أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسان جمالي - ماذا لو تقبل العقل العربي هرطقات جورج طرابيشي؟














المزيد.....

ماذا لو تقبل العقل العربي هرطقات جورج طرابيشي؟


حسان جمالي

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل من الممكن اليوم لأي مفكر عربي أن يحلل ما حدث وما يحدث اليوم بعد سنوات من بداية الربيع العربي دون أن تقض مضجعه هرطقات جورج طرابيشي في الديمقراطية والعلمانية؟ وهل بإمكانه أن يتجنب السؤال التالي: ماذا لوتقبل العقل العربي هرطقات طرابيشي؟
لو تقبل العقل العربي هرطقته في الديمقراطية لأدرك فداحة الخطأ الذي ارتكب حين اختصرت الديمقراطية في صندوق اقتراع. وأن مجرد اجراء انتخابات حرة، بعد عقود بل قرون من الديكتاتورية والاستبداد، يكفي ليتم الانتقال الى نظام ديمقراطي فعال. الم يحذرنا طرابيشي من اختصار الديمقراطية في الصندوق الانتخابي كونه اخر دور في البناء الديمقراطي الذي يضع أساساته صندوق الرأس. ثم أليس من الاختصار والاختزال أن نطالب بالديمقراطية وكأنها مجرد حريات سياسية بينما نرفض في الوقت نفيه حرية الفكر والضمير والحريات الدينية وكذلك الحريات الفردية ومن بينها ان لم تكن على رأسها الحرية الجنسية؟
كيف نطلب من عامة الشعب التصويت على الدستور في بينما مفهوم الدستور ودوره ما زال ضبابيا حتى لدى النخبة؟
ماهي نسبة الناخبين التي تدرك أن مهمة الدستور الأساسية هي تقليص (لا زيادة) سلطة الأغلبية البرلمانية ومنعها من سن قوانين تخالف الدستور. كذلك على الدستور ألا يكون عائقا أمام تلبية حاجت المجتمع ودرجة تطوره بحجة الالتزام بنوص وتشريعات رفعت الى مرتبة التقديس.
وما كانت تونس لتخرج سالمة من حقل الألغام لولا أن النظام القديم، على ديكتاتوريه، لم يصف جسديا ولم يضع في السجون لعشرات السنين أو يدفع الى المنفى عشرات الالاف من المفكرين والسياسيين والمثقفين بالإضافة الى أهمية الطبقة المتوسطة التي كانت دوما صانعة الديمقراطية وحاضنتها.
طرح الربيع العربي وبحدة موضوع العلمانية، وجملة طرابيشي: لا ديمقراطية دون علمانية برهن عليها أكثر من نصف قرن من التجربة اللبنانية في التحاصص الطائفي الذي لم يمنع قيام حربين أهليتين والى الوصول اليوم الى أكبر احتقان طائفي في تاريخه. أما نتائج التحاصص الطائفي في العراق فحدث ولا حرج. هل عرف العراق، منذ سقوط الديكتاتورية، سوى الانفجارات والاحتقان الطائفي وتفتيت وحدة الشعب وأرضه؟
لو تقبل العقل العربي (ولو على مستوى النخبة) هرطقات طرابيشي لوضع العلمانية في صدر عملية التغيير نحو الديمقراطية، لأن حياد الدولة تجاه الأديان والايديولوجيات هو أساس دولة المواطنة لا دولة الرعايا. بالإضافة الى أن العلمانية، كما يقول طرابيشي، هي التي تمكن أن تضع حدا لحرب قائمة (بالأقوال والأفعال) منذ ألف عام بين السنة والشيعة وما زالت مستمرة حتى هذا اليوم. والعلمانية هي التي ستسمح للسلام (قبل أن يتصالح مع المسيحية واليهودية) أن يتصالح مع نفسه ليستبدل ثقافة الكراهية بين طوائفه بثقافة المحبة وليتحرر من أسر الأدلجة وليستعيد بعده الروحي الذي هو مدخله الوحيد الى الحداثة.
وأخيرا, ليست العلمانية مفتاحا سريا لحل جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وانما اطار دستوري يسمح بالتنافس السلمي والتناوب على السلطة. كذك لن تقضي العلمانية على أمراض المجتمع، من طائفية وعشائرية وقبلية بجرة قلم، وانما تجعل من الدولة خادمة وحامية للجميع وتزيل العوائق أمام الانسان بسبب خلفيته الدينية أو العرقية.



#حسان_جمالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة داعش وحالة الاسلام اليوم
- رسالة الى ابنتي لايدير


المزيد.....




- لقاء موسع حول التحديات المناخية نظّمته لجنة الإيكولوجيا بشرا ...
- نبيل بنعبد الله يستقبل السيد أنيس سويدان مدير دائرة العلاقات ...
- تريدانها هشَّة.. سوريا تدفع ثمن مخالفتها توقعات واشنطن وتل أ ...
- غوتيريش يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا
- من يقف وراء العنف في كينيا؟
- كيف تقضي يوما بإحدى أجمل مناطق الريف الهولندي؟
- القصف الإسرائيلي يخلف دمارا واسعا بمبنى هيئة الأركان وسط دمش ...
- أحمد سعد يصدر الجزء الأول من ألبوم -بيستهبل-.. و-تاني- مع رو ...
- الحكومة السورية تعلن انسحاب قوات الجيش من السويداء
- أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسان جمالي - ماذا لو تقبل العقل العربي هرطقات جورج طرابيشي؟