نحن أهل حضارة وآثار وإن كنا من البدو

عدنان حضراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 19:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

إثر تحطيم تنظيم داعش الإرهابي للآثار الآشورية في العراق شن بعض الكتاب بالموقع هجوما شرسا على العرب البدو كما ينعتونهم ويقصدون سكان وسط الجزيرة العربية ؛ وتخلل الهجوم تفلات وقدح بالمعتقد وبلغ حد التجريح بعنصرية مقيتة ؛ ورغم تفهمي للعلل وفهمي للخلفيات إلا أن أصحابها ينقصهم الكثير ليعرفوا عن تأريخ الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وبقرون طويلة بشرط أن يتخلوا عن أحكامهم المسبقة ويقرأوا بعين فاحصة وعادلة ومتعمقة ؛ فسكان الجزيرة العربية ينحدرون من اليمن ومن يجهل تأريخ اليمن القديم قدم التأريخ نفسه لايحق له توجيه ما وجهه لنا ؛ وعليه أن يقرأ عن آثار مدين ومدائن صالح وغيرها ؛ وألا يستغل جريمة تنظيم داعش الإرهابي مطية ؛ وتظهر عنصريته تجاهنا بأبشع صورة ؛ وألا يحملنا وزر جرائم هذا التنظيم اللعين ؛ بل إن العرب الذين طعن بهم مستغلا جريمة داعش بحق الآثار الآشورية تأريخهم قبل ظهور الإسلام وبعده يشهد لهم ؛ دولة حمير وكندة ومعين وسبأ والغساسنة والمناذرة لازالت آثارهم تشهد لعظمتهم وانجازاتهم الإنسانية ؛ وكان الأولى بمثل هذا البعض أن يتجرد من خلفتيه وعاطفته وألا يعمم بقدحه ويتجنى ؛
فالعرب المسلمون توسعوا شمالا وشرقا ووصلوا أصقاعا كثيرة وكانت لهم الغلبة والتمكين ولم يقدم أحدهم على المساس بالآثار التي أورثتها أمم وشعوب كثيرة قبلهم بآلاف السنين ولازالت باقية تشهد على ذلك حتى اليوم ؛
الباحث والكاتب المنصف هو من يسعى للحقيقة ويكتب بصدق وعدل ويخرج بأرائه من خلالها وليس من خلال هواه ؛
نحن لم نسلم قديما وحديثا من هدم آثارنا الإسلامية على يد أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب قديما بدعوى الشرك ؛ وحديثا بزعم الحكومة توسعة الحرمين الشريفين بمكة والمدينة ولعمري لا أجد علاقة واحدة في المكان بين المسجد النبوي والبقيع مثلا ؛
فالحكم السعودي ومنذ قيامه المشؤوم قبل ثلاثة قرون كان وبالا على كثير من الآثار الإسلامية ونشكر الله أن يده لم تمس بعد آثار تيماء ومدين ومدائن صالح ونجران البعيدة عن بيئة نجد المتشددة وحاضنة فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب ؛
النظام السعودي خلال العشرين السنة الماضية أزال آثارا لاتحصى ولا تقدر بثمن قيمتها الإنسانية والروحانية والتأريخية وللأسف لم يذرف أحدهم دمعة أو يرفع صوته بالإنكار ولو لمرة واحدة .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل