أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف حوا - ظاهرة العنف في العهد القديم (الجزء الثاني)















المزيد.....


ظاهرة العنف في العهد القديم (الجزء الثاني)


شريف حوا

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


= المقدمة =

تناولنا في الجزء الأول التوراة، أو ما يطلق عليه أسفار موسى الخمسة، وهي تشكل القسم الأول من العهد القديم. وسننتقل في هذا الجزء لنكمل ما بدأناه.
ولكن أجد من الضروري أولاً أن أوضّح نقطةً، وهي أن الهدف مما أقدمه في هذه السلسلة هو: "سرد الأحداث بترتيب ورودها"، ولست معنياً هنا بالبحث في أعمق من هذا، كالتحقق من مصداقيتها التاريخية، أو نقدها، أو توضيح خلفياتها، أو حتى الاستفاضة في شرحها؛ فالمهم هنا هو "جمعها وتوثيقها بشكل متسلسل". فالبذرة الأساسية التي دفعتني لهذا العمل هي أنني لم أجد بحثاً شاملاً ومختصراً لكل مظاهر العنف في العهد القديم.
يصادف اللاديني في نقاشاته اليومية حججاً من نوع: "ديننا يدعو إلى السلام والمحبة"، "أنتم لا تقرؤون كتبنا ولو قرأتم لوجدتم أن ديننا هو الحق"...
لذا فكلي أمل أن تحاول هذه السلسلة مساعدة اللاديني في العثور، ببساطة ودون عناء، على مواطن العنف في العهد القديم، وما يتبع ذلك من تسهيل مهمته في نقاشاته مع المسيحيين واليهود.
نعود الآن إلى مقالنا هذا؛ فبعد وفاة موسى، خلفه في رئاسة بني اسرائيل يشوع بن نون خادمه. وهو الرجل الذي حقق انتصارات كبيرة لإسرائيل، واستطاع بسط نفوذهم على مناطق شاسعة من أرض الفلسطينيين. وبعد وفاة يشوع، دخلنا في حقبة جديدة اصطلح على تسميتها "حكم القضاة".
سنجد يهوه في هذين السفرين قد تخلى عن مكانته المميزة، فلم يعد ذاك الإله الذي يتدخل بنفسه لحل مشاكل شعبه المختار، فيقوم بالخوارق الطبيعية، أو ينفذ المجازر. ما عدا في موضع واحد حيث قام الرب برمي الهاربين من الأموريين بحجارة (يشوع 10: 11) فـ "يهوه هو –باختصار- "أحد" الآلهة التي عبدها بنو اسرائيل.
وإن وصفنا حكم موسى بأنه "عصر العنف الإلهي"، فإن حكم القضاة هو "عصر العنف البشري".
ننتقل الآن إلى الكتاب المقدس لنسرد الأحداث وفق ترتيب ورودها، وليس ترتيبها الزمني. فيجب أن نشير إلى أن الكنيسة ذاتها تعتبر أن سفر القضاة غير مرتب زمنياً.

= مرحلة الفتوحات الثانية =

1. تجديد الوعد الإلهي ليشوع:
بعد وفاة موسى تسلم قيادة بني إسرائيل يشوع بن نون خادمه، فجدد له الرب وعده قائلاً: «فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل» (يشوع 1: 2)
2. احتلال أريحا وإبادة شعبها وسلبهم:
قام الرب بوضع خطة ليشوع، وهي أن يضرب الشعب بالأبواق وهم يدورون حول مدينة أريحا. دورة واحدة كل يوم، وعلى مدار ستة أيام. وفي اليوم السابع يدورون سبعة دورات. وعند إتمامها يقوم الشعب بالهتاف فتسقط أسوار المدينة. وهكذا فعلوا.
وعندما سقط السور: «صعد الشعب إلى المدينة كل رجلٍ مع وجهه وأخذوا المدينة وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ . حتى البقر والغنم والحمير بحد السيق .. وأحرقوا المدينة بالنار كل ما بها . إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد اجعلوها في خزانة بيت الرب» (يشوع 6: 21-24)
3. الهزيمة أمام أهل عاي:
«فصعد من الشعب إلى هناك نحو ثلاثة آلاف رجل . وهربوا أمام أهل عاي . فضرب منهم أهل عاي نحو ستة وثلاثين رجلاً ..» (يشوع 7: 4)
لقد تخلى الرب عن بني اسرائيل في هذه الموقعة بسبب خطيئة كان قد اقترفها رجل اسمه عجنان بن كري بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا. ولذا كانت أوامر الرب أن تتم معاقبته حتى يفك اللعنة عنهم: «فرجمه جميع اسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار ورموهم بالحجارة وأقاموا فوق رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم . فرجع الرب عن حمو غضبه» (يشوع 7: 25-26)
4. احتلال عاي وإبادة جميع سكانها وسلبها وإحراقها:
أعد يشوع جيشاً قوامه ثلاثين ألف رجل، ونصب كميناً لأهل عاي. حيث استدرج جميع رجالها خارج المدينة حتى لم يبق بها إلا الأطفال والنساء. وحين ابتعد جيش عاي عن مدينتهم: «فقام الكمين بسرعة من مكانه وركضوا عندما مد يده ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار. فالتفت رجال عاي إلى ورائهم ونظروا وإذا دخان المدينة قد صعد إلى السماء .. فضربوهم حتى لم يبق لهم شارد ولا منفلت .. فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفاً جميع أهل عاي . ويشوع لم يردّ يده التي مدها بالمزراق حتى حرم جميع سكان عاي . لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع . وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبدياً خرباً إلى هذا اليوم . وملك عاي علقه على الخشبة إلى وقت المساء» (يشوع 8: 19-29)
5. استسلام جبعون واسترقاق سكانها:
بعدما رأى سكان جبعون ما فعله يشوع وقومه بأريحا وعاي قرروا الاستسلام والاحتيال على يشوع بالادعاء بأنهم قد أتوا من مكان بعيد والطلب من شيوخ إسرائيل إبرام عهد صلح معهم: «فارتحل بنو اسرائيل وجاءوا إلى مدنهم .. ولم يضربهم بنو اسرائيل لأن رؤساء الجماعة حلفوا لهم بالرب إله اسرائيل فتذمر كل الجماعة على الرؤساء» (يشوع 9: 17-18)
وجد يشوع أنه قد خدع فدعاهم قائلاً: «لماذا خدعتمونا قائلين نحن بعيدون عنكم جداً وأنتم ساكنون في وسطنا . فالآن ملعونون أنتم . فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبوا الحطب ومستقوا الماء لبيت إلهي» (يشوع 9: 22-23)
6. تحالف ملوك الأموريون وصد هجومهم:
عندما وجد ملوك الأموريون التقدم الكبير الذي يحققه يشوع، واستسلام جبعون له وهي مملكة عظيمة قرروا التحالف والكر على جبعون لضمها إلى نفوذهم . لكن يشوع سارع لنجدة المدينة وصد الهجوم: «فأتي إليهم يشوع بغتة . صعد الليل كله من الجلجال . فأزعجهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة .. وبينما هم هاربون من أمام اسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء إلى عزيقة فماتوا . والذين ماتوا بحجارة البرد هم أكثر من الذين قتلهم بنو اسرائيل بالسيف» (يشوع 10: 9-11)
وبعد هذه الضربة اختبأ ملوك الأموريون الخمسة في مغارة فأمر يشوع بسد المغارة وحفظهم، ثم أمر جيشه بملاحقة فلول أعدائهم وضرب مؤخرتهم. ففني معظمهم وتشرد البقي . وبعد عودة الجيش إلى الحمى، أمر يشوع بإخراج ملوك الأموريون من المغارة وقام بنفسه بقطع رقابهم: «وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشب وببقوا معلقين على الخشب حتى المساء» (يشوع 10: 26)
7. تحريم مدن مقيدة ولبنة ولخيش:
«وأخذ يشوع مقيدة في ذلك اليوم وضربها بحد السيف وحرم ملكها هو وكل نفس بها .. ثم اجتاز يشوع من مقيدة وكل اسرائيل معه إلى لبنة وحارب لبنة .. فضربها بحد الشيف وكل نفس بها .. ثم اجتاز يشوع وكل اسرائيل معه من لبنة إلى لخيش ونزل عليها وحاربها .. وضربها بحد السيف وكل نفس بها .. حينئذ صعد هورام ملك جاز لإعانة لخيش وضربه يشوع مع شعبه حتى لم يبق له شارد» (يشوع 10: 28-33)
8. تحريم عجلون وحبرون ودبير:
«ثم اجتاز يشوع وكل اسرائيل معه من لخيش إلى عجلون .. وضربها بحد السيف وحرم كل نفس بها .. ثم صعد يشوع وجميع اسرائيل معه من عجلون إلى حبرون وحاربوها وأخذوها وضربوها بحد السيف .. ثم رجع يشوع وكل اسرائيل معه إلى دبير وحاربها .. وضربها بحد السيف وحرموا كل نفس بها . لم يبق شارداً» (يشوع 10: 34-39)
9. تحريم حاصور:
«ثم رجع يشوع في ذلك الوقت وأخذ حاصور وضرب ملكها بالسيف . لأن حاصور كانت قبلاً رأس جميع تلك الممالك . وضربوا كل نفس بها بحد السيف حرموهم . ولم تبق نسمة . وأحرق حاصور بالنار . فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكهم وضربهم بحد السيف . حرمهم كما أمر موسى عبد الرب .. وأما الرجال فضربوهم جميعاً بحد السيف حتى أبادوهم . لم يبقوا نسمة» (يشوع 11: 10-12)
10. كل هذه الحروب كانت من تدبير الرب الذي أشدد قلوب الملوك:
«فعمل يشوع حرباً مع أولئك الملوك أياماً كثيرة . لم تكن مدينة صالحت بني اسرائيل إلا الحويين سكان جبعون بل أخذوا الجميع بالحرب . لأنه كان من قبل الرب أن يشدد قلوبهم حتى يلاقوا اسرائيل للمحاربة فيحرموهم فلا تكون عليهم رأفة بل يبادون كما أمر الرب موسى» (يشوع 12: 24)
فكان عدد الملوك الذين ضربهم بنو اسرائيل: «جميع الملوك واحد وثلاثون» (يشوع 12: 24)
وبعد ذلك: «فأخذ يشوع كل الأرض حسب كل ما كلم به الرب موسى وأعطاهم يشوع ملكاً لاسرائيل حسب فرقهم وأسباطهم . واستراحت الأرض من الحرب» (يشوع 11: 23)
ثم يفصل كات سفر يشوع كيفية اقتسام الممالك والمدن المغربية بين الأسباط.

= المرحلة الانتقالية =

قام يشوع –كما أسلفنا- بالفتوحات العظيمة، وفي عهده استوطن بنو اسرائيل في أرض الكنعانيين.
بعد وفاته، نجد الشعب قد تفرق، فلم يعد لهم قائد واحد يحتكمون لرأيه، ويسيرون بأوامره. فنجد أن الشعب قد عاد أسباطاً يسير كل منها على هداه. ودخلنا في مرحلة انتقالية استطاع خلالها بنو اسرائيل تحقيق بعض الانتصارات، من خلال تحالف سبطين أو أكثر ضد مدينة ما.
1. قتل 10 آلاف رجل وتقطيع أباهم وأيدي 70 ملكاً:
«فصعد يهوذا ودفع الرب الكنعانيين والفرزيين بيدهم فضربوا منهم في بازق عشرة آلاف رجل .. فهرب أدوني بازق فتبعوه وأمسكوه وقطعوا أباهم يديه ورجليه . فقال أدوني بازق سبعون ملكاً مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يتلقطون تحت مائدتي» (قضاة 1: 4-7)
2. محاربة أورشليم وشيشان وأخيمان وتلماي وسفر:
«وحارب يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار .. وضربوا شيشان وأخيمان وتلماي .. فقال كالب الذي يضرب قرية سفر ويأخذها أعطيه عكسة ابنتي امرأة . فأخذها عثنيئيل بن قناز أخو كالب الأصغر منه . فأعطاه عكسة ابنته امرأة» (قضاة 1: 8-13)
3. احتلال صفاة وغزة وأشقلون وعقرون:
وذهب يهوذا مع شمعون أخيه وضربوا الكنعانيين سكان صفاة وحرموها ودعوا المدينة حرمة . وأخذ يهوذا غزة وتخومها وأشقلون وتخومها وعقرون وتخومها» (قضاة 1: 17-18)
4. احتلال بيت إيل:
وصعد بيت يوسف أيضاًإلى بيت إيل والرب معهم .. فضربوا المدينة بحد السيف» (قضاة 1: 22-25)
5. فرض الجزية على الكنعانيين والأموريين:
«وكان لما تشدد اسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طرداً» (قضاة 1: 28)
«فعزم الأموريون على السكن في جبل حارس في يلون وفي شبليم . وقويت يد بني يوسف فكانوا تحت الجزية» (قضاة 1: 35)
6. الرب يؤنّب الشعب على عدم هدم دور عبادة الشعوب الأخرى:
«وأنتم فلا تقطعوا عهداً مع سكان هذه الأرض واهدموا مذابحهم . ولم تسمعوا لصوتي فماذا عملتم» (قضاة 2: 2)

= حكم القضاة =

حين توطن العبرانيون أرض كنعان وتركوا حياة البداوة حلّ شيوخ المدينة محل رؤساء العشائر (قض 8: 16 و11: 7). وقد قام رؤساء للشعب بعد موسى لقبوا بالقضاة لأنهم كانوا يقضون للناس.
والـ"قضاة" في العبرية "شوفيطيم" أي قضاة ومفردها "شوفط" وتعني قاضي أو رئيس. وبعبارة أخرى هم قادة حربيين حققوا انتصارات هي في أغلبها أساطير محوّرة عن أساطير الشعوب الأخرى.
في هذه الحقبة، عاش بنو إسرائيل جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين، وبسبب الاحتكاك الكبير بين القومين، يتضح لنا أن بنو إسرائيل قد تأثروا بالمعتقدات الدينية التي آمنت بها الأقوام المجاورة، لا بل أنهم قد عبدوا آلهتها كـ "البعل والعشتاروث". وبدا لنا يهوه كأحد الإلهة التي تمت عبادتها، لا كإله أوحد. كما يبدو أنه قد اتخذ قراراً بالتخلي عن شعبه المختار و"اختبارهم"، فلا نجد له أثراً يذكر في تقرير الأحداث المصيرية.
ونبدأ الآن في سرد الأحداث.
1. عبادة بعل وعشتاروث:
« وفعل بنو اسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم .. تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث . فحمي غضب الرب على اسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم وباعوهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم» (قضاة 2: 11-14)
وقام الرب بتعيين قضاة عليهم لتخليصهم من يد أعدائهم، ذلك: «لأن الرب ندم من أجل أنينهم» (قضاة 2: 18)
وتوالت خطايا بني اسرائيل، وتوالى القضاة عليهم. فكان كلما يعين الرب لهم قاضياً: «كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم بالذهاب وراء آلهة أخرى ليعبدوا ويسجدوا لها» (قضاة 2: 19)
لذلك فقرر الرب امتحانهم/ وذلك بدخالهم في حروب طاحنة مع الأمم المجاورة، وذلك: «لتعليمهم الحرب» (قضاة 3: 2)
2. حيلة أهوذ بن جيرا وإبادة 10 آلاف رجل:
حارب عجلون ملك موآب بني اسرائيل، واسترد منهم مدينة النخل . فحكم الرب إهود بن جيرا قاضيا على بني اسرائيل.
قرر إهود الاحتيال على عجلون بخبث ومكر، فذهب إليه حاملاً هدايا، وعندما اختلى به وأصبحا وحدهما استل اهود سيفه وطعنه ثم هرب فنجا.
وعاد لقومه ليترأس جيشاً كبيراً ويكرّ به على الموآبيين: «فضربوا من موآب في ذلك الوقت نحو عشرة آلاف رجل . كل نشيط وكل ذي بأس ولم ينج أحد» (قضاة 3: 12-20)
3. إبادة 600 رجل:
«وكان بعده شمر بن عناة فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر وهو أيضاً خلص اسرائيل» (قضاة 3: 31)
4. الرب يأمر جدعون بهدم مذبح بعل:
«فبكر أهل المدينة في الغد وإذ بمذبح البعل قد هدم والسارية التي عنده قطعت والثور الثاني قد أصعد على المذبح الذي بني» (قضاة 6: 28)
5. حروب جدعون، وقتل 120 ألف رجل:
حارب جدعون المديانيية والعمالقة وبنو المشرق، واحتاج إلى المعونة فطلبها من أهل سكوت وفنوئيل فما لبّتاه، لذلك توعد لهما شراً.
جهّز جيشاً قوامه 300 رجل، وسقط من المديانيين في أول مواجهة: «مئة وعشرون ألف رجل مخترطي السيف» (قضاة 8: 10). وبقي منهم خمسة عشر ألف هم من زنج وصلمناع.
وحين حقق هذا الانتصار عاد لينتقم من أهالي سكووت وفنوئيل لأنهم لم يقدموا له العون: «وأخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلم بها أهل سكوت . وهدم برج فنوئيل وقتل رجال المدينة» (قضاة 8: 16-17)
6. أبيمالك يقتل أخوته السبعين، وقمع التمرد، وإبادة ألف شخص:
أصبح أبيمال بن جدعون (يربّعل) ملكاً على شكيم، ومال قلب الشعب إليه فأعطوه سبعين شاقل فضة من بيت بعل بريث: «فاستأجر بها أبيمالك راجلاً بطّالين طائشين فسعوا وراءه . ثم جاء إلى بيت أبيه في عفرة وقتل أخوته بني يربعل سبعين رجلاً على حجرٍ واحدٍ» (قضاة 9: 1-5)
تسلط أبيمالك على الشعب فقام شخص يدعى جعل بن عابد بالتحريض ضده، فجهز أبيمال ك جيشاً: «وحارب أبيمالك المدينة كل ذلك اليوم وأخذ المدينة وقتل الشعب الذي يها وهدم المدينة وزرعها ملحاً» (قضاة 9: 45)
«وسمع كل أهل برج شكيم فدخلوا إلى صرح بيت ايل بريث . فأخبر أبيمالك أن كل أهل برج شكيم قد اجتمعوا» (قضاة 9: 46-47). وهنا قام أبيمالك باستدعاء شعبه: «فقطع الشعب أيضاً كل واحد غضباً وساروا وراء أبيمالك ووضعوها على الصرح وأحرقوا عليهم الصرح بالنار . فمات أيضاً جميع أهل برج شكيم . نحو ألف رجل» (قضاة 9: 49)
7. فتوحات يفتاح الجلعادي وتقديم قربين بشرية حية:
ثم تولى بعد ذلك قضاة بني إسرائيل يفتاح الجلعادي، الذي خاض حرباً ضارية ضد بني عمون وحقق انتصاراً كبيراً عليهم: «ثم عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم . فدفعهم الرب ليده . فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى منيت عشرين مدينة وإلى آبل الكروم ضربة عظيمة جداً» (قضاة 11: 33)
وقبل ذهابه إلى المعركة كان قد نذر نذراً إلى الرب، وهو أنه سيقدم –في حال انتصاره- أول شخص يصادفه عند عودته إلى تخوم عشيرته "محرقةً للرب".
وقد شاءت الصدفة أن تكون ابنته الوحيدة هي أول من يقابله عند عودته مظفراً، وهذا ما جعل يفتاح يبكي ويغتم، لكنه بقي مصراً على الوفاء بنذره، كما أن ابنته ذاتها لم تمانع من أن تهب نفسها قرباناً للرب، بل قبلت بخضوع. وكان شرطها الوحيد أن يسمح لها بالاعتزال شهرين كي تبكي عذراويتها، فأجابها يفتاح موافقاً. وبالفعل بعد شهرين أصعدها يفتاح محرقة للرب، وافياً بنذره: «ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته . وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص . وهي وحيدةٌ . لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها . وكان لم رآها أنه مزق ثيابه وقال آهٍ يا بنتي قد أحزنتني حزناً وصرت بين مكدري لأني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع . فقالت له . يا أبي هل فتحت فاك إلى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما أن الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون . ثم قالت لأبيها فليفعل لي هذا الأمر . اتركني شهرين فأذهب وأنزل على الجبال وأبكي عذراويتي أنا وصاحباتي . فقال اذهبي وأرسلها إلى شهرين فذهبت هي وصاحباتها وبكت عذراويتها على الجبال . وكان عند نهاية الشهرين أنها رجعت إلى أبيها ففعل بها نذره الذي نذر وهي لم تعرف رجلاً . فصارت عادة في إسرائيل أن بنات إسرائيل يذهبن من سنة إلى سنة لينحن على بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام في السنة. (قضاة 11: 34-40)
وبحسب المراجع الدينية فقد كانت عادة تقديم القرابين البشرية شائعة في تلك الحقبة.
8. الحرب الأهلية بين يفتاح وأفرايم وإبادة 42 ألف شخص:
يحدثنا كاتب سفر القضاة عن حرب أهلية نشبت بين الملك يفتاح الجلعادي وبين أبناء عمومته بني أفرايم. حيث جاء هؤلاء لمحربته بعدما استطاع تحقيق انتصارات كبيرة على بني عمون وسلب الكثير من أراضيهم دون أن يشارك بني أفرايم بما غنمه أو يقتسم معهم الأراضي والمجد.
فقام يفتاح بارتكاب مجازر وحشية بحقهم، يحدثنا كاتب سفر القضاة عنها بوصفها مجازر تمت على أساس الهوية حيث يجري اختبار الناس بحسب طريقة لفظهم لحرف الشين، فالذي يلفظه "سيناً" يعتبر أفرايمي ويتم الإجهاز عليه: «وكان رجال جلعاد يقولون له أأنت أفرايمي فإن قال لا كانوا يقولون له قل إذا شبولت فيقول سبولت لم يتحفظ للفظ بحق . فكانوا يأخذونه ويذبحونه على مخاوض الأردن . فسقط في ذلك الوقت من أفرايم اثنان وأربعون الفاً» (قضاة 12: 5-7)
9. شمشون يقتل 30 رجلاً بسبب أحجية:
شمشون هو أحد قضاة إسرائيل، وقد ولد عن طريق معجزة صنعها الرب بأمه حين كانت عاقراً. وعندما شبّ استحلى صبية من الفلسطينيين وكان محرّماً على بني اسرائيل أن يتصاهروا مع الغلف، لكن إصراره دفع والديه إلى القبول.
وذات يوم قام بإلقاء أحجية على أهل زوجته، على أن يمهلهم أسبوعاً كاملاً ريثما يأتوه بالحل. فظلت زوجته تبكي وتطلب منه إفشاء الحل لها، لكنه ظل يرفض حتى أتى اليوم السابع فأخبرها بالحل.
سارعت الزوجة لنقل الحل إلى أهلها فلأأخبروا شمشون به.
وهنا عرف شمشون الحيلة التي وقع بها فحمي غضبه: «وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم وأعطى الحلل لمظهري الأحجية . وحمي غضبه وصعد إلى بيت أبيه . فصارت امرأة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه» (قضاة 14: 19)
10. شمشون ينتقم من الفلسطينيين ويقتل 1000 رجل:
عندما تخلّى شمشون عن زوجته قام أبوها بإعطائها لصاحبه، لكن شمشون عاد بعد فترة يطالب حماه بإعادة زوجته له، فرفض، وعرض عليه أن يأخذ أختها الصغرى عوضاً عنها.
غضب شمشون وانتقم من الفلسطينيين: «وذهب شمشون وأمسك ثلاث مئة ابن آوى وأخذ مشاعل وجعل ذنباً إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط . ثم أضرم المشاعل ناراً وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون» (قضاة 15: 4)
عرف الفلسطينيون سبب غضبه فقاموا وأحرقوا الأب وابنته محاولين في ذلك إرضاء شمشون وتهدئة غضبه: «فقالوا شمشون صهر التمني لأنه أخذ امرأته وأعطاها لصاحبه . فصعد الفلسطينيون وأحرقوها وأباها بالنار» (قضاة 15: 6-7) لكن شمشون لم يرض بذلك وذهب غلى مغارة ليعتزل.
لم يعد بإمكان الفلسطينيين الصمت بعد كل هذه الاعتداءات والتعنت، فغزوا ني يهوذا وأغاروا عليهم فاستحلوا أرضهم. وهكذا اضطر بنو يهوذا أن يسلّموا شمشون للفلسطينيين كي تخف قبضة هؤلاء عنهم. فلما أصبح بيد الفلسطينيين موثقاً: «حل عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان أحرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه ووجد لحي حمار طرياً فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل» (قضاة 15: 14-16)
11. أسر شمشون وقتله:
استطاع الفلسطينيون أخيراً، وبعد محاولات كثيرة أسر شمشون، وقاموا بفقء عينيه ثم أتوا به وأوقفوه وسط الحشود ليلعب أمامهم كالمهرج، لكنه طلب من أحد الحراس أن يدعه يضع يديه على عامودين في البيت كي يستند عليهما: «وكان البيت مملوءاً رجالاً ونساءاً وكان هناك جميع أقطاب الفلسطينيين وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون . فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين . وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائماً عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره . وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه فكان الموتى الذين أماتهم هي موته أكثر من الذين أماتهم في حياته» (قضاة 16: 27-30)
12. بنو دان يحتلونن لايش:
وجد بنو دان أنفسهم محتاجين لتوسيع نفوذهم فقاموا بالتجسس على أرض لايش وأعدوا العدة للغزو بجيش قوامه 600 رجل ثم: «جاؤوا إلى لايش إلى شعب مستريح مطمئن وضربوهم بحد السيف وأحرقوا المدينة بالنار» (قضاة 18: 27)
13. الحرب الأهلية العظمى:
بدأت قصة الحرب الأهلية عندما كان رجل لاوي في ضيافة شيخ أصله من جبل أفرام لكنه مقيم في مدينة جبعة الخاضعة لسلطة البنيامينيين. فقام بعض شبان المدينة ليلاً وافتحموا منزل الشيخ وطلبوا أن يخرج ضيفه ليقتلوه.
ولكن الشيخ استعطفهم وأقنعهم بأن يأخذوا سرية صفية اللاوي فيتسلوا بها. وهكذا فعلوا.
في الصباح عند عودة السرية للرجل اللاوي: « دخل بيته وأخذ السكين وأمسك سريته وقطعها مع عظامها إلى اثني عشرة قطعة وأرسلها إلى جميع تخوم اسرائيل» (قضاة 19: 29)
وعندها قرر الأسباط جميعاً أن يتبحدوا ضد بني بنيامين، فنشبت الحرب بين الطرفين: «وخرمج رجال اسرائيل لمحاربة بنيامين وصف رجال اسرائيل أنفسهم للحرب عند جبعة . فخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من اسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجل إلى الأرض» (قضاة 20: 20-21)
ثم عادوا في اليوم الثاني للكر: «فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني وأهلك من بني اسرائيل أيضاً ثمانية عشر ألف رجل إلى الأرض» (قضاة 20: 25)
وكذلك في اليوم الثالث قتل بنيامين: «في الحقل نحو ثلاثين رجلاً من اسرائيل» (قضاة 20: 31)
لكن في اليوم الرابع، انقلبت موازين القوى فـ «أهلك بنو اسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل» (قضاة 20: 35)
أما في آخر جولة: «فسقط من بنيامين ثمانية عشر الف رجل جميع هؤلاء ذوو بأس» (قضاة 20: 44)
وانهزم بنو بنيامين أمام بقية الأسباط وتشردوا بعد أن خسروا مدنهم: «فداروا وهربوا إلى البرية إلى صخرة رمون . فالتقطوا منهم في السكك خمسة آلاف رجل وشدوا وراءهم إلى جدعون وقتلوا منهم ألفي رجل . وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف .. ورجع رجال بني اسرائيل إلى بني بنيامين وضربوهم بحد السيف في المدينة بأسرها حتى البهاءم حتى كل ما وجدوا أيضاً جميع المدن التي وجدت أحرقوها بالنار» (قضاة 20: 47-48)
14. ضرب يابيش جلعاد:
فأرسلت الجماعة إلى هناك اثني عشر ألف رجل من بني البأس وأوصوهم قائلين . اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال وهذا ما تعملونه . تحرمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر» (قضاة 21: 10-11)

= المصادر =

(1) الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، طبعة عام 1985
(2) http://st-takla.org/




#شريف_حوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة العنف في العهد القديم (الجزء الأول)
- الإسلام والمثلية الجنسية
- تطور النظرة المسيحية تجاه المرأة
- الإسلام في قفص الاتهام


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف حوا - ظاهرة العنف في العهد القديم (الجزء الثاني)