محاكمة سياسية تاريخية للأجهزة القمعية بتارودانت بالمغرب

النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
النقابة الوطنية للفلاحين ـ CGT

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 01:53
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

مر اليوم 06/03/2015 الطور الأول من محاكمة المناضل النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ بايتدائية تارودانت في جو من الدفاع الحقوقي الذي أطرته لجنة الدفاع الحقوقية للمناضلين الأساتذة الحقوقيين بهيئة أكادير، الذين وجهوا المحاكمة في إطارها السياسي الحقوقي باعتبار قضية اعتقال الناشط النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ قضية سياسية، تجاوزت المنظور القانوني الضيق للهيئة القضائية بتارودانت خاصة منها النيابة العامة التي ارتكبت هذا الإعتقال من منطلق سياسوي هزلي يعيد نفسه بشكل كاريكاتوري.

لقد استطاعت لجنة الدفاع الحقوقية المكونة من 18 محاميا محاكمة النيابة العامة التي أصبحت أداة في يد عامل تارودانت، حامي مصالح الكومبرادور والملاكين العقاريين الكبار وبقايا الإقطاع، جهز نائب التعليم بتارودانت ومعه شاهده مدير ثانوية محمد الخامس لخدمة مشروعه القمعي ضد النشطاء المدافعين عن الحرية والديمقراطية بإقليم شاسع، مساحته 16500 كلم2 من الجبال والهضاب والسهول والوديان يسكنها حوالي مليون نسمة 80% منهم من الفلاحين الصغار والفقراء، لقد حولت لجنة الدفاع الحقوقية الدفوعات الشكلية إلى محاكمة النيابة العامة على فعل الإعتقال التعسفي في حق الناشط النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ.

ثلاث ساعات، من الساعة 11 إلى الساعة 14، من مناقشة أقوال المشتكي نائب التعليم وشاهده مدير الثانوية وشهود النفي خاصة منهم التلاميذ، الذين فضحوا بأقوالهم ممارسات النائب والمدير والمقتصد اللاتربوية وسياسة التجويع التي تعرض لها التلاميذ الداخليون بالثانوية، تلميذان جريئان يواجهان النائب والمدير بممارساتهما اللاتربوية التي تجاهلت حقهم في تحسين التغذية التي تحولت إلى سوء تغذية ـ من دجاجة تزن كيلوغراما ل 8 لتلاميذ إلى نصف دجاجة أي نصف كيلوغرام، ومن 10 خبزات إلى 8 خبزات مع نقص واضح في الوزن، وطعام من القطاني/اللوبيا غير مطهي بشكل جيد ... ـ بعد محاولة الحوار مع المقتصد والحارس العام والمدير دون جدوى يرفض النائب استقبال لجنة التلاميذ، التلاميذ ينظمون وقفة احتجاجية جابت كل مرافق المؤسسة، أحد التلاميذ الشهود أكد أنه من اللجنة التنظيمية للوقفة الإحتجاجية.

النائب يبحث عن تصدير مشاكل الثانوي إلى الخارج والعامل يرى في ذلك فرصة للإنتقام من الناشط النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ الذي التقط صورة للمظاهرة أثناء تواجده بالمؤسسة، التي استباحتها قوات القمع ومعها بعض المراسلين ... لقد تحولت المحاكمة إلى محاكمتهم هم نشطاء الفساد أجهزة القمع القضائية والتنفيذية.

رئيس الهيئة يقرر عدم الإستمرار في أطوار الجلسة بعد أن تبين له أن هذه المحاكمة سياسية تاريخية أقوى من منظور القضاء القانوني المزيف المغلف بالقمع والتسلط وخدمة السلطة التنفيذية ومعها الطبقات المسيطرة سياسيا واقتصاديا ...

لقد اختار رئيس الهيئة القضائية الهروب إلى الأمام بعدما تبين له أنه لا يستطيع تجاوز لجنة الدفاع الحقوقية بتلك السهولة التي كانت تدور بخاطره لما افتتح الجلسة، وحاول تجاوز أحد المحامين الشباب الحقوقيين المناضلين الذي واجهه بكل جرأة دون تنازل عن حق الدفاع في إبداء ملاحظاته كل ما تبين له ذلك أساسيا في سير المحاكمة العادلة.

لقد تنبه رئيس الهيئة إلى أنه لا يمكنه إلا أن يكون مرنا في تعامله مع دفاع منظم متماسك يصعب تجاوزه بتلك السهولة التي اعتادها في جلسات التلبس في قضايا الحق العام، لقد تبين له أن المحاكمة سياسية بامتياز وأن أمامه متهم قوي بمبادئه ومواقفه وجرأته في أقواله، وأن المشتكي نائب التعليم وشاهده مدير الثانوية أصبحا أمام المحكمة والجمهور الغفير مهزلة ومضحكة، حيث لم يقوموا إلا بنقل غسيلهم الوسخ من داخلية الثانوية إلى منبر القضاء أمام الجماهير لنشره، حيث لم تتسع له الثانوية خلال سنوات تجويع أبناء الفلاحين الفقراء، وتمكن عامل تارودانت ووكيل الملك من الكشف عن هذا الغسيل الوسخ بصورة هزلية لما تآمروا لاعتقال الناشط النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ.

قرر رئيس الهيئة الإكتفاء بالدفوعات الشكلية وتعيين جلسة خاصة لمناقشة موضوع القضية يوم الثلاثاء 10 مارس 2015.

ساعة و15 دقيقة من الدفوعات الشكلية منظمة من طرف لجنة الدفاع الحقوقية تصب جميعها في مسألة الإعتقال التعسفي والتحكمي الإعتقال السياسي، الذي تعرض له الناشط النقابي والحقوقي عبد اللطيف بنشيخ من طرف النيابة العام أداة قمع المناضلين بالإقليم في يد عامل تارودانت، جميعها تلح على ضرورة إطلاق سراح المعتقل حتى تستقيم محاكمته، محاكمة عادلة، باعتباره ناشطا نقابيا وحقوقيا يجب أن يحظى بحماية القضاء بدل التعسف عليه من أجل محاولة توقيف عجل الدفاع عن الحرية والديمقراطية في بلادنا.

نعرف جيدا أن القضاء بالمغرب لم يرق بعد إلى مستوى الإستقلال عن السلطة التنفيذية التي يمثلها العمال والولات حراس مصالح الطبقات المسيطرة سياسيا واقتصاديا ...

رئيس الهيئة ومن خلال تعامله المرن المفروض عليه من طرف لجنة الدفاع الحقوقية تبين أنه على اقتناع تام بوجود أطلاق سراح المعتقل السياسي، لكنه لا حول ولا قوة له أمام الأوامر التي قام بتنفيذها وكيل الملك لما أمر باعتقاله المنسجم مع دور القضاء باعتباره جهازا قمعيا للحريات في ظل نظام غير ديمقراطي، نظام الأوامر والولاءات والتسلط وقمع الحركات الإحتجاجية التي يقودها النشطاء النقابيون والحقوقيون ضد الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان.

الطور الأول من المحاكمة استغرق 4 ساعات و 15 دقيقة، مهمتنا أن نجعل من هذه المحاكمة السياسية التاريخية قفزة نوعية في تاريخ النضال من أجل الحرية والديمقراطية بتارودانت بمزيد من التنظيم النقابي والحقوقي المكافح، ونحن مصرون على السير في درب النضال الكفاحي في صفوف العمال والفلاحين الصغار والفقراء والتجار الصغار والفراشة وجميع المضطهدين من أجل الحرية والديمقراطية.


عن لجنة الإعلام

#النقابة_الوطنية_للفلاحين_الصغار_والمهنيين_الغابويين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل