير وبنو تميم والأزد والهاشمية وخولان والمعافر. ورغم ان عموم القبائل تعود إلى أقسام مشتركة، إلا ان النزعة الإستقلالية للقبائل عبر تاريخها جعلتهم عرضه للإستقطاب المتغيربدرجة تلعب دورا سلبيا بارزا فى الحياة السياسية والإجتماعية يعرقل ويضعف مركز الدولة وفي فترات مختلفة تشكلت تحالفات قوية متغيرة لبناء دول أو إسقاطها لأن نسب القبيلة ليس بأهمية التحالفات، وهذه الطبيعة تظهر بوضوح سواء في تاريخ اليمن القديم أوالمعاصر فالقبائل أبعد من أن تكون هياكل مجتمعية متجانسة ، فقد تشترك عدة عشائر في تاريخ و”نسب” مشترك ولكنها تغيرإنتمائتها وولائتها حسب ماتمليه الإحتياجات والظروف وتجد لها والقبيلة المتحالفة معها حديثا”نسباً” مشتركاً وهي عادة قديمة قدم القبائل العربية نتيجة عوامل سياسية مختلفة أغفلها “علماء الأنساب” عبر التاريخ الإسلامي.وفي دراسة أجرتها الباحثة الأمريكية سارة فيليبس بالتعاون مع جامعة صنعاء، كانت نسبة من صرح من سكان المناطق الجنوبية بأن الولاء يجب أن يكون للدولة لا للقبيلة أعلى بنسبة 70% من سكان محافظة عمران ( الحيثيين ) بالمنطقة الوسطى، كما يعد اليمن ثانى دولة فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية فى نسبة إمتلاك أفراده للأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ولم تكن هنك دولة واحدة طيلة التاريخ فى بلاد اليمن بل كانت القبائل والطوائف تقاتل بعضها بعضا، وكانت المنطقة الوسطى ( اليمن الشمالى حاليا ) تسود فيها الإضطرابات وتعمها الفوضى معظم الأحيان فى العصورالحديثة إعتبارا من بدايات القرن السادس عشر، فرغم إن الإمامة الزيدية كانت تحكمها فى معظم الأحيان إلا أن الأئمة كانوا يقاتلون بعضا وقد كان شائعا وجود إمامين فى نفس الوقت لكل منهما مناطق نفوذه. وقد استولى العثمانيين والمماليك ومحمد على والإنجليز فى أحيان كثيرة على مناطق شاسعة من اليمن وحكموها لأزمنة متفاوتة.

وقد أستولت القوات البريطلنية على عدن عام1937 واصبحت مستعمرة تابعة للتاج البريطانى، ومدت نفوذها إلى كامل المنطقة الجنوبية، وقد تمكنت الإدارة البريطانية فى عدن من عقد معاهدة صداقة تم بقتضاها تجميع قبائل المنطقة الجنوبية ” لحج حضرموت وأبين وشبوة “فى إتحاد كونفدرالى يتكون من خمسة عشر سلطنة اطلق علية إتحاد الجنوب العربى. ونعمت المنطقة بحالة من الإستقرار مكنتها من إنشاء بنية تحتية أكثر تقدما وإعمارا ونسبة عالية من التعليم، بخلاف حالة الفوضى التى كانت سائدة فى المناطق الشمالية من إقتتال بين القبائل وإنقلابات عسكرية أبقت الحياة فى شمال اليمن فى حالة أقرب ماتكون إلى القرون الوسطى.
وكان اليمن الشمالى منذ نهاية الحرب العالمية الأولى تحت حكم أسرة حميد الدين قدر من الإستقرار تنتابه فى معظم الأحوال محاولات إنقلابية سواء من القبائل أو الجيش أو أحد أفرد الأسرة كان آخرها محاولة إنقلاب ضباط الجيش عام 1955. إلى أن قامت الثورة التى أطاحت بنظام الإمامة فى اليمن الشمالى إلى غير رجعة فى 26/9/1962. قام بها عدد من الضباط ورجال القبائل وطلبوا دعما لمواجهة القبائل المؤيدة لإسرة حميد الدين من عبد الكريم قاسم (الذى إكتفى بتأييدها بالخطب الحماسية )، وجمال عبد الناصر الذى رد عليهم برسالة جاء فيها ” نبارك خطواتكم ومستعدين لدعم الثورة اليمنية ” وأعقبها بإرسال قوات من الجيش المصرى. الذى أحدث وصوله خشية لدى السعوديين من المد الناصرى وإنتابتهم المخاوف من قيام جمههورية فتية فى اليمن قد تنهى هيمنتهم على الجزيرة العربية، بل قد تؤدى الىمحو وجودهم، وقامت السعودية والأردن وبريطانيا بدعم القبائل الموالية للإمام البدر والعمل على عودة أسرة حميد الدين إلى الحكم، وأغرقت البلاد بالمرتزقة والسلاح والأموال، ورغم الإمدادت التى لاتنقطع صمد الجمهوريون.
وعاشت اليمن فى حرب أهلية إنتهت عام 1975 بتسوية تم بقتضاها إنهاء الحرب وإنشاء نظام حكم جمهوري تشترك فيه وتساندة غالبية القبائل التى كانت مؤيدة للإمامة، وعانى شمال اليمن العديد من الإضطرابات مابين تمردات قبلية إلى إنقلابات عسكرية دموية لعدة سنوات. تزامنت الثورة ضد الإمامة في شمال البلاد، مع مساعي الجنوبيين للتخلص من الوجود البريطانى فى عدن وظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين وجبة تحرير جنوب اليمن المحتل ذات التوجهات اليسارية، واستمرت هجمات الجبهتين حتى إنسحاب القوات البريطانية عن عدن فى 30 نوفمبر 1967 وإعلان قيام جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية شملت كامل المنطقة الجنوبية، وقد تراوحت العلاقات بين الجمهوريتين مابين المناوشات والمفاوضات من أجل الوحدة إلى أن وقع على عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنيى ( الذى تولى الحكم بإنقلاب عسكرى دموى عام 1978 ) مع على سالم البيض رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية (اليمن الجنوبى ) إتفاقية فى نوفبر عام 1989 بين البلدين تم بمقتضاها إعلان الوحدة رسميا فى 22/5/1990. إلا أن اليمن الجنوبى قام بمحاولة إنفصالية ونشبت الحرب بين الجنوب والشمال مابين شهرى مايو ويوليو عام 1994 وإنضمت بعض قوى وقبائل الجنوب لليمن الشمالى وانتهت الحرب بإنتصار الشمال وهروب قادة الجنوب إلى خارج البلاد.وقد أحكم على عبدالله صالح قبضته على الجيش والدولة مستعينا بشيوخ القبائل وملشياتهم المسلحة فى الجنوب والشمال فى مواجه الإنقلابات العسكرية والمحاولات الإنفصالية وتمردات الحوثيين الستة مابين أعوام2004/2009 بمحافظتى صعدة وعمران ومحاولات تنظيم القاعدة السيطرة على محافظتى أبين وشبوة فى الجنوب منذ2010. وفى مقابل دعم النظام فى حروبة منح شيوخ القبائل امتيازات ضخمة من أموال وعقارات ورتب عسكرية ودرجات عسكرية، كما حصل رجال القبائل على كميات كبيرة من الأسلحة الصغيرة والمتوسطة تقدر بخمسة ملايين قطعة فى حين أن الأسلحة التى فى حوزة الدولة لاتتعدى 1,5 مليون قطعة. وفى نهاية 33 سنة من حكمه عدت اليمن من أفقر دول العالم وأعتبر مواطنيها من أكثر البشر بؤسا طبقا لتقارير التنمية البشرية .
تأثرا بموجة ثورات الربيع العربية، اندلعت إحتجاجات واسعة النطاق بشوارع وميادين العديد من مدن اليمن حتى بلغت زروتها فى شهر فبراير 2011 وانضمت اليها القوى السياسية والحزبية وبعض شيوخ القبائل ووحدات الجيش، وسلم صالح السلطة لنائبة تنفيذا للمبادرة الخليجية التى وضعت خريطة للمستقبل أقرتها معظم مكونا ت المجتمع ومجلس التعاون الخليجى والأمم المتحدة، وكان التحول إلى دولة اتحادية جزء من انتقال اليمن إلى الديمقراطية بموجب اتفاق إنتقال السلطة وإنهاء مركزية الدولة في صنعاء وتخفيف من السلطات التي استحوذ عليها صالح طوال عقود حكمه بعدما استشرى في عهده الفساد والصراع. وينص الإتفق أن يكون لكل إقليم في اليمن سلطة أكبر فيما يتعلق بشؤونه مثل الخدمات المدنية والاجتماعية والصحية والأمنية كما سيكون لكل إقليم قوة شرطة خاصة به، ولا يعارض الجنوبيون والحوثيون إقامة دولة اتحادية لكن الجميع غير راضيين بحدود التقسيم بإستثناء عدد صغير من القبائل
كان يأمل الكثيرون أن تعيش اليمن وضعا طبيعيا تتعلم أثناءه القوى المتصارعة فضيلة التعايش وتقبل مبدأ التداول السلمى للسلطة . ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. فالرئيس السابق على عبد الله صالح الذى أنذر خصومه قبل أن يجف حبرالمبادرة الخليجية بأنه سيعلمهم ماهى المعارضة، قد وفى بوعده وخرّب المرحلة الإنتقالية التى بدأت فى فبراير 2012. مستغلا إستمرار التدهور الأمنى وسوء الأوضاع الإقتصادية وفشل حكومة الوفاق فى تحقيق مهمامها وسيولة الأوضاع السياسية، وتحالف مع الحوثييون الزاحفون فى أى اتجاه تكون رياحه مواتية لهم. لقد سهلت التطورات الأخيرة حدوث تقارب مفزع بين خصمى الأمس. وبعد ماحققه الحوثيون من إنتصارت أذهلت خصومهم، وأرجفت قلوب الحلفاء وأفزعت دول الجوار والمجتمع الدولى ،لأنهم قوة عسكرية جامحة بدون برنامج وعمل سياسى، ومن يتابع خطابهم السياسى يجد أنهم كحزب الإصلاح ( إخوان مسلمين اليمن ) بعيدين عن قضايا الناس الملحة والآجلة لا يملكون أى رؤية للتغيير السياسى والإقتصادى. ويتبنون خطابا يداعبون به عواطف البسطاء والأميين - جمهور كل تيارات الإسلام السياسى - التى تعيد اليمنيين إلى مربع الصراعات العبثية التى إنتهت منذ 1400 سنة حول من كان الأحق بالخلافة.
و يبقى:
- قدرة الحوثيون على التوسع وإستخدام السلاح فى ظل تهافت الدولة وفراغ السلطة0
- المشكلة الجنوبية قضية القضايا بحسب ماتعارف عليه كل اليمنيين، بدون حل فى الأفق0
- القاعدة التى تسابق الحوثيين فى السيطرة على هذه المنطقة أو تلك0
- القوى التى حنت رؤوسها للعاصفة مؤقتا تتربص وتتحضر لتنطلق0
- دول الجوار المفزوعة والمتخوفة على وجودها0
أوضاع متشابكة تولد سيولة وعنفا. مما ينذربفتح جبهات صراع لن تتوقف0 ولايستطيع أحد أن يتنبأ بمسارها أونتائجها



#محفوظ_أبوكيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد حسنين باشا: شخصية من مصر
- نزرع القطن ولا نقلعه؟!!!
- د.على نويجى: شخصية من مصر
- البيئات الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى مصر
- المصالح تتصالح
- مسز بيل، ملكة الصحراء وصانعة الملوك
- صانعو الملوك: ( 1) جون فيلبى
- عملت أيه فى الحرب يابابا ( 2)
- عملت أيه فى الحرب يابابا؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - اليمن، النشأة والمصير