أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن مروة - دعوة تأسيسية للتمرد














المزيد.....

دعوة تأسيسية للتمرد


سوسن مروة

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إلى أمهات الرجال وبناتهم ،أخواتهم وصديقاتهم،إلى حبيباتهم وعشيقاتهم،زميلاتهم في العمل والدراسة،رئيسات ومرؤوسات.

أََعْلِِنََّ الإستنفار العام!

فمعظم الرجال ليسوا مستعدين بعد للإعتراف بكنّ ليس فقط كذوات لها أفكارها الخلاقة وإبداعاتها ،بل حتى كفاعلات في المجتمع ومربيات الأجيال وصانعات المستقبل،ذوات عقل كما ذوات عاطفة.

كلُّ نضالاتكن خلال سنوات مقاومة الإنتداب البريطاني والإحتلال الإسرائيلي لم يستطع أن يحفر عميقاً في وعيهم الإحترام والتقدير لكنّ كشريكات في البناء كما أنتن شريكات في النضال والتضحية،ولم تستطعن أن تستثمرن تلك النضالات من أجل إنتاج وضعٍ نسوي مُفارق ومُغاير للوضع السابق.

والسبب واضح وجليّ! فأنتن تتبجّحْن وتُطالبن بالمساواة وحقوق المرأة وحمايتها من التهميش الذكوري وظلمه ومن تكاتف جنس الرجال على استضعاف واقصاء الأنثى من موقع القرار.أنتن تتشدقن بحقكن في التعليم والعمل وتكافؤ الفرص للجنسين في كل مجالات الحياة.ومن ثم ترجعن الى بيوتكن ،معلمات ومهندسات وطبيبات وممرضات ..وناشطات في المجتمع المدني،فتُلَمْلِمْنَ كلَّ الكلمات التي تطايرت من أفواهكن خلال ورشات العمل والإجتماعات والمؤتمرات ،وتحفظنها في خزانة الملابس أو في محفظة اليد ومن ثم تتناولن وجبة من العنف الذكوري بتنوعاته وأنتن تغنجن راضيات عن حالكن.كل الخطابات والكلمات المستقاة من كتب الثقافة النسوية والعمالية وغيرها التي تحرِّض على مقاومة كل أشكال القهر والأضطهاد ..كلها تتهاوى أمام صورة الرجل الفحل الغيور عليكن وعلى مصلحة العائلة والأطفال فتفضّلن "السترة" وعدم اثارة المشاكل مُتخلِّين عن كراماتكن وتقدريكن لذواتكن.وتزدن الطين بِلّة بتربية بناتكن حسب أحد المنهجين التاليين:إما تمارسن القهر ذاته الذي مورس عليكن فترّبين بناتكن على الرضوخ لسلطة الأب وأوامره والزوج من بعده وتروّضْنهن على قبول القهر واعتباره قدرا منزّلاً على الأنثى لا سبيل لتغييره.وإما تنتقمن من جنس الرجال فتغرسن في نفوس بناتكن مقولة أن الرجل هو العدو ويجب محاربته وتحدّيه فتُنشِئْنَ من غير وعي جيلاً من البنات الكارهات للرجال والحاقدات عليهم،غير متوازنات ،معتنقات لحرية غير مسؤولة مجرّدة من الثقافة والعلم والوعي النقدي.

وكلا المنهجين لا ينتج شخصية أنثوية متوازنة قادرة على القيام بمسؤولياتها كشريكة للرجل في بناء المجتمع وتطوره

وحال الأنثى في مجتمعنا هي حال أيِّ مُوَالٍ لحزبٍ أو عشيرة .هي في هذه المعادلة لا تمثل سوى رقم أو رأسمال بشري يتم استغلاله من قبل القوى غير اليمقراطية حين يتطلب الأمر الوصول الى مواقع القرار من خلال الإنتخابات. ومع أن المرأة في المجتمع الفلسطيني تتمتع بحق التصويت والترشح للأنتخابات ،الا أنه حقٌّ شكلي. فعلى أرض الواقع تُمارَس عليها (كما تُمارَس على الحزبي وابن العشيرة)سياسة الضغط المعنوي وربما يصل الأمر الى حد التهديد المبطن بالعنف الجسدي في مجتمع لا يؤمن بالحوار واحترام رأي وخصوصية الآخر ويمارس فيه الرجال العنف ضد النساء كما يمارسونه مع أبناء جنسهم من الطبقات المقهورة والكادحة.

واذا كانت الكوتا النسائية مشروع قانون يصادق عليه غالبية الرجال في المجلس التشريعي ليتحايلوا في تطبيقه ويستخدموه لترجيح موازين القوى لصالح العشائر وحراس الحقيقة المطلقة،أولئك الذين ينظرون الى المرأة نظرة دونية تعتبرها كائنا ضعيفا ناقص العقل،و عورة جالبة للخطايا يجب إخفاؤها عن العيون كي لا تجلب العار على الرجال كما يحلُّ هدر دمها باسم الدفاع عن الشرف،في هذه الحالة يتحول هذا الشكل من التمييز الإيجابي تجاه المرأة إلى انتهازية صارخة.أما أولئك الذين يبررون عدم موافقتهم على الكوتا بأنهم يعتبرونهاتمييزا عنصريا ضد المرأة فنقول لهم أن ذلك يصِحُّ في حال كانت النساء تعيش في مجتمعات ديمقراطية تعتبر النساء مواطنات مساويات للرجال في الحقوق والواجبات ،أما في مجتمعاتنا حيث السلطة الذكورية هي السائدة فما من فرص تقدم للمرأة لتثبت جدارتها،والكوتا في هذه الحال تعتبر فرصة مهمة وتمريناً للنساء وتمهيدا للرجال كي يعتادوا وجود المرأة معهم في مراكز صنع القرار.

الحقوق لا تُعطى بل تؤخذ بالعمل والنضال وبقوة العقل..عقل المرأة وحكمتها وإدراكها للطاقة الخلاقة والمبدعة التي تنطوي في ذاتها.والقوانين سُنَّت من أجل مصلحة الإنسان وسموّه وتطوّره ،والإنسان امرأة ورجل وليس رجلا فقط.نحن الذين نسنُّ القوانين لتلبي حاجاتنا في المجتمع،ولا يمكن فرض قوانين تقفز عن وعي الناس –رجالا ونساء-في هذه الحقبةأو تلك.لذلك على النساء أن يغرسن بذور القوانين التي ستحترم كيانهن وعقولهن وفاعليتهن في المجتمع،وهذا التأسيس لا يكون بالخطابات والمؤتمرات بل بالعمل على إرساء أسس منهجية تربوية تبدأ من البيت والمدرسة.علينا أن نناضل ضد الثقافة السلطوية السائدة في مجتمعاتنا والمبنية على الخضوع وتدجين العقل وترويضه والإمتثال للعادات والتقاليد الباليةالتي تهين الكرامة الإنسانية للمواطنين رجالا ونساء .

ختاما :في حال أصرّت الغالبية في المجلس التشريعي على إقرار قانون لا يضمن لكن الفرصة الحقيقية والعادلة للوصول إلى المجالس المحلية وغيرها ،أَعْلِنَّ عن احتجاجكن وتمرَّدْنَ:لا تُصوِّتن لأحد ،قاطِعن الإنتخابات!أنتن تمثِّلْن في المجتمع الفلسطيني أغلبيةً عددية!فلتكن صرختكن مدوية،ليس في جلسات القهوة ولا في البيوت أو أماكن العمل،بل في مراكز الإقتراع!

10/09/2005











#سوسن_مروة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جمّول- كبرت قبل أوانها
- في ذكرى مجزرة -قانا - جذورهم ضاربة في رحم الأرض


المزيد.....




- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن مروة - دعوة تأسيسية للتمرد