أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين رياض - علبة الاقلام














المزيد.....

علبة الاقلام


نارين رياض

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


اشترى شخص لنسميه علاء ...من العلو .. ويمكن كتابه اسمه باللغة الانكليزية Alaa او بطريقة أخرى ربما, لا تهم التسمية ولكن ما اشتراه هذا الشخص كان قطعا من خشب وطلاءاً وموادا اولية هشة. اشترى الوان كثيرة ولون بها قطع الخشب, حفر في داخلها ووضع تلك المواد التي مزجها قبلها بالوان مختلفة من طلاء ليخلق منها ادوات يمكن استخدامها للرسم. كان علاء يستطيع ان يشتري علبة اقلام ملونة جاهزة ولكنه يفضل عملية الصناعة فهي تترك في قلبه اثراً جميلا وتجعله يشعر بأن هناك صلة من نوع ما مع ما تصنعه يداه من مواد اولية. رمى الاقلام فوق الطاولة مساءاً وخلد الى النوم بعد يوم طويل مرهق من الصناعة... فكان بحاجة لأن يستريح خاصة انه كان قد قضى الايام السابقة وهو يصنع تلك الطاولة غريبة الشكل والتي وضع عليها الاقلام, كما أنه كان قد زين هذه الطاولة بأجزاء مختلفة فسطحها رغم تسطحه لكنه غير متساو القيمة من كل الاجزاء, فقد خلق مناطق منخفضة واخرى مرتفعة هنا وهناك وقام بصنع بضعة ثقوب ايضاً كان يفكر في ملئها لاحقاً بمادة لم يتوصل بعد الى ذلك القرار, كما أنه قد أرسى قاعدة تلك الطاولة على اكثر من أربعة مساند لتكون اكثر ثباتاً ولا تتمايل خلال أعماله المختلفة أو عند حركة المصنوعات عليها لأي سبب كان.
ولم يكتف علاء بهذا القدر من الصناعة فقد كان معجباً جداً بطاولته حتى أنه قد صنع فوقها غطاءاً من زجاج رقيق وصله بأضواء كهربائية بأحجام مختلفة ومتنوعة لتعطي انطباعاً جديداً. كانت تلك طاولة رائعة فعلاً وغريبة وكانت صناعة علبة الاقلام تلك هي الجزء الذي جعله يشعر بأن عمله قد أكتمل. كان اسبوعاً طويلاً وكان بحاجة للراحة فخلد الى النوم الطويل...نوم يمتد الى يومنا هذا. انتظرت الاقلام طويلاً ليلتفت اليها صانعها فهي لم تخلق لتقف عاجزة في علبة فوق طاولة ما. في الحقيقة كل ماكان علاء قادرا على صنعه هو ثلاثة اقلام فقط ولكن مع هذا لم تكن تلك الاقلام متساوية القيمة. احدها كان اسوداً يميل الى اللون القهوائي الداكن, الثاني كان أصفراً والقلم الثالث كان أبيضاً بلون الحليب او بلون قشرة صدفة بحرية بيضاء. لم يكن الاختلاف في الوانها فقط ولكن احجامها كانت تختلف كما أن صفاتها التي اتضحت لاحقاً كانت تختلف بشكل جذري. دخل طفل صغير الى تلك الغرفة, ربما كان إبناً لعلاء أو مجرد شخص يتكلم معه أحياناً. كطبيعة البشر يميلون غالباً الى اللون الابيض أخذ الطفل القلم الابيض واخذ يبحث عن ورقة ولكن اغراء ان يرسم فوق سطح الطاولة كان أكبر فقام برسم بعض الحدود والخطوط بتردد ثم أخذت جرأته تزداد حتى انتشر اللون الابيض فوق سطح الطاولة وأخذت تلك الخطوط تحدد مناطق ومساحات كثيرة. شعر الطفل بالملل فقرر أن يجرب اللون الأسود فهو نقيض اللون الابيض. أخذ يرسم ويلون بعض المساحات ولكنه وبدون ان يتعمد هذا فأن اللون الابيض بقي مهيمناً على عموم السطح فكان وكأنه يحتجز ذلك اللون الاسود بحدوده وخطوطه الغليظة. أما القلم الاصفر فقد كان شبه منسي في ذلك الوقت. تنهد علاء في نومه ففزع الطفل وأوشك أن يترك الاقلام ولكنه تشجع اكثر عندما ادرك ان علاء غارق في سبات أقرب منه الى النوم, فتناول القلم الأصفر, ذلك اللون الذي لا يؤثر كثيراً في هذه المرحلة فقد أمتلأ اغلب سطح الطاولة بكلا اللونين الابيض والاسود. فقام برسم بعض الخطوط وقضى بعض الوقت حتى ادرك أنه قد أفسد تلك الطاولة الجميلة فترك الاقلام مبعثرة وخرج بوجه حزين.



#نارين_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم مدرسي


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين رياض - علبة الاقلام