أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - ثورة يناير الشعبية فى مصر ناجحة أم فاشلة؟














المزيد.....

ثورة يناير الشعبية فى مصر ناجحة أم فاشلة؟


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة يناير الشعبية فى مصر
ناجحة أم فاشلة؟
بقلم: خليل كلفت
هناك آراء متضاربة. ويتنوع القائلون بنجاح الثورة، ويتنوع القائلون بفشلها، ويتنوع أولئك الذين يمكن أن نستنتج من مواقفهم ومشاعرهم المعلنة أنها فشلت بينما يؤكدون أنها لم تنجح فقط بل ما زالت مستمرة إلى أن تحقق أهدافها المعلنة والضمنية، وهناك قلة، منها كاتب هذه السطور، تعتقد أن الثورة المصرية (وربما ثورة تونس) نجحت وحققت نصرا مبينا على العكس من ثورات سوريا وليبيا واليمن.
ويرى الحكم الجديد وكُتَّابه أن الثورة نجحت وانتصرت. لماذا؟ لأنهم نجحوا فى استعادة السيطرة الطبقية وسلطة الدولة، ولم تفلح الثورة فى إسقاط النظام. ويرجع اعتقادهم أن الثورة ناجحة، بل أنها مستمرة، وتحقق أهدافها وأكثر من أهدافها بالتدريج، إلى إدراكهم أن هذا الرأى ضرورى لاستمرار نجاح الدولة بعد أن نجحت بالفعل فى استعادة سيطرتها. ولا يكتفى الحكم الجديد بتأكيد أن الثورة انتصرت، بل يؤكد أن الثورة ثورته، وأنه يمثلها باعتباره قيادة الثورة؛ بفضل الدور الذى لعبته الدولة بقيادة الجيش فى نجاح التصفية التدريجية للثورة الشعبية، وفى وضع حدٍّ لمشروع الدولة الإسلامية.
وهناك بالطبع مَنْ يعتقدون أنهم يشترون رِضَى الحكم الجديد عن طريق الهجوم المتواصل على الثورة الشعبية. وهناك بالأخص ذلك الهجوم الأكثر شراسة على الثورة، والذى يأتى من جانب أولئك الذين يُعرفون بالفلول والذين يخدمون سيِّديْن بحكم ازدواج ولائهم: للحكم الجديد من ناحية ولعصابة مبارك من ناحية أخرى، إذا ميَّزنا بينهما تمييزا دقيقا؛ بعيدا عن تطابُق تام مفترض.
وبين أولئك الذين يستشعرون نجاح الثورة مَنْ تؤكد لهم أبسط مقارنة عفوية لثورة يناير بكوارث ثورات سوريا وليبيا واليمن، فمهما استمرت وتفاقمت الأزمة الاقتصادية والمجتمعية يكون الأهم هو تأمين بقاء الشعب.
ويتنوع القائلون بأن الثورة فشلت. وينبع هذا الحكم من واقع أن الثورة لم تحقق لهم لا العيش ولا العدالة الاجتماعية ولا الكرامة الإنسانية؛ وإنْ كانت قد حققت حرية "منتزعة" ينبغى أن يدركوا ضرورة العمل على تطويرها والبناء عليها بدلا من إنكار ما انتزعته الثورة الشعبية بنفسها وليس بفضل غيرها من حرية من بين أنياب نظام مبارك.
وهناك أولئك الذين يتخذون موقفا متناقضا إذ يشعرون بأن الثورة فشلت بدليل كل هذا الإحباط الذى أصاب مُشعلى شرارة الثورة، ويؤكدون فى الوقت نفسه ما مؤداه أن الثورة نجحت لأنها مستمرة إلى أن تحقق أهدافها. ويمكن استنتاج أن تأكيد الثوار الشباب، الذين كانوا شرارة الثورة والذين استمروا بقيادتها سنوات، أن الثورة مستمرة ليس سوى تعويذة سحرية ضد إحباطهم اليائس الذى كان يمكن أن يُبدِّده أىّ تصور حقيقى عن نجاح الثورة.
ويبقى الموقف القائل بأن ثورة يناير فى مصر نجحت وانتصرت بالتأكيد ولم تفشل.
وينطلق هذا الموقف من فكرة أن حساب نجاح أو فشل ثورة شعبية وثيق الارتباط بالمعايير التى نقيس بها النجاح والفشل. وطبيعة الثورة هى التى تفرض المعايير الصحيحة للحكم على نجاحاتها وإخفاقاتها.
وقد أخطأ المثقفون الثوريون وشباب الثورة فى آن معًا عندما طبَّقوا معايير ما يسمى فى الفكر الثورى ﺑ-;-"الثورة الاجتماعية" على ثوراتنا الشعبية.
ولا ينطبق مفهوم ما يسمَّى ﺑ-;-"الثورة الاجتماعية" على الثورة الشعبية رغم قوى الطبقات الاجتماعية للثورة الشعبية وأهدافها ورغم مطالبها الاجتماعية. ذلك أن "الثورة الاجتماعية" شيء والثورة الشعبية شيء آخر. وتتمثل وظيفة ما يسمَّى ﺑ-;-"الثورة الاجتماعية" فى تغيير المجتمع، ونمط الإنتاج الاجتماعى، وبناء المجتمع الجديد المختلف كيفيا عن المجتمع السابق؛ أما الثورة الشعبية فإنها ثورة احتجاجية ضد الظلم لتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية للشعب.
وأنا أسمِّى "الثورة الاجتماعية" تحوُّلا اجتماعيا مثل الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، وهو على كل حال مصطلح أساسى فى الفكر الثورى النظرى، ولا ينبغى أن نطلق اسم الثورة على ظاهرتين اجتماعيتين مختلفتين تماما: ظاهرة التحول الاجتماعى-السياسى وظاهرة الثورة الشعبية.
غير أن مشكلة الثورة الشعبية تتمثل فى أنها، باستثناءات تُؤكِّد القاعدة، منحة ومحنة لأنها مغامرة كبرى قد تُقدِّم منحة ضئيلة أو مهمة غير أن محنتها تتمثل فى إغراق الشعب فى الدم، وهذا ما حدث فى كل الثورات الشعبية طوال التاريخ، وهو مرجع لا ينبغى إغفاله.
وبالمقارنة مع المنحة المعدومة فى الثورات التى تحولت إلى حروب أهلية مدمرة ما تزال الشعوب المعنية تعانى ويلاتها، حققت ثورة يناير فى مصر إنجازات كبرى: تفادى حرب أهلية مدمرة، والتخلص من عصابة مبارك بعد أن أوشكت على دفن الشعب حيًّا، وإسقاط مشروع الدولة الإسلامية، والخطوة الكبرى التى قطعتها المرأة على طريق تحرُّرها، والتسييس الواسع النطاق للشعب.
وما تزال تُحيط بالشعب الذى قام بثورة يناير مخاطر حقيقية: فالحرب الأهلية الإخوانية-السلفية ما تزال دائرة، والأزمة الاقتصادية تتفاقم، ويدفع هاجس الديكتاتورية العسكرية بكثير من شباب الثورة إلى أن يصيروا رغم أنفهم ركيزة لمشروع الإخوان المسلمين والسلفيين.
ولم تكن ثورة يناير ثورة استقلالية بصورة مباشرة ولهذا فلا مجال للحديث عن فشلها فى تحقيق التحرُّر من التبعية الاستعمارية مع أنه الهدف الكبير الضمنى لثورة بلد ينتمى إلى العالم الثالث.
9 فبراير 2015



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورخيس كاتب على الحافة 6: مجازات الأدب الفانتازى
- إحباط ما بعد الصدمات
- بورخيس كاتب على الحافة 5: التراثات وصراعات التجديد عند بورخي ...
- بورخيس كاتب على الحافة 4: بورخيس والأدب الأرجنتينى
- بورخيس كاتب على الحافة 3: صورة عامة لبورخيس
- بورخيس كاتب على الحافة 2: مدخل لمؤلفة الكتاب
- بورخيس كاتب على الحافة 1: مقدمة چون كينج
- أحلام مُحالة إلى التقاعد
- المثقف والسلطة بين التناقض والتحالف
- الرسوم المسيئة وتأجيج الإسلاموفوپيا
- الثورة الشعبية بين سياقين تاريخييْن مختلفين
- نحو نظرية علمية للثورات الشعبية
- زيارة جديدة إلى ثورة يناير
- العيد الرابع لثورة يناير
- الطابع القانونى للثورات
- تسييس محاكمة مبارك؟
- الثورات الشعبية عفوية بالضرورة
- انظر أمامك فى غضب
- مفهوم جديد للثورة الشعبية
- تسييس محاكمة مبارك وعصابته


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تتوقع أن تحقق روسيا مكاسب ...
- بالأسماء.. أمر ملكي بمنح الجنسية السعودية لرجل وزوجته و14 من ...
- عقار في بلاقيود: المستنفرون سلاح ذو حدين تسِنُ الحكومة قانون ...
- مدينة السيسي في سيناء.. ما دور إبراهيم العرجاني؟
- الحوثيون: سنستهدف السفن المتجهة لموانئ إسرائيل في أي منطقة
- مجلة ألمانية تتحدث عن استراتيجية -ناجحة- اتبعتها روسيا لهزيم ...
- -حزب الله-: إسرائيل في مأزق استراتيجي كبير بعدما خسرت حربها ...
- نقيب الصحفيين التونسيين: سنقدم اعتراضا على قرار منع التداول ...
- بعد 13 عاما.. القضاء المصري يصدر حكما ببراءة قبطان الباخرة - ...
- تل أبيب تعاقب الفلسطينيين ردا على قطع تركيا لعلاقاتها التجار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - ثورة يناير الشعبية فى مصر ناجحة أم فاشلة؟