حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 21:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مع أنني أفرح لكل فرح، وأتمنى أن تعمّ الأفراح بلادنا، وأن يعيش شعبنا في فرح دائم، فقد بكينا وحزنا بما فيه الكفاية، لكنني لا أخفي عليكم سرّا أنني بتّ أخاف من الأفراح، لا كرها لها ولا لأصحابها، لكن لما يحدث فيها من أضرار، وخصوصا "المفرقعات" وسمّاعات الصوت التي تقض مضاجع الأطفال والمرضى والمسنين، وتسلب النوم من عيونهم، فوالدتي العجوز المريضة كلما سمعت صوت المفرقعات تضطرب وتقلق وتسأل: هل هجم جيش الاحتلال على البلد؟ وماذا يريدون؟ وأحاول طمأنتها قدر استطاعتي.
وهذه المفرقعات ليست مجانية، بل هي مكلفة، وتزيد الأعباء المالية على صاحب الفرح. واللافت أن النجاح في الثانوية العامة تصاحبه هو الآخر مفرقعات مكلفة وتسبب الازعاج للآخرين، وسماعات الصوت يتخطى ضجيجه حدود القرية الى القرى المجاورة، وهي والمفرقعات ليستا حكرا على أبناء بلدتي، بل هي سائدة في بلادنا كلها وفي البلدان العربية، وقد سقط ضحايا كثيرون جراءها، منهم من قضى نحبه، ومنهم من بقي بعاهة مستديمة، ومع ذلك لم نرتدع عن استعمالها.
وهناك من لا يتذكرون كتاب الله إلا في الجنازات وبيوت العزاء، ويبثونه عبر مكبرات الصوت الى ما بعد منتصف الليل. فهل ازعاج الناس رحمة للميت؟
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟