العبادي.. أول الغيث مطر شعب يجوع ومسؤولون يبطرون

القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العبادي.. أول الغيث مطر
شعب يجوع ومسؤولون يبطرون


• إنفرطت اثنتا عشرة سنة من بين أصابعنا جراء المحاصصة الفساد المكفول من شخصيات نافذة في إدارة الدولة تحل أميا في منصب بروفسور وبروفسورا في درك أمي الى أن آل العراق الى يد "داعش" وانهار اقتصاديا


القاضي منير حداد
خطوة عملية، أقدم عليها رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، في أمانة بغداد، تشي بخطوات لاحقة.. "طريق الالف ميل يبدأ بخطوة" فإن سرنا فيها، ووجدنا أنفسنا في تحد ضد الجمع، وحيدين، نتأسى بحكمة امير المؤمنين علي بن أبي طالب.. عليه السلام: "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه" ونعم التأسي بفاتح باب خيبر.. حامل سيف ذي الفقار، مرددين: "مشيناها خطى كتبت علينا.. ومن كتبت عليه خطى مشاها".
وللمشي في الطرق المكتوبة قدرا في اللوح المحفوظ، موجبات تلزم الدولة بوضع خطط واقعية، تؤسس على الوفورات الإقتصادية الممكنة، والاستعدادات المنهجية التي يعنى بوضعها متخصصون.. نزيهون جادون، بعيدا عن الإشتراطات النفعية، التي أكلت الثلث المتبقي من الخراب الفاضل عن تخبطات الطاغية المقبور صدام حسين، الذي دمر ثلثي العراق بهوج شخصيته ولا منهجية أدائه.. حروب وحصار وإعتقالات وإعدامات وسجون، ينكل بالشعب؛ ردا على الانتفاضة الشعبانية، ويخليه من أي عقل فاعل أو إرادة نافذة.
إنفرطت اثنتا عشرة سنة، من بين أصابعنا؛ جراء الفساد المكفول من شخصيات نافذة في إدارة الدولة، والمحاصصة الهوجاء، التي تحل أميا في منصب بروفسور وبروفسورا في درك أمي، الى أن آل العراق الى يد "داعش" من جهة، وإنهار إقتصاديا، من جهة أخرى.. لا معمل يدور ولا مزرعة تثمر، نعيش بدائية إقتصادية، على طريقة الانسان الاول، في الغابة.. يقطف ثمارا ويأكل "من اليد الى الفم" نبيع نفطا ونأكل.. يتوزع ريع النفط بالدرجة الأولى على اعضاء مجلس النواب ومن ثم على المسؤولين الكبار ومن هو بدرجتهم.. دينيا او مدنيا، وما يفضل يتناهبه المفسدون المحميون بأعضاء مجلس النواب والمسؤولين الدينيين والمدنيين، والشعب يلحس الغائض في مسامات الارض السبخة، لم تطله أذرع الفساد الأخطبوطية.
والآن لم يجد الشعب ما يلحسه؛ لأن إنخفاض أسعار النفط، تريد الدولة تعويضه، بالغائض في السبخ، قبل ان يلحسه الشعب؛ كي لا تتأثر رواتب النواب والمسؤولين!
هذه الدراما، نتاج ثوابت تأسست منذ صباح يوم الاربعاء 9 نيسان 2003، وصارت حقا مكتسبا.. شعب يجوع ومسؤولون يبطرون، عملا بتفاهة قول صدام: "لابد للقائد من ان يتغذى جيدا؛ كي يعرف كيف يفكر لإنتشالكم من سوء التغذية" طبق ذلك، وواظب عليه قادة ما بعد 2003.. ولا هو يفكر بتسمين البطون الخامصة تضمر جوعا، ولا هم... يحزنون.
لكن إقدام د. العبادي، على تصحيح المسارات، ينبئ بنية صادقة، ظهر بعض من جديتها العملية، نتمنى ان يشمل ذلك زوايا البلد الخربة، تنضح جورا على مواطن يراد قطع لقمته كي تتوازن أسعار النفط، من دون ان تؤثر على رواتب النواب والمسؤولين، في حين العتبات المقدسة، لوحدها، كجزء من السياحة الدينية، تشتغل في العراق بقوة تفوق النفط!
لذا ألفت عناية رئيس الوزراء الى وجوب البحث عن منافذ تعظيم الوارادات، ومواصلة ما بدأه بأمانة بغداد؛ ليشمل العراق كاملا، في تغطية نزيهة لتصحيح المسارات.. ولو ببطء لا يستفز عمائم او يستنفر ميليشيات؛ لأنهم يتصفون بوقاحة كافية لإشعال فتيل حرب أهلية؛ عندما تنقص حصتهم مليون دولار، من بين المليارات التي تصب في ارصدتهم، كالشلالات، والشعب ظامئ!!!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل