أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ouissal hali - سلام و حرب المقطع الثالث














المزيد.....

سلام و حرب المقطع الثالث


ouissal hali

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


مر شهر على الحادثة، ترجع سلام من المدرسة، ليس من عادتها التبسم، لكنها عادت متبسمة في ذلك اليوم،يرن الجرس، تفتح الخادمة الباب، انه والد سلام، تخفي الفتاة ابتسامتها، ثم تسأله:
- ماذا تشرب يا سيدي المحترم ؟
- نادني أبي٠-;-
- الأب يحب، ينصح، يربي . لكنك لم تقم بهذه الخصال ، فلماذا عدت إذن ؟
- لأنني أحبك .
- لكني أكرهك، أكره من عشت اليتم بسببه.
- اليتم؟!
- أجل، اليتم هو غياب الأب، أو الأم، لا يهم إن كانوا أحياء، أو أمواتا.
- علمت أن أمك لن تجيد تربيتك .
- أمي على الأقل رفضت قتلي يا محترم .
- وهل عملت على قتلك ؟
- و ما مرادف الإجهاض ؟
بقي صامتا فصرخت في وجهه :
- ما مرادفه ؟
أجابها بحزن :
- القتل.
و خرج قبل أن تطرده.
تخرج سلام من المنزل، تتبعه و تسأله بهدوء :
-لماذا عدت ؟ أ من أجل المال؟ ، أعلم أنك غني، لكن البحر يحب دائما الزيادة يا سيدي.
- لا ، من أجلك .
- لست غبية لأصدقك ، عدت من أجل ثروتي .عموما لا تعد مرة أخرى ، لقد اعتدت على نسيانك، وهذا هو الأفضل لكلينا .
يذهب عادل دون النطق بكلمة .
تضعف سلام في آخر لحظة، تحاول التراجع، لكن هذا ليس من عادتها ، ترجع إلى البيت ، و ما إن دلفت من الباب، حتى بدأت تبحث عن صورة لوالدها، ستحبه في صورته، بدلا من وجوده.
كانت سلام سعيدة لعودة أبيها، لكنها كانت يقينية أنه لم يعد من أجلها، بل من أجل المال، مادام قد ظهر بعد وفاة أمها.
لا تستطيع أن تمنع حبها لوالدها، كما لا تستطيع أن تمنع نفسها من القسوة عليه.

في اليوم التالي، أحست سلام برغبة في الرسم، أخذت قلم رصاص، لم تعرف كيف قامت بذلك، لكنها استطاعت رسم والدتها بطريقة مذهلة.
بدأت سلام تكتشف ذاتها فيما هو فني، خصوصا في مجال الرسم، و أبي الفنون، أجل سلام ممثلة بارعة.
هل يا ترى ستولد سلام من جديد ؟ ربما، لكن أخشى أن تموت سلام و هي رضيعة،
ليتني أعرف ما يدور في رأس هذه الفتاة الغريبة، أستحب الحياة من جديد؟ ممكن، لا، لا أظن، حتى الآن يحيرني سؤال غريب، أستحب شخصا آخر غير والدتها المتوفية ! دعنا الآن من كل هذه التساؤلات، و لنتمم الحكاية.
بعد كل هذا تتحول سلام من فتاة تافهة، كل ما تقوم به هو الإحساس بحب أمها، إلى فتاة أخرى تتفنن في لوحات غريبة، كانت سلام تحب اللون الأسود في لوحاتها، في العادة تحب الفتيات ،اللون الأحمر أو أي لون من هذا القبيل، لكن سلام كاللون الأسود، مظلمة، لا تعرف أبدا ما تخفيه، ربما هذا سبب حبها لهذا اللون.
تجلس سلام، ترسم، و هي تفكر في أبيها، متمنية عودته، ربما أحبت لعبة القسوة هذه، كانت سلام تتمنى أن تحصل على دليل واحد يؤكد لها أن والدها يحبها، ربما لن يعود الرجل من جديد، جلست سلام على الأريكة، تأكل ما وجدته في المطبخ من أكل سريع، تضع الطعام في فمها ببطء، و تبحث في التلفاز عن فيلم يغير روتين حياتها، صدفة تجد فيلم تايتانيك تشاهده بتمعن، تحس بشعور غريب، لم تحسه من قبل، دمعت عيناها عند موت جاك، تمنت لو كانت هي روز، يبدو أنها بدأت تفهم أن الحب لا يكون للأم فقط، بل هناك أنواع حب أخرى .
في اليوم التالي، تزور المكتبة تطلب قصة واقعية، رومانسية، كانت تبحث عن شبيه تايتانيك، يقترح عليها البائع البؤساء، تسأله:
هل هي واقعية؟
يجيبها بثقة:
أؤكد لك.
تدفع ثمنها، و تخرج مسرعة سعيدة، تصل إلى المنزل، تبحث في الغلاف، تقرأ العنوان بتمعن، تقرأ اسم الكاتب، "فيكتور هيجو" ، تفهم أنه غربي، تفتح الكتاب، و تبدأ في القراءة، تفهم معاناة جان فالجان، و تستغرب لعقوبته، و قوته الهائلة، تتعلم من فانتين درسا مهما، بقيت تقرأ متعاطفة مع فانتين، و كوزيت ابنتها، لا تفهم سبب قسوة السيد، و السيدة تينيارديه، أو سبب غيرة ايبونين من الفتاة البائسة، تتفهم جان بالجان الذي غير اسمه، تكره جافير الذي لا يؤمن إلا برأيه، تنظر إلى جان فالجان نظرة أخرى، ترى جانبه الطيب، تستغرب كيف يتغير الزمن، و تصبح كوزيت المتعلمة، و الفتاة الراقية، بينما ايبونين الفتاة المتشردة ،الفقيرة، تحترم قرار ماريوس في ترك جده، و الإيمان بقضايا الكون مع والده الميت، تفرح لبدء قصة العشق بين كوزيت و ماريوس، و تتعاطف مع ابونيين التي دفعت حياتها ثمنا لحبهما.
تثور مع الثوار في القصة، تصدم صدمة قوية عند موت غافروش، عند انتحار جافير و اقتناعه أن مادلين ليس مجرما، لكن للفقر ضغوط، تضحك بحزن ، زواج ماريوس و كوزيت كان رائعا بالنسبة لها، لكنها لم ترحب بقرار والدها بالابتعاد، حزنت لموته في النهاية.

أقفلت الكتاب، وهي لا تفكر إلا في السياسة، ما معناها؟ كيف هي؟ و كيف يفهمها الإنسان؟


يتبع



#ouissal_hali (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام وحرب (2)
- سلام و حرب


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ouissal hali - سلام و حرب المقطع الثالث