أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - الشبيبة المغربية.. ضمير المجتمع.














المزيد.....

الشبيبة المغربية.. ضمير المجتمع.


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 14:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما كانت تستعد بعض النخب للانزلاق نحو حضن السلطة القائمة في إطار "الانتقال الديموقراطي"، انبرت الشبيبة، بشكل تلقائي، لمقاومة هذا الانزياح السياسي. وعندما كان الجميع يتوهم استسلام المجتمع لسياسة التركيع، نهضت الشبيبة، مرة أخرى، لرفع تحدي مجابهة عدوان السلطة وفضح تخاذل الكثير من النخب الثقافية والفكرية والسياسية والإعلامية...الخ.

فالشبيبة المغربية، بهذا الزخم التاريخي، هي ضمير الشعب التواق إلى الحرية، والرقيب اليقظ على نخبه من الانزياح في اتجاه السلطة المقاومة بطبيعتها للديموقراطية. وهي- الشبيبة- الرافد الحيوي الذي غذَى الحركة التقدمية بكل أطيافها بالأطر والطاقات المكافحة من أجل الحق التاريخي للشعب المغربي: الديموقراطية.

على خلاف هذا المسار، الموسوم بالإخلاص والتضحية، يمكن أن نسجل، بشكل استثنائي، حالات محدودة لشذوذ بعض "النخب" الشبيبية، وخاصة تلك التي تزعم الانتساب إلى الحركة الديموقراطية، عن هذا المسار النضالي للشبيبة المغربية. وهي حالات، على كل حال، تنكشف حقيقة وظائفها في تدجين الفعل الشبيبي وأسره لفائدة أعداء الديموقراطية بفضل يقظة ونباهة المناضلين!

من المهم، في هذا الصدد، التأكيد على أن فضاءات العمل الجماهيري، وبالتحديد النضال النقابي في الجامعة، شكل خزان لا ينضب للأطر المناضلة؛ التي غذت، بشكل دائم، الحركة الديموقراطية. ويكفي أن نثير هنا، على سبيل الإشارة، أن سيرة معظم السياسيين تتضمن وقائع على النضال الطلابي في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بما يتضمنه هذا الانتماء من تضحيات قاسية ومؤلمة.

كما أن الشبيبات الحزبية، والقصد هنا شبيبات الحركة الديموقراطية، كانت الرقيب الأخلاقي على سلوك الفاعل السياسي للمعارضة؛ حيث لم تتردد هذه الشبيبات في إعلان مواقف متعارضة مع أحزابها، كما حدث، مثلا، في معارضة الشبيبة الاتحادية، على عهد ذ. محمد الساسي، التصويت بـ"نعم" لدستور 1996 في خلاف مع موقف الحزب الذي كان يستعد لحكومة "التناوب التوافقي" بقيادة ذ. عبد الرحمان اليوسفي.

في سياق متصل، يمكن، أيضا، استعادة موقف "حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية" المؤيد لأطروحات "على طريق الإصلاح الديموقراطي"، في مقابل خط "ضد الانعزالية" المبشر بإمكانية التوافق مع السلطة القائمة.
هذا الالتقاء الموضوعي في الموقف بين شبيبتين في التصدي لانزلاق النخب الحزبية، وفي الوفاء والإخلاص للنضال المؤسس فعليا للديموقراطية، هو ما يجعل شبيبة الحركة الديموقراطية ضمير المجتمع.

وعندما استسلمت النخب للريع السياسي بمبرر تجاوز "السكتة القلبية"، في نهاية التسعينيات، فجر ذ. محمد حفيظ موقفا نبيلا ومخلصا لهذا الإرث الشبيبي: رفض مقعد برلماني مزور في زمن سطوة البصري!
والأكثر من ذلك، أن شبيبتنا قدمت حقها الأصيل في الحياة قربانا من أجل حق شعبنا في التحرر والديموقراطية: استشهاد قافلة من المناضلات والمناضلين في السجون والمنافي وميادين النضال.

نعم، يجب أن نفتخر بأن تاريخ المغرب "المعاصر" ليس إلا تاريخ نضال شبيبته: فمن شبيبة الاستقلال الوطني والتنظيمات الثورية والحركات الاجتماعية إلى غاية حركة 20 فبراير، تظل الشبيبة المغربية، وخاص الشبيبة المتعلمة، مخلصة في مقاومة الاستبداد رغم ثقل فاتورة التضحيات.

إن هذا الدور الكفاحي للشبيبة المغربية، وخاصة ذات الهوية الديموقراطية والتقدمية، هو ما يجعل النظام، ومختلف أدواته المرئية والخفية، يعمل بشكل حثيث من أجل تدجينها، واختراقها وتطويعها - الشبيبة المغربية- بما يضمن التوازنات السياسية والاجتماعية المحافظة على استمرارية جوهره: الاستبداد بالسلطة والاستحواذ على الثروة.

إن السلطة، الواعية بهذا الدور الحيوي للشباب، تتجنب نهوض الشباب الديموقراطي، كما مثلته انطلاقة حركة 20 فبراير، في المطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد.
كل الوفاء لشبيبة النضال.

عضو اللجنة المركزية لحركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية.



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الزايدي..هكذا -يتصيّد- الموت السياسيين المغاربة!
- بعد إفشال الحوار من طرف المصالح المعنية بمشكلة الماء: ممخلصي ...
- -ممخلصينش-.. شعار انتفاضة الماء بسيدي يحيى الغرب.
- إلى الرفاق في المجلس الأعلى للحسابات.
- المعارضة اللامادية.
- تحدّي الشفافية.
- شبيبة - داعش- بالمغرب.
- الشبيبات الحزبية -مابعد- 20 فبراير: هل تُضيّع هوية الانتماء؟
- الفلاح المغربي المدافع عن العرش.. هل ينجح شباب القرى في تفكي ...
- انتحار الشباب بسيدي يحيى الغرب..وهذا هو المتهم!
- ما لم تقله جماعة العدل والإحسان في مؤتمرها الصحفي.
- بصدد الندوة الدولية لطنجة: لا..لم يناضل الشهداء من أجل تقوية ...
- صقور المخزن وحمائمه: أجنحة التوازن.
- بصدد الفساد: النقد المزدوج.
- ديغول -الأنواري- يخاطب مرسي الإخواني.
- البيان العام للمؤتمر الوطني السادس لشبيبة الحزب الاشتراكي ال ...
- مؤتمر حشدت بروح الربيع الديمقراطي:-ممفاكينش..على التغيير ممت ...
- حشد التقدمية... إعادة البناء بروح حركة 20 فبراير.
- حديث الشهداء: من ايت الجيد الى شكري بلعيد.
- شبيبة الاشتراكي الموحد.. نهاية نفق التأزيم


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - الشبيبة المغربية.. ضمير المجتمع.