أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حلوة زحايكة - بين الطبيعة والتصنيع














المزيد.....

بين الطبيعة والتصنيع


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 09:02
المحور: الصناعة والزراعة
    


سوالف حريم
بين الطبيعة والتصنيع
بينما كنت جالسة في المساء أشاهد التلفاز، وبين فنية وأخرى تطل عليك الإعلانات والدعايات التجارية، وكان من بينها دعاية عن الحليب والألبان والجبنة، وكيف يتم تغليفها بأشكال وعلب جميلة حتى ترغب المستهلك بالشراء، وكيف يتم صنع عدة اشكال بعدة مذاقات، وكيف يتم تصنيعها بالمصانع واضافة المواد الحافظة من أجل حفظها مدة أطول، ومن أجل القضاء على الأمراض التي تتواجد بالحليب، في هذا الزمن أصبح كل شيء تتناوله يسبب لك الامراض، لم نكن نعرفها من قبل، كل هذا أعادني مرة أخرى الى أيام الطفولة.
في صغري، كنت اذهب دائما للرعي مع الأغنام والتمتع بجمال الطبيعة الذي يخلب الأبصار، وابداع الخالق في خلقه. كانت الأغنام
تأخذ جزءا كبيرا من حياتي، بحيث امضيت معظم طفولتي بينها، أسير كل يوم في الصباح معها أنا وعمي، وألعب وأركض ونحن متوجهين الى المراعي في سفح الجبل، كنت ألعب مع الخراف والسخول الصغيرة، أركض مره خلف ذاك الخروف ومرة خلف هذا السخل من أجل مداعبتة، والشعور بالمرح الى أن نصل الى المرعى، كي ترتع الأغنام في السفح، وتأكل الأعشاب التي تطيب لها، بسعادة لا يمكن أن يفهمها الانسان.
وعندما كنت أشعر بالتعب، استلقي على الأرض تحت إحدى الأشجار وأنام قيلولة الظهر، وعندما استيقظ وأشعر بالجوع والعطش، فأمسك بإحدى الأغنام
وأستلقي على ظهري تحتها، وأتشبث بضرعيها، وأتلهف للحليب من ضرعها مباشرة الى فمي الى ان تمتلىء معدتي ويرتوي عطشي.
وحليب الماعز شهي المذاق وخفيف على المعدة، وأقل دسما من حليب النعاج، كان طعم الحليب له ميزة خاصة ولذة، وذلك لأن الأغنام
لم تكن تأكل في ذلك الوقت غير الأعشاب البرية، وهذه الأعشاب تمد الحليب بطعم لذيذ وتجعله شهيا، وتحمي الأغنام من الإصابة بالمرض، وفي المساء أعود مع أغنامي من المرعى وضروعها مليئة بالحليب، وأقوم بربط الأغنام من رؤوسها لتسهيل عملية الحلب، وتبدأ أخواتي وبنات عمي بالحلب.
كانت أمّي تقوم بعمل الجبنة واللبن واللبنة والزبدة من الحليب كل يوم.
وكانت أمّي تخضّ اللبن، في جلد الخروف الذي يدعى بـ" السقى" لتخرج الزبدة في كل صباح باكر، وما ألذ وما أطيب أن تتناول فطورك في الصباح زبدة بلدية مع رغيف شراك مخبوز على الصاج ويكون وقوده الحطب!
لم نسمع في ذلك الوقت عن وجود أمراض أو مرض اسمه الحمى المالطية، ولا عن أي مرض آخر كان يصيب الأغنام، ولم أصب بأمراض ناتج عنها أو عن إحدى منتوجاتها، لأن الأغنام لم تكن تتناول غير الأعشاب البرية، بعكس اغنام اليوم، التي تعتمد اعتمادا كليا في غذائها على الشعير والخلطة والبرسيم، ولا تخرج من حظائرها، وذلك للأن الحتلال صادر جزءا من الأرض، وأغلق المراعي والأراضي الزراعية. ولم يعد الحليب"المبستر" نقيا كما هو الحليب الطبيعي ومشتقاته. لذا انتشرت الأوبئة.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف حريم-جنون الاحتلال
- سوالف حريم-التلفزة العربية
- سوالف حريم-القدس والأقصى والقيامة
- الأديب محمود شاهين نموذج للكفاح والابداع والتّميّز
- سوالف حريم- قبور
- سوالف حريم-منتزهنا
- سوالف حريم-لا بناموا ولا بخلوا اولاد الناس يناموا
- سوالف حريم-أخضر يا زعتر
- سوالف حريم-الموت
- سوالف حريم- الطفولة الضائعة
- سوالف حريم-رحلة
- سوالف حريم-على حين غفلة
- سوالف حريم - رسالة الى أبي الذي استشهد وأنا رضيعة
- سوالف حريم-المسافات القريبة البعيدة
- سوالف حريم-مات وفي خاطره
- سوالف حريم-أيّام العزّ
- سوالف حريم-عصر الشقلبة
- سوالف حريم-بقايا من الأحبة
- سوالف حريم-خوف
- سوالف حريم-حصار


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حلوة زحايكة - بين الطبيعة والتصنيع