أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ثانيا .















المزيد.....

ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ثانيا .


محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ثانيا .
تشهد تونس بن الفينة و الأخرى و بصفة متقطعة لكنها تكاد تكون دورية عمليات إرهابية جبانة ولإن لم تستهدف المدنيين فإنها كانت موجهة أساسا لقوات الأمن و الجيش التونسي وكانت جل هذه العمليات قريبة جغرافيا من الشريط الغربي للبلاد التونسية أي المناطق الحدودية المتاخمة للجزائر ( عمليات سيدي علي بن عون و الشعانبي و الكاف و جندوبة) مما يعني أن هذه المجموعات تعتمد أساسا على المناطق الحدودية التونسية الجزائرية كقاعدة لها للإنطلاق لتنفيذ عملياتها لأن تونس البلد الصغير مقارنة بالقطر الجزائري يمثل لهذا الأخير العمق للإسترتيجي . أما عن طبيعة و نوعية العمليات فإنها تعتمد أساسا على تجنب المواجهة و الإشتباك المباشر مع أعوان الأمن أو الجبش و تعتمد أساسا على عنصر المباغتة ثم الفرار في أماكن تكون في أغلبها وعرة و في المرتفعات ( جبل سمامة والشعانبي ومرتفعات نبر ) نظرا لغاية الإحتماء بهذه المناطق وعدم إعطاء الخصم ( الأمن والجيش ) أي إمكانية للمطاردة وهي عمليات شديدة التشابه مع حروب العصابات و الكر و الفر وكانت تتبنى هذه العمليات في غالب الأحيان تنظيمات إرهابية متطرفة تنتمي أساس لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وفروعها مثل الموقعون بدمائهم وكتائب عقبة بن نافع .
لكن ما يمكن ملاحظاته اليوم في تونس في علاقة بطريقة التعاطي مع هذه المسألة البالغة الأهمية هو التعاطي السطحي و اللاعلمي و اللامنهجي مع المسألة مع غياب إستراتيجية وطنية واضحة لمقاومة الإرهاب قبل أن يستفحل أمره وينزل من الجبل إلى سفحه و يتغلغل في المدن ويصيب المواطنين العزل و المؤسسات ورموز الدولة .
فمن يريد اليوم أن يكون محللا موضوعيا لظاهرة ما يسمى بالإرهاب في تونس عليه أن ينطلق من أصول الظاهرة وجذورها و مسبباتها فالإرهاب نوعين إرهاب النظام وإرهاب التنظيمات والأفراد و قد ذكرت هذه الأنواع أولا بأول حسب درجة خطورة و أسبقية كل صنف و دوره في إنتاج و إفراز الآخر فإرهاب النظام قد إنطلق مع بروز و تبلور الدولة بمفهومها الحديث و المعاصر و التي حسب رأيي مازال نفس النظام الذي وجد منذ البايات أو حتى الفترة التي سبقتهم يمسك بشرايين الدولة ويجعل من أجهزتها أداة مرنة وطيعة لخدمته و خدمة الأقلية المرتبطة رأسا به وهم المواطنون على حساب الأغلبية البعيدة عن أقطابه وهم الرعايا فالنظام في تونس مازال منذ تلك الفترة إلى اليوم يمسك تلابيب الدولة الزبونة له المتنكرة للسواد الأعظم من مواطنيها رغم المحاولات الدورية والمتكررة لإسقاطة والتي لم تفلح في ذلك ولم تتجاوز حد الإرباك و ذلك عائد خاصة لإستعمال النظام للدولة وأجهزتها خاصة منها القمعية الداخلية والجيش ثم القضاء والإعلام أولا وإتكائه على الخارج وإستقوائه بالأجنبي ثانيا فالإرهاب الحديث بدأ في تونس منذ بداية تبلولر الدولة كظاهرة حديثة في عهد الحسينيين فالبايات ثم جاءت فرنسا وحافظت على ذات النظام حتى بعض محاولات تطوير البنية التحتية كانت لخدمة رعاياها في تونس و مارست الإرهاب على التونسيين و خاصة في فترة خمسينات القرن الماضي حيث تم إغتيال الزعيم فرحات حشاد يوم 05 ديسمبر 1952 و تضييق الخناق على المقاومين و تصفية الفلاقة و اليوسفيين بإيعاز من بورقيبة الذي إستغل نضالات هؤلاء لإمضاء نصف إستقلال يوم 05 جوان 1955 مما أعطى أجنحة أخرى للنظام قبل إغتيال صالح بن يوسف في أوت 1961 في مدينة فرانكفوت و التخلص من أنصاره عبر المحاكمات التصفوية الجائرة ليتواصل الإرهاب عبر توخي الخيارات اللاوطنية القائمة على محاباة السواحل وتهميش الدواخل ليتواصل الإهاب و بقوة خلال النظام البائد خاصة إبان قمع المحاولة الثورية الأخيرة التي أربكت النظام و لم تسقطه ذات شتاء باسل 17 ديسمبر 14 جانفي ليتواصل نفس النظام بنفس الخيارات الإرهابية فالنظام المطوع للدولة العميقة أعاد لملمة بقاياه بسبب غياب الحكومات الثورية و تعاقب الحكومات العقيمة المتبنية والمتوارثة لنفس الخيارات السابقة هذا النظام الإرهابي الليبرالي المتوحش ذي الخيارات اللاوطنية تمخض عنه الصنف الثاني من الإرهاب و هو إرهاب التنظيمات الذي إستغل حالة الإنهاك التي كانت عليها الدولة وإستنزاف قدراتها ليتخذ من دور العبادة حاضنة نتيجة لتبني بعض أيمة بعض الجوامع لخطاب ديني متشدد و تساهل حكومة الترويكا خاصة معهم وغض الطرف في بعض الأحيان عن تصرفاتهم والذين نزلوا إلى الشارع ونظموا الخيمات الدعوية والمنتديات والملتقيات والتي هددوا فيها علنا بعض السياسيين المناوئين لحكم الترويكا ورجال الأمن و الجيش الوطني و شكلوا نسيج جمعياتي و منظماتي متماسك وقوي و إستفادوا من دعم بعض الأحزاب لهم خاصة حركة النهضة وحركة وفاء والمؤتمر من أجل الجمهورية وأهمية التمويل الذي أغدقته عليهم عديد التنظيمات الخارجية و بعض الدول خاصة الخليجية منها . في حقيقة الأمر فقد وجدت هذه الدعوات رواجا في صفوف الشباب حيث وجد التي الإرهاب ودعاته من المناطق المحرومة المسقطة عمدا من حسابات النظام أرضية خصبة للإنتشار و التغلغل فأبناء جغرافيا التهميش و مدن الغبار و أحزمة الفقر و حواضر الغبن التنموي و الحيف الطبقي كانوا هم ضحايا الإستقطاب من طرف التنظيمات الإرهابية حيث تمثل المناطق المحرومة التي إنطلقت منها الإنتفاضة منجما خصبا لإنتشار التنظيمات الإرهابية رغم أن أبناء هذه المناطق هم الورثة الشرعيين للثورة والذي كان نصيبهم منها كنصيب الغراب من الأسطورة فيما إستفاد منها من كانوا يعيشون في الخارج و من كانوا يدورون في فلك النظام السابق وغيرهم ممن لم يشارك في أحداث 17 ديسمبر 14 جانفي لا بالعير ولا بالنفير كما يقال خلاصة القول إرهاب النظام أدواته هو من أفرز إرهاب التنظيمات وهو المسؤول عنه ففي ظل حكومات العمالة و في غياب الخيارات الوطنية وتغلغل ثقافة التهميش والإستغلال والحقرة فالإرهاب لا يتواجد ولا يتوالد في الدول المتقدمة التي تكرس المواطنة وتحترم مواطنيها و تعطيهم حقوقهم ولكنه يتواجد فقط الدول و الأنظمة التي تعامل مواطنيها لخدم أو كرعايا فالإصلاح يبدء من داخل النظام لا من خارجه و المقاربة التنموية يجب أن تكون سابقة للمقاربة الأمنية لكي لا تتحول الثورة على النظام إلى ثأر من الدولة لكن في ظل تعاقب الحكومات المتبنية لنفس الخيارات لا شيء ينبئ بإجتثاث الإرهاب في ظل غياب مقاربات تنموية واضحة قد تقضي على الفقر والتهميش و إنسداد الأفاق وتعطي جرعات من الأمل و الحلم للذين قد يسقطون في شراك المجموعات الإرهابية وخاصة في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة والتي أصبح فيها الإرهاب على الأبواب .



#محمد_ذويب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الردة
- نعم أنا عنصري
- سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي ال ...
- لا لعثمنة قمصان الشهداء
- إرهاب العولمة و عولمة الإرهاب
- مفاوضات تشكيل الحكومة في تونس: النداء يريد توريط الجميع النه ...
- الإتحاد العام لطلبة تونس يخوض معركة الجيل
- لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و ل ...
- إنتفاضة تونس و النموذج الروماني إيون إليسكو يطل من وراء هضبة ...
- تونس في إماطة اللثام عن عودة الأزلام


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ثانيا .