أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن مروة - -جمّول- كبرت قبل أوانها














المزيد.....

-جمّول- كبرت قبل أوانها


سوسن مروة

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


وَيْلٌ لنبضات القلب التي لا تَنِي تطرق أفلاكَ سِفْرٍ يؤرِّخ ارتحالَ زرقة البحر عن خلايا الذاكرة
َلمَعانُ الروحِ يسافر في أنساغ ذلك العطش لعشبٍ تمادى في انزلاقه بين أنامل الفرح.أعشابٌ تحرث المستحيل لترقد في حدقات عيون قلقي الذي تمادى في غِيِّه حتى ظنَنْتُني كوْمةَ حطبٍ تُهرعُ كلُّ اشتعالات الكون لمغازلتي ..بل، وما أظن ُّ خلجاتي سوى جمراتٍ استَوْحتْ ديمومتها من قرابين آلهة لم تُخلق بعد..تلك الآلهة العطشى للريح ..للمطر..لانصهار رشقات ماء الفرح والغيم.
حدِّثيني يَّّتُها الريح!هل تحملين بين طيّات ثوبك حفنةً من رمال جمعتْها أَكُفٌّ حانيةٌ في أكياس من رقَّة الوقت؟
أكفٌّ ترقص اشتياقاً وتِيهاً في دوّامة البحث عن هوية بين جدارة التمنّي وانزلاق لسان الصمت عن مداراته البِكْر ..
خبِّريني يا رياحُ بما كانت تهجس بيروت حين داعبَت ْ أناملُكِ- الغضبُ وجنتيها اللّدنتين..خبِّريني كم تشقَّقتْ حنجرة وَجَعِكِ وأنت تحتفلين بالولادة ودماء أبنائك تفجر عناقيد الصمت الحامض.
هلمِّي يا دروبُ..يا سهولُ..يا شواطئ
هلمَّ يا حجرُ..يا بحرُ..يا شجر
وارحلي يا متاريس ويا زواريب الطوائف والعشائر الى مدافن الذاكرة وتلاشَيْ!
هلمِّي يا مُوَيْجات الشواطئ العتيقة واجدلي خصلات شعرك اللازوردي همساتٍ دافئةٍ تُهدْهِدُ رياحَ التّعَب وتسامر أرقَ النغم في أوتار الكمان
والكمانُ يلمْلِمُ وجعَه أنيناً يعتصر جوفَ السماء رحيقَ كلام ٍ ووردٍ ورجفةَ أقحوان
والبحرُ متاريس
واليابسةُ حواجز!
ممنوع الارتقاء إلى سُدْرَة الفرح يا بيروت!
"جمّول" كبرت قبل أوانها ونَمَتْ لحُزْنها عيونٌ ولأحلامِها صبّارٌ وشاختْ..وها الآن أحفادُها يتحلّقون حولها لتحكيَ لهم حكايات السنديان العتيق والأرجوان.
وبيروتُ تنسج دمعتَها شلالاتٍ من الحزن الدافق كإعصار..الحزن النازل على المدائن كقهقهة الآلهة..
قالوا تلك حربٌ ستنتهي فصولها .. مزحةٌ حضارية لإختصار وقت التطور،ووقت الجغرافيا ..ووقت الوصول.لعبةٌ توَّرطْت ِ فيها يا بيروتُ فانكسرتْ أغصانُ الصنوبر على شرفةٍ في "الضاحية الجنوبية"
بيروتُ رَحِمُ امرأةٍ ينزف و يعزف موسيقى الجسد الطالع من تحت التراب
بيروتُ مدينةٌ فاضلةٌ تمرّدتْ على الفارابي ووقفت عند شاطئ البحر بكلِّ عُرْيِها ..وبكلِّ روْعَتها فأهدتْنا لغم المقاومة..
تُرى:ما فائدةُ لغمٍ ينقُصُه فتيل؟ما نفعُ الفتيل إذا رحل الإنسان/تشظّى في ذاكرة الغياب؟!ما الذاكرة إن تنفّستْ من رئة حداثةٍ معلّقةٍ على أرجوحة اللامعنى؟
أُلَمْلِمُ قطرات الندى من جبين تعبك لأُشْهِرَ حبِّي لكِ يا بيروت!

ما نفعُها منْ صرخات ..حينما تحترق حنجرة أدونيس
"قادرٌ أن أغيِّر:لغمُ الحضارة .هذا هو اسمي"
وأنا تُرى:ما هو اسمي؟أَلَهُ دلالاتٌ في سخونة الإنفجار؟
لُمَّ يا لغمُ نثارَك عن الأرض وتبخّرْ في السماء السابعة..
مَنْ يكافئ الغيم على المطر؟!
مَنْ يفهم سرَّ الغيمة ساعةَ احتضار المطر؟!
وأنا أحاول أن أفسِّر سرَّ ارتعاش حبّات الرمل في الصحراء أمام دفء خيوط الشمس النازلة إلى الجفاف ..وقطراتٌ من عذوبة الدفء تسحب الشمس من أردانها الطويلة لتَقَصِّي النهاية!
زمنٌ يتمرَّد في أروقة عرائس الشوق..
وزمنٌ يهتك سرَّ الوردة لا لِيُوغِلَ في فضاءات رحيقها ..إنما لينهبَ وُريقاتها واحدةً واحدة علَّ غلمتَه ترتوي.
ممنوعٌ التجول فيك يا بيروت!!
ممنوع التجول ؟!
لم تتمكَّن بندقية القنّاص من لَجْمِ خطوات طفلة راحت ترسم خطوطاً متعرجة..
الطفلة تقفز مجتازةً صفحات الطريق الخالي إلا من صرصار ٍفزع..وشُعَيْرَةُ بندقية القنّاص تسخرُ من ضعف الأصابع الراجفة اللاهثة عبثاً على زناد الطلقة المجنونة..
خطوطٌ نزقةٌ تزوّغ بصر القنّاص وتدير البؤبؤين في محْجَريْهما..
انتهت اللعبةُ والطفلة بلغتْ رصيف الأمان/ولا رصيف للأمان/حيث تكتظُّ الشوارع الضيّقة بأكياس الرمل المثقوبة..
قهقهةٌ تُدَوِّي من فضاء الرعب
قهقهةٌ تحتفل بانكسار منطق العنف العبثيِّ على سجّادة الفرح الكونيّ.



#سوسن_مروة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى مجزرة -قانا - جذورهم ضاربة في رحم الأرض


المزيد.....




- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن مروة - -جمّول- كبرت قبل أوانها