ليست بلد بنت وسخة لانها مسئوليتنا جميعا

محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 20:27
المحور: كتابات ساخرة
    

كنت فى باريس أعمل فى احدي الشركات حتي اتمكن من الانفاق علي دراستي بالجامعة تحت الاشراف العلمي للسفارة المصرية ولكن علي نفقتي الخاصة ... وكنت بعد العمل التقي فى مقهي ليلى مع رفاق العمل نتجالس ونتناقش في امور عديدة .... لا يوجد عربى أو مصرى غيرى .... كنا ثلاثة اصدقاء فرنسي و المانى وأنا ..
في احدي اللقاءات حدث نقاش في بعض امور العمل وتطور الى استفزاز ..و فجأة وجدت الالمانى يقول لى "امشى روح بلدك اركب الجمل أو طارد التماسيح فى النيل .. ارجع شوف الخيمة بتاعتك فى مصر ".. طبعا مع ضحكات ساخرة ... ثم التفت هذا الالماني الي الفرنسي - الذي كان يؤيد رايى -..وقال له : انت نسيت ان احنا مسحنا بكرامتكم الارض فى 6 ساعات ( يقصد ايام الحرب العالمية عندما اجتاحت الجيوش الالمانية فرنسا فى 6 ساعات ) واكمل ... لقد اغتصبنا نساؤكم الفرنسيات ... ولو امك اطلعتك علي الحقيقة ستجد ابوك المانى " ... وطبعا ضحكات هستيرية ....
بصراحة انا كنت مذهول من الرجل وقبل ان ارد عليه ... وجدت الفرنسي يمسك يدى ويقول اسكت .... ثم قال للألمانى : " لو تعرف يعنى ايه مصر كنت وضعت رأسك تحت اقدام اى مصرى "..
هذا المصرى جدوده كان لهم حضارة وعلم ايام كانت جدودك تعيش فى الكهوف كالحيوانات ... جدود هذا المصرى لهم فضل على العالم كله والمفروض ان نحفظ لهم الجميل ونعامل كل مصرى وكأنه ابن مدرس علمنى ووضعنى على طريق العلم والمعرفة ... انت من جهلك تقول هذا على المصرى ... ولكن لأننى اعرف معالم الحضارة ارد الفضل له واقدره ... المفاجأة ... والتى اضحكتنى حتى وقفت وجلست .... ان الآلمانى .. بكى وقال : " نعم انا عشت فى زمن مصر الفرعونية ( مؤمن بأستنساخ الارواح ) وكنت حبيب نفرتيتى واعتقد اننى عشت معها فى مصر ".. واخرج صورة لنفرتيتى من جيبه ... وحلل جمالها بطريقة رائعة لم اسمعها من قبل
فعلا نفرتيتى جميلة جدا ... لم اعرف ذلك الا هنالك .... طبعا انتهى النقاش واعتذر الالمانى .. وارجع ذلك الى ماحل بة من الثمالة بسبب الشراب .
نعم مصر عظيمة وستظل عظيمة .....
مثل الشمس نلعنها صيفا ونهرب منها اذا كانت شديدة الحرارة .... او ليست على مزاجنا ... ولكن نفرح بها عندما تكون هادئة فى الشتاء ونتجمع تحتها .... ولكنها في كل الاحوال تظل الشمس العظيمة ...
وهكذا مصر نلعنها ونسبها نحن... نعم ...نسبها وتسمع من يقول " بلد بنت وسخة ".. لاننا نريدها ان تكون الافضل ..فنحن ننقدها سبا كمصريين ..ولكننا علي استعداد ان نأكل من يفعل ذلك غيرنا ...
بلدنا ليست بنت وسخة ....ولكن من اداروا بلدنا كانوا فاقدين القدرة علي الادارة فأصبح الفساد متفشيا في الجهاز الاداري للدولة
لقد كانت بداية الوساخة والتفسخ والانحطاط في المجتمع المصري في عهد " الرئيس المؤمن " انور السادات الذي سمح للجماعة الارهابية والمحظورة قانونيا بالعمل في الجامعة وفي شتي المجالات لضرب التيار الوطني المعارض لسياساتة ..فقد رسخ " الرئيس المؤمن " هذا الانحطاط الاخلاقي والانهيار الاقتصادي بسياسة ما اطلق علية " الانفتاح الاقتصادي " الذي سمح لتجار المخدرات ولصوص الاراضي والبنوك والبلطجية والصيع بالتحكم في مصير الدولة المصرية وتوجية سياساتها وتشريعاتها وثقافتها وسياستها التعليمية بما يخدم مصالحهم ويكرس لثقافة الرشوة والفساد والانتهازية وان يكون كل شيئ مباح وبشتي الوسائل من اجل مصالح الفرد المطلقة وليس من اجل مصالح تتوافق مع مصالح المجتمع وترقيتة اقتصاديا واجتماعيا .
ان الفضل في نجاح اي مؤسسةاو شركة او عزبة او دولة يرجع الي الادارة الجيدة التي تخطط طبقا لاستراتيجية موضوعة بفريق عمل متفق علي رؤية للمستقبل واهداف يلتزم بها لتحقيق تلك الرؤية وفق سياسات محددة واساليب لمراقبة اداء كل مسئول وبضوابط تنطبق علي الجميع دون تمييز بين زيد او عبيد والاهم من ذلك ان صاحب المصلحة الحقيقية وهو الشعب ممثلا في منظمات مجتمع مدني ( نقابات – روابط – اندية - جمعيات اهلية ) قوية ومنظمات سياسية ( احزاب ) فاعلة ..وهذة وتلك تمثل اكبر قوة ضاغطة علي متخذ او صانع القرار ....
فهل هي بلد وسخة ؟؟؟ام ان المسئولية يتقاسمها كل من ادارة الدولة المصرية ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية ا؟؟؟

#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل