أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - بغداد حبيبتي / هل صحيح أنتِ أسوأ مدينة ؟














المزيد.....

بغداد حبيبتي / هل صحيح أنتِ أسوأ مدينة ؟


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:12
المحور: الادب والفن
    



لم أودع حبيبتي بغداد قبل عشرة سنوات لأعتقادي بأنّ الوداع يعني الرحيل السرمدي فلا بدّ اللقاء فتلك سمات وعلامات الحب العذري والعشق الصوفي المفضوح بدموعٍ غير أرادية ، وهي توأم روحي بل أني وأياها توأم ( سيام)حين نرتبط بمشيمة موحدة منذ الطفولة البريئة ، وطيش الشباب ، فيها ملاعب صباي ، ورفاقي وأصدقائي ، ولأوكسجين أزقتها الحلوة النقية أنعاشاً لحواسي المتعبة ، وتحية أجلال لشاعر الياسمين " نزار قباني " حين تغزّل بها : عيناك يا بغداد منذُ طفولتي شمسان نائمتان في أهدابي ، وصباحات( فيروزية ) بغدادية بعذوبة نسيمها العليل :بغداد والشعراء والصورُ ذهب الزمان وضوعهُ العطرُ، وكوكب الشرق أم كلثوم :بغداد يا قلعة الأسود ، وجميع مظاهرها المدنية والحضارية تسلب اللب وتأسر الأحساس حين يقول الجواهري في دجلتها الرقراقة :.يا دجلة الخير يا نبعاً أفارقهُ/ على الكراهة بين الحين والحينِ.أنّي وردتُ عيون الماء صافيةً/ نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني . يا دجلة الخير يا أطياف ساحرة / يا خمر خابيةٍ في ظلِ عرجونِ. ياأمّ بغداد من ظرفٍ ومن غنجٍ/ مشى التبغددُ حتى في الدهاقينِ . وباقة ورد على ضريح شاعر العذارى (علي أبن الجهم) عندما تغنى بجانبيها الرصافة والكرخ :عيون المها بين الرصافة والجسر// جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري. أعدن لي الشوق القديم ولم أكن // سلوتُ ولكن زدتُ جمراً على جمرِ. وبتنا على رغم الوشاة كأننا // خليطان من ماء الغمام والخمرِ .
هل أنا في حلم أم علم؟؟ لماذ ؟ وكيف ؟ وضعوك كأسوأ مدن المعيشة في العالم وكان أسمك للكون منارة وللعلم شمسٌ وعنوان ، وأنت أمّ الدنيا لم تخلواقصيدة من اسمك ، فلم يبرزعالم ألا ونهل من نهر علمكِ وبحر خيركِ ، بغداد كانت جنة وكانت (دبي) صحراء قاحلة ، العلم والكتاب كان رمز بغداد فأنجبتْ العظماء والعلماء( القاهرة تؤلّفْ ـ وبيروت تطبعْ وبغداد تقرأ ) كانت بغداد هي المدْ بدون جزر وهي البدر بدون محاقْ وكانت بغداد هي المن والسلوى تلك هي بغداد التي عشقتها دوماً وأبداً وهكذا تركتها واليوم هل يصدق العقل أنّها نفس بغداد لا--- لا—أنها مدينة الكواتم والمتفجرات والمفخخات وميليشات وقوانين مشلولة فشاع الموت والذبح والخطف والأنفلات الأمني والنهب الملياري للمال العام حين يكون القانون مشلولاً والعقوبة خفيفة غير رادعة تخضع للديمقراطية العرجاء والرشوة والمحسوبية والمنسوبية بقيادة حكومة ضعيفة هزيلة تشكلت بالمقبولية والتوافقية الأنبطاحية ، ولأيبولا المحاصصة وتحولت إلى مدينة أشباح ، والأزبال والأوساخ والشوارع المحاصرة بالحواجز الكونكريتية ، أنظر إلى معالمها وشواخصها ومجد عزها التأريخي التليد وعصورها الذهبية---- وهذا بعض ما يحضرني من شواخصها ومعالمها الحضارية التي تركت بصماتها في الأرث الفني للبشرية :
معالم بغداد/ مدينة بابل التأريخية ، والحضر ، وآشور والنمرود ، شارع الرشيد ، نصب الحرية ، شارع المتنبي ومقهى الشاهبندر، تمثال الرصافي ، مدينة الألعاب ، شارع فلسطين ، اليرموك ، المنصور ، ملعب الشعب ، لكشافه الشورجه ، الشواكه ، سوق حماده ، الكرادة ، القشله ، جامع مرجان ، المدرسة المستنصرية ، جامع الخلفاء ، الحضرة الكاظمية ،جامع الأمام الأعظم ، مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ، المحطة العالمية ، تمثال كهرمانه ، جزيرة بغداد السياحية ، المكتبة المركزية ، مكتبة بيت الحكمة ، والجسر المعلق ، آه يابغداد كم أنت رائعة ؟ وقد قال فيك المؤرخون أمثال الخطيب البغدادي( مؤرخ بغداد) : لم يكن لبغداد نظير في جلالة قدرها وفخامة أمرها وكثرة علمائها وأعلامها ، وطيب هوائها وعذوبة مائها ، وبرد ظلالها وأفيائها وأعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها }
وأخيراً // عمّتْ فرحة كبيرة في أوساط نساء العراق بتسلم الدكتوره المهندسة ( ذكرى محمد جابر علوش ) من خارج نغطية المحاصصة منصب أمينة بغداد ، وهي أول أمرأة تتقلد هذا المنصب في تأريخ بغداد --- نتوسم فيها كل الخير ولتثبت للعالم بأنّ المرأة العراقية جديرة وكفوءة ومناضلة ودؤوبة أن تعيد الحياة لمدينتنا الحبية تلك الشجرة التي تموت وهي واقفة ، برفع التجاوزات ، وأستنساخ تجارب التنظيف للشركات الأجنبية كما في دول العالم المتحضره .
ويا سيدتي وأنت المهندسة تعلمين أنّ جغرافية المدن في كل العالم تخضع لقوانين وضوابط صحية وبيئية وعرفية أجتماعية وحضارية في تقسيماتها البلدية ، أنا لا أطمح أنْ تكون بمستوى المدن الأوربية لأنه حلمٌ طوباوي غير واقعي غير مسموح لنا أنْ نحلم بهِ ونتمناه لأنّ "التمني رأس مال المفلس " حيث وجدتُ : 1-فوضى الأرصفة ألمكتظة بالباعة المتجولين ، وبعرض جميع أنواع البضاعة المتضاربة أحياناً الفواكه والخضر ألى جانب الأحذية والنعل والملابس ألى جانب بيع الأسماك والكل يروّج لبضاعتهِ بمكبرات الصوت ، أو بمسجلات الصوت وهي ظاهرة غير حضارية يا سيادة الأمينة . 2- والغريب أنّ بعض الأرصفة بنيت عليها أكشاك ثابتة حديد وأسمنت ، أليست هذهِ فوضى ؟ . 3- وجدتُ – وأنا شاهد عيان – مطاعم على الأرصفة لتقديم السمك المسكوف --- والله عيب !!! .4- السيارات مركونة بعشوائية حينها يمكن وضع السيارات المفخخة بينها ( وهنا تسكب العبرات ) وهي سبب حصد الآلاف من الأبرياء وتخريب البنى التحتية وهي أشارة ألى الجهد الأمني لوضع قوانين رادعة وصارمة على المخالف. 5- فوضى سير السيارات بدون وجود الأشارات الضوئية ، وأنْ وُجِدَتْ لاتحترم لغياب العقاب وأنا لا أدعو ألى محاربة الباعة المتجولين لربما يكونون من جيش العاطلين ، ولا ألى قطع الأرزاق ، ولكن ألى تنظيم المدينة ببناء أسواق خاصة لبيع البضاعة ، وتخصيص مرئاب خاص للسيارات لكل منطقة ، وتكملة الأشارات الضوئية في المدينة ، ولبس حزام الأمان وأقتناء مطفأة الحريق وتاير سبير وهذهِ شروط الأمان حيث كنا مجبورين عليها في العهد العصملي !!! ) 6- العقوبة والثواب : تطبيق قوانين صارمة ورادعة للمخالف لكل هذهِ الفقرات السلبية المذكورة وتكريم أحسن مواطن ---- ولك التوفيق والله من وراء القصد .
السويد/ 11-3-2015



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في أسر العبودية المعاصرة
- شابلن ----- أسطورة الكوميديا الحزينة
- الثامن من آذار ----- خواطر تراجيدية
- أضاءات حول تجليات اللعبة الأمريكية
- رسالة ملغومة في فيلم التاكسي
- عشّاقْ الزعيم
- هلوسة بطران !!!
- لمنْ تُدَقْ الأجراس ؟ خاطرة في مضمونها الوطني
- العمليّة العسكريّة المرتقبة / لتحرير الموصل
- الدولة الريعية ---- مستقبل مظلم
- الموازنة عبر الغرف المظلمة
- السلطة الرابعة ---- ومسارها التراجيدي بعد السقوط
- غزوة باريس وكرنفال اللومانتيه/ خواطرللمقارنة
- القصف الأمريكي لداعش------ مشروع فتنة !!!
- النازحون ------- على صفيحٍ ساخنْ
- ثقافة الفرهود ---- تعود ثانية
- كوبا --------- الحرب والسلام
- الأعلان العالمي لحقوق الأنسان------ الذكرى - 66 -
- الرواتب الفلكية وأخواتها ------- أيبولا الحس الوطني
- أنّها لعبةٌ أمريكية ----- أليس فيكم رجلٌ رشيدْ ؟؟؟


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - بغداد حبيبتي / هل صحيح أنتِ أسوأ مدينة ؟